قالها بتهكم أحد الأطباء في مستشفى بدمشق، «يوجد لدينا في كل سوريا جهازان pcr فقط لفحص الكورونا، وبالتالي لا يمكننا إجراء اختبارات لأكثر من 20 – 30 حالة في اليوم الواحد».

وتابع الطبيب، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لموقع (الحل نت)،  «ينخفض عدد الحالات الجديدة المفحوصة عند وجود ضرورة لإعادة التحاليل لبعض الأشخاص الذين تم مسحهم سابقاً للتأكد إما من إصابتهم أو سلامتهم».

وأشار إلى أن «الأمور تجري ببطء شديد، من المفترض أن تزودنا منظمة الصحة العالمية بـ 5 أجهزة pcr، والمشكلة بمعايرتها بعد وصولها، حيث أبدى أحد المهندسين قدرته على تثبيت ومعايرة جهازين فقط من الأجهزة الخمس الموردة فيما يجب انتظار توريد قطع خاصة بالمعايرة عن طريق الأردن والمعايرة أمر ضروري ليكون #الجهاز قادر على تشخيص #الفيروسات”.

جهازان فقط في سوريا وبانتظار مساعدات

جهازا الـpcr موجودان في مخبر “مديرية الأمراض السارية” بدمشق، والتحاليل لكل سوريا محصورة به، حيث ترسل المشافي العامة تحاليلها إلى المخبر وتستضيف المديرية المشتبه بإصابتهم في غرف للعزل.

بينما لا تمتلك #المشافي الخاصة أي تقنية خاصة، بل تمتنع عن استقبال حالات الانتانات التنفسية للصغار والكبار على حد سواء، وفقاً لطبيب في السنة الخامسة من اختصاص الجراحة العامة، يعمل بنظام المناوبات في أحد مشافي #دمشق الخاصة.

وقال الطبيب لموقع (الحل نت)، فضل عدم الكشف عن اسمه، «بعد توقيف العمليات الباردة في المشافي العامة، زاد الضغط على المشافي الخاصة بهذه الأنواع من العمليات، وفي حال ورود مريض يعاني من مشاكل تنفسية يرفض استقباله، ويطلب منه التوجه إلى أحد المشافي الحكومية».

موقع (الحل نت) حاول البحث في مشافي #المجتهد، والأسد الجامعي والمواساة بتاريخ الأول نيسان عن عدد الحالات المؤكدة فعلاً، وهل هي مطابقة للإعلان الحكومي الذي أكد في ذلك اليوم، وجود 10 حالات مسجلة فقط توفي منها اثنتان.

وأكد أطباء لموقع (الحل نت) أنهم يسمعون من بعضهم البعض عن حالات موجودة أكثر من المعلن عنها، لكنهم ليسوا متأكدين، مشيرين إلى أن تسريب أي معلومات بهذا الخصوص يعرض أطباء الصدرية والمعنيين في قسم العزل للمساءلة.

المستشفيات شبه فارغة

وقال أحد أطباء في مشفى الأسد الجامعي، (وهم 90% طلاب دراسات يخشون من فصلهم أو اتخاذ عقوبات بحقهم إن قاموا بتسريب أي معلومة)، إن «الأسبوع الماضي شهد 9 حالات مشتبهة، واحدة منها كانت الجثة التي توفيت بأعراض مشابهة، ليتبين لاحقاً أنها كانت مصابة».

وأضاف «بالعموم، عدد الحالات التي ترد بشكاوى تنفسية طبيعي، ولا يوجد حتى اليوم هجوم على المشافي، بل على العكس المشافي فارغة حالياً».

طبيب آخر في مشفى #المواساة، وضع احتمالاً لضعف الإقبال بالحالات المصابة أو المشتبه بها إلى المشافي بقوله إن «المصابين يخشون الذهاب إلى المشافي الحكومية خوفاً من العزل بظروف غير إنسانية بعد نشر تقارير سابقة حول ذلك، إضافة إلى الصورة النمطية الرائجة بين المواطنين بأن احتمالات الوفاة في المشافي الحكومية أكبر نتيجة عدم وجود رعاية صحية كفوءة».

الفحوصات بين “الكيت” والـ “pcr”

وعن آليات الفحوصات وسرعتها، أكد الطبيب أن «سوريا تملك 140 كيت خاص بالفحص، وكل كيت يكفي مئة مريض تقريباً، ولذلك تقوم وزارة الصحة بتقنين الفحوصات قدر الإمكان، حيث لا يتم استخدام الكيتات سوى للحالات شبه المؤكدة والصعبة».

وبعد أن تكون صور الطبقي المحوري للصدر مطابقة لحالة الرئتين عند الإصابة بكورونا، أي أن أول إجراء للمشكوك بأمرهم نتيجة أعراض حادة يطلب منهم صورة طبقي محوري، إن كانت مطابقة بنسبة عالية، يتم #التحليل لهم، وإن كانت إيجابية تعاد خلال 24 ساعة، بحسب الطبيب.

