مقابل الخسائر الفادحة التي تُمنى بها الحكومات والشركات حول العالم بسبب انتشار فيروس #كورونا، يبدو أن #الجماعات_الجهادية، وتحديدًا تنظيم #داعش، قد تحقّق مكاسب من هذا الفيروس.

تتمثل هذه المكاسب باستعادة شيء من النفوذ العسكري والسياسي للتنظيم، فضلًا عن مكاسب اقتصادية.

ويستغلّ “داعش” انشغال معظم حكومات العالم في مكافحة الوباء، ويرى في ذلك “فرصة لن تتكرّر”، وفي المقابل جمّد التنظيم عملياته الإرهابية في دول العالم، ولا سيما في القارة الأوروبية.

 

لا عمليات عابرة للحدود

 

في منتصف شهر مارس/آذار الماضي، حذّر تنظيم “داعش” جميع أعضائه والمنتسبين إليه من السفر إلى #أوروبا، ومناطق أخرى متضررة بالفيروس التاجي.

وأشاد التنظيم في افتتاحية جريدة “النبأ”، بتأثير الفيروس على كثير من الدول، التي اعتبرها “دول الأعداء”.

وقال التنظيم إن «السبيل الأمثل لتجنّب فيروس كورونا يتمثّل في الجهاد وإلحاق الأذى بالأعداء».

واعتبرت افتتاحية الجريدة ذاتها أن «الفيروس هو عذاب أرسله الله لمن شاء»، وأن «الأمراض لا تعدي بذاتها، ولكن بأمر الله وقدره».

وفي ذات المقال وجّه التنظيم بعض النصائح لمقاتليه، وهي لا تختلف عن نصائح #منظمة_الصحة_العالمية ، مثل الحفاظ على النظافة الشخصية، وعدم العطاس والسعال في الأماكن العامة، والتباعد الاجتماعي.

ويتّضح من البيان الخاص بالتنظيم توقّف العمليات الإرهابية العابرة للحدود، والاقتصار  على العمليات داخل المناطق التي يتمركز بها عناصر التنظيم.

 

سجناء “داعش” هدفٌ في زمن “كورونا”

 

الأمر الأخطر في بيان الصحيفة الناطقة باسم تنظيم “داعش” الحثّ على تحرير معتقلي التنظيم من السجون.

ويوجد في شمال شرق سوريا عدّة مراكز احتجاز، تديرها #قوات_سوريا_الديمقراطية، فيها الآلاف من عناصر التنظيم، الذين تم أسرهم خلال المعارك، وهم من 51 جنسية حول العالم.

ويبدو أن عناصر التنظيم ما لبثوا أن ترجمو محتوى هذه النصائح على الأرض، من خلال عملية التمرّد الشرسة التي وقعت في #سجن_غويران في #الحسكة، بعد أيام من صدور افتتاحية التنظيم.

وفي مقابلة مع موقع «الحل نت» قال صحفي يعيش في الحسكة، اختار أن يسمّي نفسه “جوان”: «السجن شهد تمرّد عناصر التنظيم المحتجزين داخله»، موضحًا أن بداية التمرّد كانت بذريعة أن أحد النزلاء يعاني من ارتفاع في درجات الحرارة، وأعراض فيروس “كورونا”.

وأضاف الصحافي ذاته، أن القوات المسيطرة على السجن، استدعت قوّة عسكرية كبيرة لمواجهة التمرّد، كما أرسل #التحالف_الدولي مروحيات، استمرّت بالتحليق فوق السجن، الذي يضم ثلاثة آلاف مقاتل، لساعاتٍ طويلة.

إلّا أن “مصطفى بالي”، مدير المركز الإعلامي في “قوات سوريا الديمقراطية”، أوضح أن بعض عناصر التنظيم نجحوا بالفعل بالهروب، بعد أن هدّموا الجدران الداخلية، وحطّموا الأبواب في الطابق الأرضي، ليتم السيطرة على الوضع لاحقًا.

 

تحرّكات غير مسبوقة

 

وفي الوقت الذي عُلّق فيه تدريب القوات العسكرية، التي من الممكن أن تتصدّى للتنظيم، ومع انغماس معظم حكومات العالم بالتصدّي للفيروس، يبدو أن “داعش” قد بدأ بتحرّكات غير مسبوقة على الأراضي السورية.

كان من أشرس هذه التحرّكات الإصدار الذي نشره التنظيم تحت اسم “ملحمة الاستنزاف”، والذي تحدّث فيه عن العمليات العسكرية، التي بدأ التنظيم القيام بها ضد #القوات_النظامية في منطقة “السخنة” في #ريف_حمص.

وأظهر التسجيل، المنشور في الثالث من شهر نيسان/أبريل الجاري، هجومًا عنيفًا على أرتال وعربات عسكرية للقوات النظامية و#القوات_الإيرانية، قام فيه عناصر التنظيم بإطلاق النار على الجنود المستهدفين، وذبحهم بالسكاكين.

كما شهدت قرى #ريف_دير_الزور، التي تسيطر عليها “قسد” مؤخّرًا، سلسلة هجمات وعمليات اغتيال، ولكن التنظيم لم يتبنّها بشكلٍ رسمي، في حين أعلن “التحالف الدولي” أنّه سيتابع عمله لضمان الهزيمة التامة للتنظيم.

 

مكاسب في الأزمات

 

يبدو أن التنظيم ينتعش على وقع الأزمات التي تشغل دول العالم، وهو ما كشفه “عبد الله زيدان”، الباحث في شؤون الجماعات الجهادية قائلًا: «لا توجد فرصة لإعادة التمركز واستعادة النفوذ بالنسبة للجماعات الجهادية أكثر من الأزمات والكوارث الطبيعية». لافتًا إلى أن هذا الأمر لا ينطبق على تنظيم “داعش” تحديدًا، بل على كل الجماعات الجهادية التي تقاتل عبر الحدود.

ولكن في الوقت ذاته، استبعد الخبير أن تؤدّي عمليات “داعش” إلى استعادة سيطرته على مدن أو قرى من جديد، موضحًا أن هذه “الطفرة” لن تؤدي في أسوأ الحالات إلى أكثر من زيادة الهجمات على القوافل في البادية السورية، أو الهجمات بواسطة الخلايا النائمة التي تنتظر مثل هذه الفرصة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.