“كورونا” يوقف التعليم في العراق، وطلبة الجامعات يتوعدون بالعودة لساحات الاحتجاج

“كورونا” يوقف التعليم في العراق، وطلبة الجامعات يتوعدون بالعودة لساحات الاحتجاج

منذ قرار “خلية الأزمة”، التابعة للحكومة العراقية، تعليق الدوام الرسمي في #الجامعات_العراقية، واعتماد التعليم الالكتروني أجراءً احترازياً، لمنع وقوع اصابات في صفوف الطلاب، يقضي طلبة الجامعات العراقية يومهم داخل منازلهم، وسط قلق وترقب مما سيئول إليه مستقبلهم الدراسي، خصوصاً مع تصاعد حالات الإصابة وسط العراقيين.

لم يجد “كرار محمد”، طالب كلية القانون في “الجامعة المستنصرية”، ما يشغل نفسه به في هذه الظروف سوى الجلوس أمام شاشة كمبيوتره الشخصي، ومتابعة دروسه مع أساتذته عبر المنصات الالكترونية، التي استحدثتها “وزارة التعليم العالي والبحث العلمي” العراقية، لاستكمال المناهج التعلمية المقررة، بعدما أجبره قرار حظر التجوال بالبقاء داخل منزله الواقع في حي “القاهرة” شمالي #بغداد.

يجد “كرار” وزملاؤه صعوبة بالغة في مواكبة الدراسة الالكترونية، بسبب جملة من المعوقات، ومنها عدم امتلاك بعضهم لحواسيب الكترونية، وسكن البعض الآخر في المناطق النائية، وانعدام خبرتهم في التعاطي مع البرامج الحديثة، فضلاً عن الانقطاعات المتكررة في خدمة الإنترنت داخل البلاد.

تعليق الدراسة في الجامعات العراقية بسبب وباء #كورونا، لم يكن سبباً وحيداً في تعثّر الدراسة في جامعات البلاد، والحيلولة دون استكمال المناهج المقررة، بل سبقه غلق تام لأبواب الجامعات، بسبب مشاركة آلاف الطلبة في بغداد، والمحافظات الجنوبية والوسطى، في تظاهرات حاشدة مناهضة للأداء الحكومي، انطلقت مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2019.

 

وزارة التعليم العالي ترد

يؤكد “عدنان العربي”، المتحدث الرسمي باسم وزارة “التعليم العالي” العراقية، في حديثه لـموقع «الحل نت»، أن ضعف خدمة الانترنت ليس عائقاً أمام الطلبة للاستفادة من المحاضرات، التي يبثها الأساتذة عبر القنوات الرسمية المخصصة، كون تلك المحاضرات متاحة للطلبة في أي وقت.

“العربي”، الذي يقرُّ بأن الطالب الجامعي هو «المتضرر الوحيد من عدم استكمال المقرر الدراسي، وعليه تقع مسؤولية مواكبة المحاضرات»، يقول إن «”وزارة التعليم العالي” العراقية تتخذ قراراتها فيما يتعلق باستئناف الدوام الرسمي في الجامعات، وفقاً لما يصدر عن “لجنة الأمر الديواني”، التي شكلها #مجلس_الوزراء_العراقي مؤخراً، لمواجهة فيروس “كورونا”، وتلك القرارات مرتبطة بتطور الموقف الوبائي واتساع رقعة الاصابات في البلاد». لافتًا إلى أن”«الوزارة تصرفت وفق ما هو معمول به في الدول الأخرى التي تواجه ذات الأزمة».

وكانت “وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية” قد أوضحت في بيان لها، صدر يوم الثلاثاء، الحادي والثلاثين من أذار/مارس، أن منظمتي #اليونسكو و”الإيسيسكو”، المعنيتين بشؤون التعليم في العالم العربي، اعتبرتا أسلوب التعليم الإلكتروني خياراً ناجحاً في الوقت الحاضر، موضحة أنه «جاء نتيجة للظروف الاستثنائية التي يمرّ بها العراق».

وأكدت الوزارة في بيانها متابعتها آليات تنفيذ وتطبيق التعليم الإلكتروني في الجامعات، عبر فريق وزاري مختص بتقييم التجربة ومدى إستفادة الطلبة منها.

