أدّى انتشار فيروس #كورونا إلى شلّ الحركة بمختلف جوانبها بمختلف أنحاء العالم، بما فيها #العراق، الذي يعاني بالأساس من مشاكل لاتعدّ ولاتحصى، سياسياً واقتصادياً وأمنياً.

وعلى أثر أزمة فيروس كورونا اتّخذتْ #الحكومة_العراقية سلسلة من الإجراءات لمنع انتشاره بين المواطنين، من بينها فرض حظر التجول بجميع المدن، لإجبار الناس على التزام الحجر المنزلي، ومنع التجمعات التي تزيد من انتقال عدوى الفيروس.

هذا الأمر لم تلتزم به مناطق عديدة، مما أدى إلى اتخاذ الحكومة قراراً بإنزال #الجيش_العراقي لمراكز المدن، من أجل فرض حظر التجول ومنع التجمعات، رافقه قرار، شكّل مفاجاة لمعظم وسائل الإعلام، بإعلان #التحالف_الدولي الانسحاب من ثلاث قواعد عسكرية في العراق، في محافظات #الأنبار و#نينوى و#كركوك، وهي مناطق مهمة، مازال خطر #داعش حاضراً فيها.

داعش” على الأبواب

“مزاحم الحويت”، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، قال إنّ «انسحاب قوات التحالف الدولي، وتحديداً الأميركية منها، سيعطي قوة للتنظيم، ويرفع  معنوياته للقيام بهجمات مسلحة ضد المناطق التي خرجت عن سيطرته».

مبيناً خلال حديثه لـ«الحل نت» أنّ «التنظيم المتشدد يسيطر على طرق استراتيجية مهمة، تربط بين العديد من المحافظات، ويتواجد بمناطق صحراوية، خاصة تلك الملاصقة للحدود مع #سوريا. انسحاب #القوات_الأميركية يعني عدم توفر غطاء جوي لاستهداف تجمعات التنظيم».

وأضاف أن «تنظيم داعش بات على الأبواب، وانسحاب القوات الأميركية، مع نزول الجيش العراقي لمراكز المدن لفرض حظر التجول، يعني أن مدناً كاملةً ستسقط بيد التنظيم المتشدد، وخاصة تلك الواقعة بمحافظتي “نينوى” و”كركوك”».

هجمات متوقعة

“هاوكار الجاف”، الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، يؤكد أن العراق لايملك قدرة جوية ولا استخباراتية، وهنالك منظومة فاسدة تسيطر على المؤسسة الأمنية والعسكرية التي تدير المشهد، وهذا كله جعل العراق بحاجة لتواجد قوات التحالف الدولي، من ناحية التدريبات والمساعدة العسكرية ومراقبة الأجواء وتحركات “داعش” وإعطاء الإحداثيات.

يضيف “الجاف”، خلال حديثه لـ«الحل نت» أن «انسحاب القوات الأميركية سيكون بمثابة فرصة ذهبية لن يفوّتها تنظيم داعش، لأنه كان ينتظرها بفارغ الصبر ليتحرك بسهولة تامة».

لافتاً إلى أن «القوات الأميركية انسحبت من مناطق مهمة وحساسة، وهي على تماس مباشر مع المناطق التي يتواجد بها عناصر تنظيم داعش، وتحديداً في قاعدة “K1” في محافظة “كركوك”، القريبة سلسلة جبال “حمرين”، التي يتخذها التنظيم المتشدد مركزاً مهما له».

مبيناً أن «تنظيم “داعش” سيشن هجمات في ثلاث محافظات، هي “نينوى” و”صلاح الدين” و”كركوك”. وهذا متوقع نظراً لتوفر الأجواء والبيئة المناسبة للتنظيم، وينبغي على القوات العراقية اتخاذ الإجراءات المناسبة، من بينها انسحاب الجيش من مراكز المدن، وتركها لقوى #الأمن_الداخلي، والاستعداد لصد الهجمات التوقعة».

القوات العراقية تعلّق

اللواء “نومان الزوبعي”، قائد عمليات “نينوى”، يشير إلى أن القوات الأمنية العراقية تسلمت قاعدة “القيارة” الجوية من قوات التحالف الدولي بشكل كامل، بعد انسحابها منها.

ويقول “الزوبعي” لـ”الحل نت” إن «القوات العراقية تمسك بزمام الأمور في عموم محافظة “نينوى”، ولديها قوات منتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا، ولاتوجد أية مخاوف أمنية على المحافظة إطلاقاً».

ويستكمل حديثه بالتأكيد على أنه «رغم مساعدة التحالف الدولي لنا في حربنا ضد تنظيم “داعش”، ونحن نثمّن هذا الموقف، لكننا لدينا القدرة الكاملة على حماية مناطقنا بالكامل والاعتماد على أنفسنا، والتنظيم المتشدد بالنسبة لنا صار من الماضي، ولن يستطيع السيطرة على شبرٍ واحد من أراضي المحافظة»، حسب تعبيره.

مضيفاً أن «هنالك تهويلاً إعلامياً لقدرة تنظيم “داعش”، فهو لايسيطر سوى على أجزاء صحراوية صغيرة، لايتواجد فيها سكان، ونحن نلاحقه بشكل يومي، وهو بموضع الدفاع، ولايستطيع التحرك بسهولة والهجوم إطلاقاً».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.