وأضاف «المشكلة أن العينات التي تأتي من المحافظات قد تنتظر على الدور من يومين إلى 5 أيام، وفي حال زادت الحالات ولدينا جهازين فقط، هذا يعني تأخر كبير في ظهور النتائج ومشكلة حقيقية في تفشي الوباء».

كيف يعمل جهاز الـpcr؟

وشرح الطبيب عن جهاز الكشف pcr، قائلاً إنه معروف علمياً بتحليل تفاعل البوليمراز المتسلسل أو تحليل تفاعل البلمرة التسلسلي، أو Polymerase chain reaction، وهو ليس خاصاً فقط بفيروس كورونا.

والجهاز يستخدم بالكشف الدقيق عن نوع الفيروسات في الجسم عبر أخذ عينة من المشتبه في إصابته، ولكل نوع فيروس كيتات معينة، تستخدم في الجهاز، لذلك هناك كيتات خاصة لفحص فيروس كورونا تستغرق نتائج تحليلها من ساعتين إلى 6 ساعات.

وتعتبر تكلفة الفحص عبر الجهاز مرتفعةً وفقاً للطبيب، ولذلك لا يجرى هذا الفحص التشخيصي إلا للمرضى الذين يصنفون في فئة “الإصابات المشتبه بها بشدة كأعراض حادة وسفر أو اختلاط”.

وحذَّر بحسب الطبيب من أن #سوريا قد تكون شخصت في البداية بعض الحالات على أنها سلبية وهي إيجابية خاصةً الطلبة القادمين من الصين، قائلاً «رغم الاعتماد على الجهاز بشكل كبير حول العالم، إلا أن بعض النتائج قد تكون سلبية بشكل خاطئ لأسباب مختلفة، من ضمنها كفاءة التقنيين والمعدات، وكيفية جمع العينات، وطريقة إرسالها وزمن وصولها، إضافة إلى أن إجراء هذا الفحص بحاجة بيئة نظيفة وفريق بمهارات عالية لتجنب تلوث العينات».

وتصل كلفة الكشف عبر الجهاز إلى 400 دولار لكل فحص، بحسب ما قاله مدير عام مستشفى المواساة الجامعي “عصام الأمين” لصحيفة (الوطن)، قائلاً إن كل المسوحات التي تم إجرائها في سوريا، بما يخص الكورونا مجانية، في مخبر وزارة الصحة للأمراض السارية، مؤكداً إجراء أكثر من 200 مسحة حتى 19 آذار الماضي، وجميعها سلبية.

الوقاية والعلاج وارتفاع أسعار الأدوية

في الثاني من نسيان الحالي، أعلن النائب العلمي لكلية الطب البشري بجامعة دمشق “مروان حلبي”، عن بدء الأبحاث على مستوى سوريا في النواحي العلاجية والتشخصية والوقائية من فيروس كورونا، انطلاقاً من الإمكانيات المتاحة لذلك.

وأضاف حلبي في حديث لموقع (الاقتصادي)، أن كل الجامعات السورية بدأت بوضع خطوط بحثية في مجالات الوقاية، والتشخيص والعلاج، مشيراً إلى بدء إنتاج الهيدروكسي كلوركين في سوريا، وهو علاج الملاريا الذي بدأت عدة دول باعتماده كوسيلة لتخفيف خطورة مرض كورونا، وتقليل مدة المكوث بالمستشفى.

وتصاعد الطلب على هذا الدواء في سوريا بشكل كبير بحسب صيادلة، ووصل سعر العبوة إلى ١٤ ألف ليرة سورية، بعد أن كانت بنحو ٥ آلاف ليرة، مرتفعةً 3 أضعاف منذ بداية آذار الماضي، وهي غالباً مهربة من الخارج.

وأكدت نقيبة صيادلة دمشق “علياء الأسد” لـ (الاقتصادي)، أن أدوية #الملاريا التي تُدرس كعلاج لفيروس كورونا غير موجودة في سوريا، ويتم إدخالها عن طريق التهريب، منوهة إلى أن سبب عدم توفرها يعود لخلو سوريا من أي إصابات بالملاريا.

وإضافة إلى هيدروكسي كلوروكين، زاد الطلب على فيتامين c الذي أكدت عدة أبحاث أيضاً أنه يساعد في رفع المناعة، ويمكن استخدامه عند الإصابة، ما رفع سعر العبوة المستوردة من 1300 بداية العام إلى 3500 اليوم.

وبقيت منظمة الصحة العالمية عند مخاوفها من احتمال انفجار الوضع في سوريا، مشيرةً إلى أن أهم الأسباب لذلك، هي كون سوريا مقصد للزوار الشيعة من إيران والعراق وباكستان، إضافة إلى أن النظام الصحي ضعيف بعد حرب 9 سنوات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.