إقرار نيابي بالعجز

وفي موقف لافت أقرّت “لجنة التعليم العالي والبحث العلمي” في #مجلس_النواب_العراقي بعجزها عن إيجاد حلول مناسبة لتفادي تأثير انعكاسات #حظر_التجول على المسيرة التعليمية في البلاد، مبينةً أن «الحلول تتوقف على إمكانية القضاء على الوباء بشكل نهائي».

ويقول “حسن المسعودي”، رئيس اللجنة النيابية، لموقع «الحل نت»: «مع أننا لا نجدُّ حلولاً أخرى لسير الدراسة إلا عبر المنصات الالكترونية، لكننا في ذات الوقت نعتقد بأنها لا تفي بالغرض بشكل كامل، لأن بعض الدروس تتطلب تطبيقاً علمياً، ويصعب شرحها الكترونياً».

“المسعودي”، الذي ينتمي إلى تيار “الحكمة”، بزعامة #عمار_الحكيم، يكشف عن قيام لجنته بإرسال بعض المقترحات لـ”وزارة التعليم العالي” العراقية، تتعلق بمصير العام الدراسي الحالي، بعد القضاء على الفيروس، منها مقترح إلغاء بعض العطل الرسمية، وتقليص العطلة الصيفية إلى أسبوعين بدل ثلاثة أشهر.

وحول ما يتردد في أوساط الطلبة عن إمكانية تأجيل أو إلغاء العام الدراسي الحالي، يقول رئيس “لجنة التعليم” النيابية إن لجنته «لا تفكر بتأجيل أو إلغاء العام الدراسي مطلقاً، حتى وإن استمر قرار حظر التجول وتعطيل الدوام الرسمي»، مضيفاً أن ذلك «يتعارض مع الرصانة العلمية التي تتمتع بها الجامعات العراقية»، حسب تعبيره.

الأمر نفسه يؤكده المتحدث الرسمي باسم “وزارة التعليم العالي والبحث العلمي” العراقية، الذي ينفي وجود أية نوايا لدى الوزارة بتأجيل العام الدراسي الحالي.

دعوات طلابية لتجاوز المعوقات

“عبد الله سلام”، عضو “اِتحاد طلبة جامعات بغداد”، يرى أن التباين الاجتماعي والإمكانيات المادية المتفاوتة لعوائل الطلبة يعيقان توفر فرص تعليم متساوية لطلبة الجامعات. ودعا “وزارة التعليم العالي” العراقية، في حديثه لـموقع «الحل نت»، إلى مراعاة ظروف الطلبة المادية، وتخفيض الأجور الدراسية في الكليات الحكومية والأهلية، واتباع نظام دقيق وموحد في رفع المحاضرات على المنصات الالكترونية.

“سلام”، الذي كان له دور كبير في حشد طلبة الجامعات، للمشاركة في الحراك الشعبي في #ساحة_التحرير وسط بغداد، يعتقد أن «تجاوز الأزمة التي يمرُّ بها الطلبة العراقيون يتطلب وقفة حقيقية من الوزارة ورؤساء الجامعات للتعاون مع الطلبة، ومحاولة اختصار المحاضرات، خصوصاً أن الأزمة الحالية جاءت عقب مشاركة الجامعات في الاحتجاجات الشعبية».

 

انسحاب وقتي من الاحتجاجات الشعبية

“بان الجميلي”، الطالبة في “كلية العلوم السياسية” بجامعة بغداد، أكدت لموقع «الحل نت» أن «انسحاب الطلاب من الاحتجاجات مؤقت، يأتي لظروف الوباء الذي اصاب البلاد مؤخراً».

وتضيف الطالبة، التي شاركت سابقاً في تظاهرات “ساحة التحرير”:«لن ندعم الحكومة الحالية، ولن نشارك فيها بأي شكل من الإشكال، فهي جاءت ضد رغبات المتظاهرين، ومواصفات المرشح المقترح غير الجدلي الذي طالبنا به»، حسب تعبيرها.

«لا مشكلة لدينا من خسارة العام الدراسي الحالي، وفاءً لزملائنا الطلبة، الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج، من أجل استعادة الوطن من الفاسدين، والخلاص من الميليشيات المسلحة، التي أرادت تكميم أفواهنا ببنادقها»،  تضيف “بان”، التي سبق وأن رددت شعارات تستنكر الفساد والقتل والترويع في “ساحة التحرير”، ويبدو أن كثيراً من زملائها، ومنهم “كرار محمد” و”عبد الله سلام”، يوافقونها الرأي.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.