في الواقع، وعلى الأرض، وفي الميدان، وحتى في عالم #التواصل_الاجتماعي، فإن أكثر من يُهدّد #أميركا ومصالحها في #العراق هي ميليشيا #كتائب_حزب_الله الخاضعة لـ #إيران.

وإن عدنا إلى الوراء قليلاً؛ لنستكشف القصة الأولى التي أدّت إلى تصعيد التوتر بين الميليشيات المقرّبة من #طهران و #واشنطن، فسنجد أن هذه الميليشيا هي السبب في تفعيل هذا التوتر الحاصل.

ففي أواخر ديسمبر المنصرم، استهدفت ميليشيا الكتائب قاعدة #كاي_وان في #كركوك التي كانت تضم #القوات_الأميركية حينها، ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي يعمل في تلك القاعدة، ومن هنا بدأت القصّة.

جاء الرد مُزلزلاً من أميركا، بضربة جوية مطلع يناير الماضي قرب #مطار_بغداد الدولي أردَت نائب رئيس هيئة #الحشد_الشعبي، #أبو_مهدي_المهندس، و قائد #فيلق_القدس الإيراني، #قاسم_سليماني قتيلَين.

ازداد التوتر بعدها، بخاصة من جانب الميليشيات التي صارت تستهدف وبشكل أسبوعي القواعد العسكرية العراقية التي تتواجد فيها القوات الأميركية تارةً، و #السفارة_الأميركية في #بغداد تارة أخرى.

أبرز الاستهدافات، هو الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة #عين_الأسد في #الأنبار، وتلتها مؤخراً الاعتداءات على #قاعدة_التاحي شمالي العاصمة، ما دفع بواشنطن لضرب مصالح ميليشيا الكتائب كرد على هجمات “التاجي”.

بعد ذاك، ومنذ منتصف مارس الحالي، قامت أميركا بسحب قواتها من أغلب القواعد العسكرية في العراق، من أجل إعادة تمركزها، وتحسباً لوباء #كورونا، وهناك أسباب أهم.

أهم الأسباب، هو استعداد واشنطن لمواجهة الميليشيات في العراق، بخاصة “الكتائب” وتدميرها، وسحبها لقواتها من العراق لعدم فسح المجال لتلك الميليشيا في استهداف الجنود والنيل منهم.

وذاك ما أكّدته صحيفة “جورازلم بوست” الإسرائيلية، و “نيويورك تايمز” قبلاً منها، حينما قالتا: إن  #مجلس_الأمن القومي ووزير الخارجية #مايك_بومبيو، وزير الدفاع #مارك_إسبر خطّطوا لقتال الميليشيات في العراق.

اليوم، عادت ميليشيا الكتائب إلى واجهة الأحداث مُجدداً، بعدما كشف مسؤول أميركي في تصريحات لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن مؤشرات تفيد بأن هذه الكتائب تسعى لمهاجمة القوات الأميركية، وأنها أصبحت أكثر جرأة، فمن هي الكتائب؟

مؤسس الكتائب هو “المهندس” نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، إذ وبحسب “الجزيرة نت”، فإن التقارير تتحدث عن أنه كان قائدها الفعلي منذ تأسيسها في أبريل/ نيسان 2007 وحتى مقتله في (3 يناير 2020).

في نهاية فبراير/ شباط الماضي أدرجت واشنطن الأمين العام لميليشيا الكتائب #أحمد_الحميداوي في لائحة الإرهاب، بعد أكثر من /10/ سنوات على تسمية هذه الكتائب بوصفها “تنظيماً إرهابياً” عام 2009.

اقرأ/ اقرئي أيضا:

أميركا تُخطّط لتدمير الميليشيات: هل ستكون النهاية لإيران في العراق؟

https://7al.net/2020/03/29/%d8%a3%d9%85%d9%8a%d8%b1%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d9%8f%d8%ae%d8%b7%d9%91%d8%b7-%d9%84%d8%aa%d8%af%d9%85%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%8a%d9%84%d9%8a%d8%b4%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d9%87%d9%84-%d8%b3%d8%aa/

تتميز ميليشيا “كتائب حزب الله العراقي” بقدرات عسكرية كبيرة، وتعد من الفصائل الرئيسية التي تشن الهجمات على قوات #التحالف_الدولي والمصالح الأميركية في العراق، وفق “وكالة الأناضول” التركية.

وتصف الميليشيا نفسها بأنها «تشكيل جهادي إسلامي مقاوم»، إذ وفقاً لموقعها الرسمي، فإن هدفها «تحقيق حاكمية الإسلام التي تمثل #ولاية_الفقيه الطريق الأمثل لتحقيقها»، في إشارة إلى مبدأ ولاية الولي الفقيه المعتمد رسمياً في نظام الحكم بإيران.

ميليشيا الكتائب تتميّز عن غيرها من الفصائل بامتلاكها قدرات قتالية عالية اكتسبتها من عملها المسلح ضد القوات الأميركية منذ تأسيسها عام 2007 وحتى نهاية 2011 تاريخ الانسحاب الأميركي من العراق.

كما أنها تمتلك قدرات عالية على تطوير وتصنيع واستخدام الصواريخ الباليستية، بالتنسيق مع وحدات استخباراتية تابعة لها، بخاصة مع ميليشيا #حزب_الله اللبناني، وقيادات #الحرس_الثوري الإيراني.

وبحسب “الجزيرة نت”، فإن ما لا يقل عن /7/ آلاف مقاتل يتسلمون رواتبهم من “هيئة الحشد الشعبي”، تتشكل منهم ميليشيا الكتائب ، ويتوزعون على عدة كتائب مسلحة.

إذ  تنتشر ميليشيا “كتائب حزب الله” غربي العراق على الحدود السورية ومناطق عراقية أخرى، إضافة إلى #سوريا، حيث تمتلك أكثر من /1500/ مقاتل، فيما تؤكد تقارير غربية أنها تعمل باستقلالية كاملة عن الوحدات الأخرى المرتبطة بالحشد.

وتضطلع الميليشيا بالجهد الأكبر في الصراع غير المباشر بين واشنطن وطهران اللتين اتخذتا العراق «ساحة لتصفية حساباتهما عبر مواجهة “شبه مفتوحة” مع مفارقة أن إيران تقاتل عبر وكلائها من الميليشيات لا بنفسها كما تفعل واشنطن، بحسب “الأناضول”.

ومن المتوقع أن تشهد ساحة الصراع الأميركي الإيراني في العراق تصعيداً في حدة الهجمات التي تشنها الميليشيات المسلّحة الشيعية في الفترة المقبلة، مع احتمال لجوء أميركا إلى سياسات جديدة.

السياسات الجديدة، تتخطى رد الفعل إلى سياسة أكثر ردعاً تهدف في النهاية إلى حماية الوجود الأميركي في العراق عبر تقويض القدرات الهجومية لهذه الميليشيات، بخاصة ميليشيا الكتائب من خلال ضربات استباقية، وفق “الجزيرة نت”.

وكانت أميركا، قد نشرت منظومة صواريخ “باتريوت” للدفاع الجوي اليوم في #العراق، وذلك بعد نحو شهرين من تعرض القوات الأميركية لهجوم بصواريخ بالستية إيرانية.

ووصلَت إحدى بطاريات “باتريوت”  إلى قاعدة “عين الأسد” في الأنبار، وأُخرى في #قاعدة_حرير بعاصمة #إقليم_كردستان #أربيل، حيث قالت واشنطن إن قواتها ستبقى فقط في هذه القاعدتين في العراق، بعد انسحابها من بقية القواعد الأخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.