ما يزال وباء #كورونا المستجد يتفشّى يوماً بعد آخر بشكل ملحوظ في #العراق، الذي يعاني أصلاً من انهيار منظومته الصحية، وعدم توفر أبسط الإمكانيات والأدوات الطبية لمواجهة الأزمات، ومنها “كورونا”.

كانت أول حالة في العراق قد سجّلت في (24 فبراير) الماضي في #النجف، وحتى مرور /3/ أسابيع لم تكن الحالات اليومية تسجّل بحجم كبير، ازداد هذا في الأسبوع الأخير من مارس المنصرم.

صارت تصل الحالات اليومية بين(٤٠ و ٥٠ حالة)، ومع مطلع نيسان الحالي قفزت الإصابات اليومية بالفيروس، فصارت في اليوم الواحد تسجّل ما بين (60 و 90) حالة في اليوم.

#خلية_الأزمة التي يترأسها وزير الصحة العراقي #جعفر_علاوي، أصدرت (وتُصدر) العديد من القرارات والإجراءات، لعل أبرزها قرار حظر التجول وتمديده غير ما مرة، حتى التمديد الأخير إلى (18 نيسان).

قُبالة هذا الإجراء، ثمّة العديد والعديد من أفراد المجتمع لا يلتزمون بقرار الحظر ويكسرونه في العديد من المناطق، في #بغداد وبقية المحافظات، في العاصمة يحدث هذا كثيراً في جانب #الرصافة.

كسر الحظر، وعدم الالتزام به، حذّرت منه خلية الأزمة وكذا ممثل منظمة #الصحة_العالمية في العراق، من أن ذلك «سيؤدي لنتائج لا تحمد عقباها، وربما يُعاد سيناريو #إيطاليا في البلاد إن استمر الحظر».

ثمّة عدد لا بأس به في البلاد من أصحاب الأجور اليومية من الطبقة الفقيرة، وهؤلاء إن لم يعملوا يومياً، فما بالإمكان توفير لُقمَة العيش، «إن لم يميتنا “كورونا” فسنموت من الجوع»، هذه الجملة يردّدونها دائماً.

لذلك يضطرون لعدم الالتزام بالحظر، بخاصة مع عدم توفير #الحكومة_العراقية احتياجاتهم اللازمة، التي تبقيهم في المنزل، فإجراءات حكومة بغداد ضعيفة للغاية إن لم تكن منعدمَة.

قد تبدو هذه المبررات منطقية، لكن الغريب في الأمر، أنه ثمة الكثير مّن المتمكنين وميسوري الحال، وحتى الأغنياء أيضاً، لا يلتزمون بإجراءات الحظر، ويتجاوزونها، فما السبب الذي يجعل من الناس عدم الالتزام بالحظر؟

«تشير الدراسات النفسية المتراكمة منذ أكثر من عقد من الزمن في بلدان عديدة، أن عقلانية السلوك الاجتماعي في مجال التعامل مع الأزمات والكوارث، تضمحل إلى حد كبير»، يقول أستاذ علم النفس “فارس نظمي”.

«وذلك كلما يشعر الناس أنهم فاقدون للقدرة على توجيه حياتهم الشخصية والتحكم بمساراتها، بسبب هشاشة مؤسسات الدولة وفسادها من جانب، وكلما واجهوا – إدراكياً – أوضاعاً سياسية مضطربة لا يمكن التنبؤ بمآلاتها من جانب آخر».

قال “نظمي”، وأضاف لـ “الحل نت”، «وذلك يدفع نحو اضمحلال العقلانية، هذا الاضمحلال يبدأ بالتعبير عن نفسه بأساليب معتقدية وسلوكية متنوعة، ليس أولها شيوع التفكير الخرافي بديلاً عن التفكير العلمي».

«لذلك تجدهم يسيرون وراء الأمثال والحكم الشعبية، ويتخذون منها منهجاً في مواجهة الأزمات، ويقلّلون منهت إن لم نقل يستخفون بشراسة الكارثة، ولا يعيرونها اهتماماً، ولن يعون للخطر إلا بعد وصوله من ذويهم»، يختتم حديثه.

وفي جديد “كورونا”، سجّلت #وزارة_الصحة العراقية /47/ إصابة جديدة بالوباء إبّان الـ /24/ ساعة الماضية، وحالة وفاة واحدة، وبلغت الإصابات الكلية /1279/ حالة، فيما بلغت الوفيات /70/ حالة.

في #إقليم_كردستان العراق وصلت الإصابات إلى /329/ حالة، من مجموع الإصابات الكلية في البلاد، على إثر ذلك، مدّدت حكومة الإقليم قرار حظر التجوال إلى (16 نيسان) الجاري.

ويشكل وباء “كورونا” مصدر قلق كبير للعراقيين وللإقليم، خصوصاً بعدما ضرب بشدة في الجارة الشرقيّة #إيران، بخاصة أن العراق وإقليم كردستان، يتقاسمان مئات الكيلومترات مع #طهران، وهناك نقاط حدودية عدة لتبادل السلع ودخول الأشخاص وخروجهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.