العمال والحرفيون في دمشق: «الموت من “كورونا” أفضل من الموت جوعاً»

العمال والحرفيون في دمشق: «الموت من “كورونا” أفضل من الموت جوعاً»

«الحل نت» دمشق – مع فرض حظر التجول الجزئي، وإغلاق المنشآت والمعامل وقطاع العمل الحكومي، وإيقاف العمل بكثير من الوظائف في سوريا، ينظرُ العمال والحرفيون، من حلاقين ونجارين وعمّال ورشات، بعين الخوف والريبة إلى أوضاعهم، ويشاركهم الخوف سائقو سيارات الأجرة وعمال أسواق الهال والحميدية والصالحية، الذين كانوا يُحصّلون رزقهم يوماً بيوم، ويسمون مجازاً “العمال المياومين”.

يرفض الكثير من هؤلاء العمال قرارات الحكومة، ويجدونها «غير عادلة وغير منصفة» بحقهم، ويسعى بعضهم للعمل خلسة أو بالخفاء، بعيداً عن أعين دوريات الأمن والتموين.

في اليوم الأول من تطبيق قرار حظر التجول انتشرت دوريات “الأمن الجنائي” و”الأمن السياسي” في شوارع المدينة، واعتقلت عشرات الشباب، «لعدم التزامهم بالتعليمات»، وتمت إحالتهم للقضاء، بحسب ما صرّحت وزارة الداخلية.

بالمقابل تتردد عبارة في الأوساط الشعبية : «إذا لم نعمل لا يمكننا أن نأكل، والموت من “كورونا” أفضل من الموت جوعاً».

بدأت المحلات والورشات، خلال الأيام الماضية، بإنشاء مجموعات على “فيس بوك” أو “واتس اب”، أخبرت الزبائن من خلالها استعدادها لتقديم خدماتها، وإمكانية التوصيل المجاني خلال فترة الصباح والظهيرة، وبذلك يمكن الاستمرار في العمل بشكل غير مباشر.

 “زياد جمعة”،  صاحب محل في حي “القيمرية”، نشر ضمن مجموعة مغلقة على “واتس اب”عدة صور للبضاعة الموجودة لديه، مثل  الساعات والهدايا الصغيرة وبعض تجهيزات الموبايلات والكومبيوترات، وعرض إمكانية التوصيل مجاناً داخل مدينة دمشق.

لا يوجد في سوريا حتى الآن أي تعامل نقدي الكتروني، ولا يمكن الشراء عبر الانترنت، أو ما يسمى بالدفع الالكتروني، لذلك يلجأ التجّار إلى حلول بديلة، مثل إنشاء مجموعات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي.

بالمقابل، يسعى “أبو رياض”، وهو يعمل في مجال الصيانة الكهربائية، للاستمرار في عمله من داخل المنازل، ويقول لموقع «الحل نت»: «لدي محل صغير، لكنه مغلق أغلب الوقت، لأنني أكون مشغولاً بالتصليح داخل المنازل، وضعت رقم هاتفي على باب المحل، وسأستمر بعملي دون فتح المحل بشكل مباشر».

وينسحب الحال على العديد من العمال المياومين، الذين بحثوا عن حلول بديلة، ونجحوا في الاستمرار بعملهم، ولو بوقت أقل، مثل الحلاقين، الذين أبدوا استعدادهم للحلاقة داخل المنازل. والتقنيون الذين يصلحون الهواتف والحواسيب، وعرضوا إمكانية الحضور للمحلات أو الشركات.

تبدو هذه الحلول البديلة متنافية مع مبدأ الحجر الصحي الذي تسعى إليه الحكومة، لكن هنالك تساؤل دائم عن الحلول البديلة التي يمكنها تأمينها، بالمقارنة بما تقدمه الحكومات الأوروبية، التي قدمت دعماً لمواطنيها، ومدّت الاسواق بالمنتجات، وحاولت مساعدة الناس على الالتزام بالحجر الصحي.

يُذكر أن الحكومة السورية أعلنت، حتى يوم أمس الاثنين، عن عشر إصابات، وحالتي وفاة نتيجة انتشار فيروس “كورونا” في البلاد.


إعداد: رحاب عنجوري

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.