واقعياً، يعاني #العراق اليوم على كل الأصعدة، السياسية منها والاقتصادية، الأمنية والصحيّة، وما فاقم من هذا الوضع هو تفشّي وباء #كورونا المستجد الذي اجتاح كل العالم، ولم يسلم منه #العراق.

ليس هذا فحسب، إنما لتراجع عائدات النفط، مصدر الدخل الرئيسي للحكومة، والفشل في تشكيل حكومة جديدة، والفشل في الحصول على مساعدات مادية لمكافحة “كورونا” ، أيضاً أسباب في تلك المعاناة، بحسب “نيويورك تايمز”.

الصحيفة الأميركية، أضافت في تقرير لها، أن «فرض حظر التجول لمحاولة مكافحة تفشي الفيروس، أدى إلى إغلاق المحلات التجارية، وفقدان أغلب الموظفين غير الحكوميين لوظائفهم».

في الجانب الأمني، ما تزال الميليشيات المدعومة من #إيران تشن هجمات منتظمة على #القوات_الأميركية، آخرها يوم الخميس المنصرم عندما سقط صاروخان بالقرب من #السفارة_الأميركية، مما يهدد بجر العراق بصورة أكبر إلى صراع أميركي – إيراني، وفقاً للصحيفة.

“رياض الشيحان”، (56 سنة)، وهو عسكري متقاعد، قال في تصريحات للصحيفة: «هذه أسوأ أيام عشناها في العراق، لقد عشت الحرب العراقية – الإيرانية، #الانتفاضة_الشعبانية، #صدام_حسين، لكن هذه الأيام أسوأ».

بدوره، أكد الاقتصادي “باسم أنطوان”، مستشار رئيس الوزراء الأسبق #حيدر_العبادي، إن ما يجعل الوضع قاتماً في العراق هو أن مزيج الأزمات التي يعاني منها، قد قضى على الاقتصاد بأكمله تقريباً.

وقال، إن «الوضع الاقتصادي الحالي أسوأ مما رأيناه من قبل؛ لأنه تم تعليق جميع القطاعات الإنتاجية، إننا نشهد شللًاً شبه كامل في الحياة الاقتصادية، لا توجد صناعة ولا سياحة ولا وسائل نقل، وتتأثر الزراعة إلى حد ما».

وخلال الأسابيع الماضية زادت معاناة الاقتصاد العراقي بعد انخفاض أسعار النفط إلى أقل من النصف بسبب حرب الأسعار بين #السعودية و #روسيا، فقد أصبح سعر البرميل نحو /30/ دولار، بدلاً من /60/ دولاراً في نهاية ديسمبر الماضي. 

وأكد “فاتح بيرول”، المدير التنفيذي لـ “وكالة الطاقة الدولية” ومقرها #باريس، أن انخفاض الأسعار «وجه ضربة قوية للاقتصادات المعتمدة على النفط، لكن الضربة الأقوى ستكون للعراق؛ بسبب الأزمات التي يعانيها».

“بيرول” أكمل قائلاً: «العراق أكثر الدول تأثراً، لأنه ليس لديه احتياطيات مالية، ولأن (90 %) من عائداته تأتي من النفط، وكل هذه الضغوط الاقتصادية تأتي في بيئة سياسية متوترة للغاية بالفعل».

بينما أكد “سيد جاياشي”، العضو في لجنة مكافحة الفيروسات التاجية، أن «الحكومة أنشأت صندوقاً للتبرعات لمساعدتها خلال هذه الفترة، وأنها جمعت أقل من /50/ مليون دولار».

وأشار “جاياشي” في حديثه لـ “نيويورك تايمز” الجمهورية، إلى أن «#الحكومة_العراقية تعاني حالياً عجزاً شهرياً يزيد عن /2/ مليار دولار فقط للنفقات الجارية»، بحسب قوله.

الصحيفة الأميركية لفتَت إلى أن «القطاع الخاص في العراق محدود، وقد تعرض لضربة قوية بسبب فرض حظر التجول على مدار /24/ ساعة بعد تفشي “كورونا”، ومد الحظر حتى (11 أبريل) القادم».

مُضيفةً، أن «عمال البناء والباعة المتجولين، وسائقي سيارات الأجرة اضطروا إلى البقاء في منازلهم، بسبب الحظر، مما أدى إلى تفاقم معانتهم؛ لأن معظمهم يعيشون على ما يكسبونه يومياً، وليس لديهم مدخرات وأنهم قد يصبحون قريباً على حافة الجوع».

وقال عراقيون للصحيفة الأميركية، إنه «من الصعب القول إلى متى يمكن تحمل مثل هذا الألم الاقتصادي الهائل، لكنه صعب بخاصةً في غياب القيادة السياسية الحكيمة والرشيدَة».

وقال “حسن علي”، /20/ سنة، إنه لا يلتزم بالحظر؛ لأن «العراق ليس لديه حكومة، الحكومة ضعيفة جداً، متعبة للغاية، ليس لديها حل للأزمات، ولا حل للشباب الذين ليس لديهم وظائف، لا يمكن لأحد الاعتماد عليها».

وكان وزير الصحة، #جعفر_علاوي، قد قال، إنه سيحتاج إلى /150/ مليون دولار شهرياً لشراء المعدات التي يحتاجها لمكافحة “كورونا”، لكنه لم يجمع سوى جزءاً صغيراً من هذا المبلغ، مما قد يؤدي إلى تفاقم أزمة الوباء في العراق في الأسابيع القادمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة