نداءات جديدة موجهة لـ #أستراليا لاستعادة مواطنيها إلى بلدهم وسط مخاوف من أن يكون #مخيم_الهول عرضة لتفشي فايروس #كورونا.

حيث لا يزال هناك 47 طفلاً أسترالياً محاصرين في هذا المخيم الواقع شمال شرقي #سوريا، بينما تستعد المنطقة لمواجهة جائحة كورونا.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه #الحكومة_السورية فقط عن عدد قليل من الإصابات، لم يتم تأكيد أي منها في المخيم الذي لا تتجاوز مساحته 1.8 كيلو متر مربع، ويقطنه 68 ألف امرأة وطفل، من بينهم عائلات مقاتلي تنظيم #داعش.

مع وجود القليل من أجهزة اختبار فيروس كورونا في هذه البلاد التي مزقتها سنوات الحرب. وقد تم تأكيد ما يزيد عن 18 ألف حالة في الدولة الجارة، #تركيا.

يقول “فابريزو كاربوني”، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: «هذا المكان يشكل حقاً الجحيم بعينه، وأنه معرض بشدّة لتفشي فيروس كورونا».

ويضيف: «التحدي بالنسبة لنا هو الوقاية، والحيلولة دون دخول الفيروس إلى مخيم الهول، وعزل أي حالات مصابة بأي ثمن للحد من انتشار هذا الوباء بين سكانه. لكن في الحقيقة، إذا ما دخل هذا الوباء إلى المخيم، فسيكون من المستحيل السيطرة عليه».

ويقول “كمال دبوسي”، الذي اُحتُجِزت ابنته وثلاثة من أحفاده في المخيم منذ أكثر من عام: «بينما ليس هناك حالات مؤكدة في شمال شرق سوريا، نسمع بأن بعض النساء تظهر عليهن أعراض تشبه أعراض ذات الرئة. ومع ذلك، ليس هناك أجهزة اختبار لذلك لا نعرف ما سبب تلك الأعراض».

سوريا غير مهيأة لتفشي المرض، فهيكلية الدولة الضعيفة والعدد الكبير للسكان النازحين داخلياً والذي يبلغ 7 ملايين نسمة، وخروج أجزاء كبيرة من البلاد عن سيطرة الحكومة المركزية تجعل السيطرة على انتشار الفيروس أمراً شبه مستحيل.

وقد أظهر تحليل #لجنة_الإنقاذ الدولية أن مخيم الهول هو أحد أكثر الأماكن الضعيفة عرضةً لتفشي فيروس كورونا على وجه الكرة الأرضية.

فمسافة الأمان بين الأفراد مستحيلة في المخيم مع وجود أسر كبيرة العدد وحتى عائلات متعددة تعيش مع بعضها البعض في مجموعات في خيام فردية. كما يضطر الناس للوقوف في طوابير للحصول على الماء والطعام والرعاية الطبية.

يقول “كاربوني”: «لديهم وصول محدود إلى الرعاية الصحية، وحتى من الناحية النفسية فهم لا يعرفون ماذا سيكون مصيرهم. إنهم يعيشون في حالة من النسيان والإهمال المستمر».

كما يعاني الأطفال كذلك في هذا المخيم. حيث يقول كاربوني: «يعاني هؤلاء الأطفال من صدمات شديدة. لقد واجهوا الحرب، وشهد معظمهم مقتل أفراد من عائلتهم. ليس لديهم أي شيء، إنهم بمفردهم، هؤلاء الأطفال محتجزون في مكان لا يوجد فيه أي شيء، لا مدرسة ولا كتب ولا ملعب للأطفال ولا حتى ألعاب».

ويوجد اليوم 19 امرأة استرالية و47 طفلاً استرالياً محتجزون في مخيم الهول. والحكومة الأسترالية مطلعة على هوياتهم وتدرك تماماً حقهم في ادعاء تلك المواطنة.

إنهم أفراد عائلات لمقاتلين أجانب سابقين قتلوا أو تم اعتقالهم. لم يتم اتهام أي من النساء الأستراليات في المخيم بأنهن كنّ مقاتلات في صفوف التنظيم، وقد تم خداع أو حتى إكراه العديد منهن من أجل السفر إلى سوريا.

ويبلغ أصغر طفل في المجموعة أربعة أشهر فقط. فقد ولد في الثلاثين من شهر تشرين الثاني من العام الماضي. وقد عانت المجموعة الأسترالية التي تعيش على مقربة من بعضها البعض من قسوة الشتاء.

حيث أصيبت إحدى الفتيات المحتجزات في المخيم والتي تبلغ من العمر ثلاثة سنوات بعضّة برد شديدة في يدها اليسرى. ولأنها غير قادرة على الحصول على العلاج المناسب، فمن المرجح أنها سوف تفقد أصابعها.

وقد ناشدت العائلات الأسترالية في المخيم بشكل مستمر حكومتهم لتساعدهم على عودتهم إلى الوطن. وقالت النسوة في المخيم بأنهن سوف يستسلمن للخضوع للمراقبة وتطبيق الأوامر التي تفرض عليهن إذا ما تمت إعادتهن.

وإذا ما تمكن الأطفال وأمهاتهم من الوصول إلى أية سفارة أو قنصلية أسترالية فسوف تكون الحكومة الأسترالية ملزمة بحسب القانون بتزويدهم بوثائق سفر للعودة إلى وطنهم.

إلا أن الحكومة الأسترالية متمسكة بقرار رفضها إعادة مواطنيها إلى البلاد، وذلك بالرغم من حث القوات الكردية، حليفة الولايات المتحدة الأميركية ودول التحالف والتي تدير المخيم، الحكومة الأسترالية على إعادة مواطنيها إلى بلادهم.

وبالرغم من أن الحكومة الأسترالية استعادت مجموعة صغيرة من أطفالها الأيتام، إلا أنها لم تقوم باستعادة أي أفراد آخرين ممن لديهم فرد بالغ في الأسرة ذلك منذ أن تم نقل الأستراليين إلى المخيم المذكور منذ أكثر من عام.

من جانبه، قال وزير الشؤون الداخلية “بيتر بوتون” إن الحكومة الأسترالية «غير مستعدة للمخاطرة بحياة أستراليين آخرين من خلال أي محاولة منها لاستعادة مواطنيها».

مُشيراً إلى أن بعض الأستراليين في المخيم «متشددين ولديهم الإمكانيات والقدرة على العودة إلى البلاد والتسبب في وقوع حوادث قد تؤدي إلى خسائر كبيرة».

وأكدت مصادر في المخيم بأن عملية إعادة المواطنين الأجانب ما تزال ضئيلة نسبياً. فقد أخذت القوات الكردية رعايا أجانب إلى الحدود العراقية القريبة، وعبروها بدون أي تدخل لطرف ثالث أو حتى لموظفين دبلوماسيين.

وحثّ “كاربوني” دول العالم على إعادة مواطنيها المحتجزين في مخيم الهول إلى بلادهم.

قائلاً: «لا يمكنك إبقاء الناس إلى أجل غير مسمى يعيشون في نظام شبه اعتقالي. فلتتم محاكمتهم ومحاسبتهم إذا ما كانوا قد ارتكبوا أي فعل خاطئ».

مُضيفاُ: «أما هؤلاء الذين لم توجه لهم أي تهم بارتكاب جرائم، فيجب إعادتهم إلى أوطانهم. يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية جماعية تجاه هؤلاء الأطفال والنساء. لن تختفي هذه المشكلة بمجرد تجاهلها وعدم الاهتمام بها. سوف تظل قائمة إلى أن تتم معالجتها».

 

عن صحيفة (the Guardian) البريطانية


هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.