«ما تزال الطرقات في #مدينة_الصدر تعج بالسيارات، والمتاجر مزدحمة بالناس، فيما يواصل الزائرون الصلاة في الأضرحة المقدسة».

«الكثيرون يرون أن فيروس #كورونا إما “كذبة صهيونية” أو أنه “طريق سريع إلى الجنة”، لذلك فهم لا يمتثلون لأمر الحكومة بالبقاء في منازلهم».

هكذا بدأت مجلّة “إيكونوميست” البريطانية تقريرها الذي تحدّثت به عن #العراق، والذي حمل عنوان «الأوقات المظلمة قادمة»، وكيف أن الناس لا يلتزمون بإجراءات الحكومة الهادفة لمنع تفشي الوباء.

«#الحكومة_العراقية هي ذاتها غير مستعدة، (…) فهي متهمة بإخفاء الحقيقة بشأن الأعداد المصابة بكورونا، فيما مستشفياتها العامة غير مجهزة للتعامل مع الفيروس».

«يختلف السياسيون والمحللون حول كيفية انهيار العراق، لكن الكثيرين يعتقدون أنها مسألة وقت فقط»، وفقاً لـ “إيكونوميست” التي سلّطَت  الضوء على مجموعة من العوامل التي تعزز هذا التوجه.

المجلة تلفت إلى أن «مشكلة الفيروس ليست الوحيدة التي يواجهها العراق، فالدولة مفلسة تقريباً نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار النفط، الذي يوفر أكثر من (90 %) من الإيرادات الحكومية».

«حتى لو قفزت أسعار النفط إلى النصف، فإن العراق سيظل يعاني من عجز كبير في الميزانية. أما إذا ظلت الأسعار على حالها فلن تستطيع الحكومة دفع رواتب موظفي القطاع العام الآخذ في التوسع».

«موظفو الدولة البالغ عددهم /7/ ملايين، بما في ذلك المتقاعدين يشعرون بالقلق»، تَحكي المجلّة، وتنقل عن مستشار الأمن القومي السابق #موفق_الربيعي: «بدون المرتبات، هذا يعني نهاية العراق».

أمنياً وسياسياً، ترى “إيكونوميست” أن «البلاد في حالة فوضى، والميليشيات تتصرف بشكل غير منضبط خارج سلطة الدولة، في حين يعيد #داعش تنظيم صفوفه».

«الميليشيات التي حاربت ذات يوم ضد “داعش” كجزء من #الحشد_الشعبي، مشتتة حالياً بعد مقتل “سليماني” و “المهندس” (…) مطلع يناير المنصرم»، تقول المجلّة.

«بعض الميليشيات ترغب في الاندماج مع #الجيش_العراقي، فيما تعمل أخرى وفق رؤيتها الخاصة. هناك دلائل على وجود مشاكل داخل الميليشيات. تتصرف الجماعات المنشقة وكأنها عصابات إجرامية».

«مع عدم وجود زعيم محلي، وقوى خارجية منشغلة بمصالحها الخاصة، فليس من الواضح من الذي سيحافظ على العراق»، بحسب تقرير “إيكونوميست” الذي نشرته الجمعة.

«يمكن للأكراد، الذين سعوا في السابق إلى الاستقلال، أن يفعلوا ذلك مرة أخرى، إذا لم تستطع الحكومة المركزية منحهم الأموال، فيما القادة السنة يناقشون أيضاً إقامة دولتهم الخاصة بهم»، تُضيف.

«كما أنه من المرجّح أن تستأنف الاحتجاجات بمجرّد انحسار تفشي وباء كورونا»، تقول المجلّة، (…) وهذه الأمور كلّها «تُصعّد المخاوف من انهيار الدولة»، حسب مسؤول عراقي قال للمجلّة.

منذ أكتوبر المنصرم، وقت انطلاق الاحتجاجات الشعبية، مروراً باستقالة “عبد المهديي” أوائل ديسمبر الماضي، وفشل تكليف شخصيتين لرئاسة حكومة العراق، تُعاني البلاد من عجزٍ شبه كامل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.