باتت شوارع مدينة الحسكة خالية من سكانها، بعد التدابير الأخيرة التي أعلنتها “الادارة الذاتية” لمواجهة فيروس “كورونا”، والزامها المواطنين للأسبوع الثاني على البقاء في منازلهم، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وذلك بعد تعليق دوام المدارس والجامعات والمعاهد، وإغلاق المطاعم  والمقاهي والتجمعات، ومنع الأعراس والتعازي في مناطق سيطرتها حتى إشعار آخر.

إلغاء الصلوات والأعراس

“محمد خالو”، صاحب محل حلويات ومرطبات في مدينة الحسكة، أكد لـ«لحل نت» التزامه بقرارات الإغلاق ومنع التجول بالقول: «الفيروس انتشر في مناطق النظام ومناطق المعارضة، وبات يهدد عموم العالم، فعلينا الاحتراز والتقيّد بقرارات “هيئة الصحة”».

الإجراءات الوقائية التي تقوم بها “الإدارة الذاتية” لمواجهة الوباء، تشمل بحسب “محمد أحمد”، المسؤول الصحي التابع للأمن العام الداخلي، المعروف بـ”الأسايش”، قياس حرارة السائقين على الطرقات الرئيسية، مثل سائقي شاحنات الخضرة والمواد الغذائية،  لمعرفة الإصابات إن وجدت، وتحويل الحالات المشتبه بها للمراكز الطبية والمشافي.

وأعلنت “لجنة الإدارة المحلية والبلديات” في الحسكة أنها تعمل على غسل وتعقيم الشوارع الرئيسية في المدينة للوقاية من فيروس “كورونا”.

وفي اتصال هاتفي مع موقع «الحل نت»، قال “علي الحسن”، الإداري في بلدية الحسكة، إن البلدية جهّزت “مرشات” تعمل على البنزين، لغسل شوارع المدينة، وأمنّت مواد تعقيم عالية التركيز، تُستخدم في عملية غسل وتعقيم الشوارع والمراكز والاسواق. وأضاف “الحسن” : «فرقنا المدربة والمؤمنة بألبسة الحماية الخاصة، وبتنسيق وتعاون مع “الهلال الأحمر الكردي”، ولجان الداخلية والصحة والإدارة المحلية والبلديات، ضمن “خلية الأزمة” في إقليم الجزيرة، تقوم بدايةً بإزالة الأتربة والنفايات من الشوارع، وترحيلها بالآليات الهندسية، ثم غسل الشارع بعربات الإطفاء».

ويؤكد الحسن: «تم تعليق صلاة الجمعة، وصلوات الجماعة في المساجد حتى إشعار آخر، وإيقاف تراخيص الحفلات الشعبية والأعراس، والفعاليات الفنية والرياضية والاقتصادية، وسط جهود لاحتواء الفايروس».

وقالت “خلية الأزمة”، التي تشكلت في اقليم الجزيرة بعد انتشار فايروس “كورونا”، في بيان تابعه موقع «الحل نت»، إن «هيئة الإدارة المحلية ورئاسة لجنة البلديات في مدينة الحسكة تجري جولات تفقدية، لمتابعة سير عمل تنظيف الشوارع وتعقيمها».

وحثت دوريات الأمن الداخلي “الأسايش”، التي جابت شوارع مدينة الحسكة، المدنيين بمكبرات الصوت على ملازمة بيوتهم، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.

كما أكدت “هيئة الصحة” في المدينة عدم تسجيلها أية إصابات بالوباء العالمي المستجد في مناطق الادارة حتى الآن، وأعلنت في بيان لها إنشاء أربعة مراكز للحجر الصحي في مدينة الحسكة، مُجهزة بالكادر الطبي  المتخصص والأسرّة والمعدات الأولية. وتشكيلها فرق إسعاف في كافة بلدات وريف المدينة، مؤلفة من سيارات وكوادر طبية، وتخصيصها أرقام طوارئ لاستقبال الحالات المشتبه بها.

الماء مقابل الكهرباء

عاودت الحكومة التركية إيقاف ضخ  مياه محطة “علوك” الواقعة قرب مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، التي تغذي مدينة الحسكة وريفها بالمياه.

وحول هذا الموضوع تواصل موقع «الحل نت» مع “رضوان خليل”، مسؤول أخبار القسم التركي في قناة “اليوم” الاخبارية، الذي انتقد الاجراءات التركية، وأكد اعتماد “الإدارة الذاتية” و”قوات سوريا الديمقراطية” «حلولاً إسعافية  للمسألة، من خلال تخصيصها صهاريج تمد المدنيين والمخيمات بمياه الشرب، ريثما تنهي حفر آبار المياه، لكن ذلك يستغرق وقتاً»، حسب تعبيره.

وأضاف :«الجيش التركي، والفصائل السورية الموالية له، قطعوا المياه لإرغام “الإدارة الذاتية “على تزويد مركزي مدينتي “رأس العين” و”تل أبيض” وريفهما بالكهرباء، مقابل إعادة ضخ المياه، وذلك بوساطة روسية. ثم عادوا لقطع المياه، خلال شهري شباط/فبراير وآذار/مارس، مرات عديدة، في محاولة واضحة للضغط على “الإدارة الذاتية” من جديد، لتزويد منطقة “شانلي أورفا” في الداخل التركي أيضاً بالكهرباء».

ويؤكد “خليل”: «طاقة شبكة الكهرباء لدينا ضعيفة، بسبب تعرضها للقصف والتدمير من الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية. تعمل تركيا على قصف شبكات الكهرباء كلما قامت الورشات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” بإصلاحها، وذلك للمزيد من الضغط».

ونددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان لها باستغلال أنقرة محطات المياه لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية، الأمر الذي يعرّض حياة أكثر من مليون شخص للخطر، في الوقت الذي يبذل فيه العالم جهوداً لمكافحة فيروس كورونا. وقالت في البيان: «الأطفال سيكونون أشدّ المتضررين، وفي مقدمة من سيعانون».

وطالبت  المنظمة تركيا باستئناف ضخ المياه من المحطة، التي تخدم  محافظة الحسكة ببلداتها وريفها، ونازحي ثلاثة مخيمات.

وقال مايكل بيج، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في المنظمة الدولية: «في خضم وباء عالمي، يثقل كاهل أنظمة حكم وبنى تحتية متطورة، قطعت السلطات التركية إمدادات المياه عن المناطق الأكثر ضعفاً في سوريا، ينبغي على السلطات التركية بذل جهدها لاستئناف إيصال المياه إلى تلك المجتمعات فوراً».

وتناقلت مصادر اعلامية إصابة أكثر من ثلاثة عشر ألف شخص في تركيا بفيروس كورونا، فيما تخطى عدد الوفيات مئتي شخص. ويقول “رضوان خليل” إن الحكومة التركية دفنت عدداً من ضحايا الفيروس في القرى الحدودية  السورية التركية، ونقلت نحو أربعمئة مصاب، من مسلحي الفصائل الموالية لها، الى مشفى “روج” في “رأس العين”.

من جهته نفى “جونشير الفرحة”، أخصائي الأمراض الصدرية في “المشفى الوطني” بالقامشلي، خبر تسجيل حالة إصابة بفيروس “كورونا” في المشفى. عبر صفحته الخاصة على “فيس بوك”، ونوّه أنه في حال تسجيل إصابات بالفايروس، سيتم اعلانها بواسطة الجهات المختصة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.