كانَت #إيران حتى عام 1979 ترتبط بعلاقة جيدة مع #أميركا، حينما كان يحكمها الشاه #محمد_رضا_بهلوي، لكن ذاك العام أنهى تلك العلاقة بعدما أنهَت ما تعرف بالثورة الإسلامية الإيرانية حكم الشاه.

منذ عام 1979، تحول الحكم في إيران إلى طابع ديني مُحافظ، ما أسّسَ فيما بعد لمحاولات منذ ذاك الحين وحتى اليوم لتصدير سياسة هذا النوع من الحكم إلى الدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص #العراق.

بعد إزاحة نظام الرئيس العراقي الأسبق #صدام_حسين تمكنّت #طهران من التغلغل بقوة في باطن العراق، وتأسيس ميليشيات مسلّحة تتبع لها تسيطر على البلاد، وتهاجم الوجود الأميركي في #بغداد.

هذا التغلغل، ازدادت حدّته بعد دخول #داعش للعراق عام 2014، حيث استغلّت #طهران فتوى المرجع الديني #علي_السيستاني لمحاربة “داعش”، فنشرت العديد من الفصائل لها مع #الحشد_الشعبي العراقي.

بعد هزيمة “داعش” نهاية 2017 برزَت هذه الميليشيات بشكل لافت جداً في الساحة العراقية، فلا وجود لداعش ولا إرهاب آخر لتواجهه، ما جعل منها وبتوجيه إيران أن تتوجه نحو السياسة العراقية.

هذا التوجه زاد من الصراع الإيراني الأميركي في العراق، إذ جعلَت إيران من هذه الميليشيات وكلاء لها في صراعها مع #واشنطن، وصارت تهدّد وجودهم في العراق، وتستهدفهم وتعتدي عليهم.

نهاية ديسمبر 2019 خرج الصراع عن المألوف، وصار شرساً، والتي بدأته هي الميليشيات عندما استهدفت قاعدة #كاي_وان في #كركوك التي تضم قوات أميركية ما أدى لمقتل متعاقد أميركي.

جاء الرد الأميركي مطلع يناير المنصرم مُزلزلاً، إذ قتلَت الجنرال الإيراني #قاسم_سليماني، والقيادي العراقي #أبو_مهدي_المهندس بضربة جوية قرب #مطار_بغداد الدولي، ما أدى إلى تفاقم التوتر الأميركي الإيراني.

صارت الميليشيات تستهدف القواعد العسكرية العراقية التي تضم #القوات_الأميركية، وكذا #السفارة_الأميركية في بغداد، بالإضافة إلى الشركات الأمنية والنفطية بصواريخ #كاتيوشا بشكل شبه دوري، دون رادع من #الحكومة_العراقية.

ويبدو أن خطر الميليشيات وإيران لم يقل بعد، إذ قال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون #الشرق_الأدنى، #ديفيد_شينكر، إن تهديد الفصائل المدعومة من طهران للقوات الأميركية في العراق «ما زال كبيراً».

وفي حين لم يُقدّم “شينكر” خلال حديثه للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، أيّة تفاصيل عن التهديد، فإنه أكد، أن «بغداد بحاجة لاتخاذ خطوات إذا كانت تُقيّم شراكة واشنطن».

وسبق أن قال في (مارس/ آذار) المنصرم، إن «واشنطن محبطة بشدة من أداء العراق في حماية قوات #التحالف_الدولي  الذي تقوده #الولايات_المتحدة»

قائلاً، «على العراقيين، إذا كانوا يقدّرون تلك العلاقة، أن يتخذوا خطوات معيّنة، وهذا يشمل توفير الحماية لقوات التحالف الموجودة في العراق، إذا كانوا يريدون بقاء تلك القوات».

يجيء حديث “شينكر” بعد نحو أسبوع من تحذير الرئيس الأميركي #دونالد_ترامب من هجوم لإيران أو وكلائها على أهداف أميركية في العراق، مُحذّراً من أنهم «سيدفعون ثمناً باهظاً للغاية»، لكنه لم يذكر تفاصيل أخرى.

في وقت مضى من هذا الأسبوع، قال وزير الخارجية الأميركي #مايك_بومبيو إن واشنطن اقترحت إجراء “حوار استراتيجي” مع بغداد في (يونيو حزيران)، في محاولة لتحسين العلاقات الثنائية المتوترة.

وكلّف أمس، رئيس الجمهورية #برهم_صالح، رئيس #جهاز_المخابرات العراقي #مصطفى_الكاظمي برئاسة الحكومة العراقية وتشكيلها، خلفاً للمعتذر عن التكليف #عدنان_الزرفي، في #قصر_السلام وسط بغداد.

بشأن هذا التكليف، قال “شينكر” في حديثه الصحفي، إنه «إذا كان “الكاظمي” قومياً عراقياً ملتزماً بتحقيق السيادة للعراق ومحاربة الفساد، فسيكون ذلك أمراً عظيماً للعراق، ونعتقد أنه سيكون رائعاً لعلاقتنا الثنائية».

وكانت /3/ صواريخ كاتيوشا قد سقطَت، يوم الاثنين الماضي قرب منطقة في جنوب العراق، تضم عمالاً لشركات نفط أجنبية، بما في ذلك شركة خدمات النفط الأميركية #هاليبرتون، لم تسفر عن ضحايا بشريّة.

وكانت قوات التحالف، والقوات الأميركية قد سلّمت في آذار المنصرم، قواعد “كاي وان” في كركوك و #القيارة جنوبي #الموصل، و #القائم في #الأنبار، فضلاً عن #قاعدة_الحبانية مطلع نيسان الحالي إلى #القوات_العراقية بعد الانسحاب منها.

وفي (31 مارس) الفائت، نشرت أميركا “منظومات باتريوت” في قاعدتين عراقيتين، هما #عين_الأسد في الآنبار، و #قاعدة_حرير في #أربيل، إذ ستتواجد القوات الأميركية فيهما فقط.

وتتكون أنظمة “باتريوت” من رادارات فائقة التطور، وصواريخ اعتراض قادرة على تدمير صاروخ باليستي خلال تحليقه، ونصبهما يعني استبعاد خروج قريب للقوات الأميركية من العراق، وفق مراقبين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.