هل الرجال أكثر عرضةً من النساء للإصابة بفيروس #كورونا؟ لا تزال الإحصاءات المتعلقة بهذا الفيروس القاتل غير مكتملة تماماً، حيث لا يمكن الجزم بذلك. لكن تحليل التفاعلات بين العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية المتعلقة بالجنس يوفر معلومات أساسية للبحث في مدى اختلاف العرضة للأمراض المعدية.

هل توجد فروق بين الجنسين في معدلات الإصابة بفيروس كورونا وكذلك في الوفيات الناجمة عنه؟ تم تداول هذه الأسئلة في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي منذ أن نشر المركز الصيني للوقاية من الأمراض تقريراً في شهر شباط الماضي، كشف فيه أن 51.4 ٪ من المصابين هم من الرجال، بمعدل وفاة 2.8 ٪ مقابل 1 7٪ للنساء. وفي إيطاليا، يمثل الرجال 60٪ من الإصابات ويموتون أكثر من النساء.

أما بالنسبة للأسباب التي يمكن أن تفسر الاختلاف في معدل الوفيات بين النساء والرجال، فإن الاحتمال الجاد يتعلق بالاختلافات بين الجنسين في أنماط الحياة والحالات الصحية.

ففي الصين، يدخن أكثر من نصف الرجال مقارنة بنسبة 2٪ فقط من النساء. ويؤثر مرض الرئة المزمن الناجم عن التدخين والتلوث، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، على الرجال أكثر، مع تأثير أكبر على الوفيات الناجمة عن جائحة كورونا.

عوامل الخطر الواضحة هذه لا تستبعد البحث عن الخصائص البيولوجية المرتبطة بالجنس في الدفاعات المناعية. وفي تجربة أجريت عام 2017 على بضع عشرات من الفئران المصابة بفيروس سارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة)، تأثر الذكور بشكل أكثر خطورة من الإناث.

مما دفع باحثو الدراسة إلى طرح فرضية دور الحماية للهرمونات الأنثوية (هرمون الاستروجين)، ولكن فقط في الفئران . ولا يزال الاستقراء غير المشروط لهذه الآليات للبشر متضارب في غياب بيانات علمية واضحة ومتينة.

من الناحية السريرية، من المعترف به أن النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل #الذئبة (داء جلدي) أو #التهاب_المفاصل (#الروماتيزم). وتبقى الآليات الكامنة بعيدة كل البعد عن التوضيح.

فيما يتعلق بالتعرض للعدوى بالفيروسات التاجية، مثل #سارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، تشير البيانات الوبائية إلى معدل وفيات للرجال أعلى قليلاً من النساء، على الرغم من أننا لا نعرف كيفية تحديد السبب.

في انتظار إحصاءات النوع الاجتماعي

من المستحيل التمييز بين الاختلافات البيولوجية المرتبطة بالجنس في الجهاز المناعي ودور العوامل الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالجنس.

حيث يشكل التوزيع المختلف للأنشطة والأدوار الاجتماعية للنساء والرجال مصدراً رئيسياً لعدم المساواة بين الجنسين من ناحية مخاطر التعرض للفيروس وإمكانية الإصابة به والرعاية الطبية، وفي نهاية المطاف في معدلات الوفيات الناجمة عنه.

بالنسبة للإصابة بفايروس كورونا، والذي يجتاح العالم اليوم، ستكون الإحصاءات القائمة على النوع الاجتماعي مفيدة جداً. ومن المتوقع أن تختلف نسبة النساء والرجال المتأثرين بالعدوى اختلافًا كبيراً عبر البلدان اعتماداً على معايير النوع الاجتماعي وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.

ففي المجتمعات الغربية، تشكل النساء أغلبية في المهن الصحية، والخدمات الشخصية، والتجارة (الصرافين  ونساء المبيعات)، والتنظيف، وكل ذلك يضعهن في الخط الأمامي في مواجهة خطر الإصابة.

وفي مجال #الأمراض_المعدية، كما هو الحال في العديد من موضوعات الصحة العامة، فإن تحليل التفاعلات بين العوامل البيولوجية المرتبطة بالجنس والعوامل الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالجنس يسلط الضوء بشكل أساسي على مدى تعقيد المشكلة في كل ما يتعلق بمحددات الصحة العامة للسكان.

ومنذ عام 2013، تتسق الإجراءات التي نفذتها مجموعة “النوع الاجتماعي والبحوث الصحية” التابعة للجنة الأخلاقيات في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية، مع هذا المنظور. ويكمن التحدي في إثراء معرفتنا من خلال مناهج متعددة التخصصات، تجمع بين علم الاجتماع وعلم #الأوبئة ودراسات النوع الاجتماعي، بالتعاون الوثيق مع البحوث السريرية والطبية الحيوية. وهي كذلك مسألة صقل الأفكار حول وسائل الوقاية والمعلومات عند الفئات السكانية الضعيفة، والنساء بشكل خاص.

 

عن موقع (Libération.fr) الفرنسي


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.