دمشق: “كورونا” يحدُّ من التجمّعات ويزيد أعداد المتسوّلين

دمشق: “كورونا” يحدُّ من التجمّعات ويزيد أعداد المتسوّلين

زاد “كورونا” من أعباء السوريين، وحمّلهم ما لا طاقة لهم به، وأدى الحجر الصحي الإلزامي، إلى توقف مئات الورشات والمحلات والشركات عن العمل، وبقي موظفوها والعاملون فيها رهن المجهول، أما العاطلون عن العمل فآمالهم بإيجاد فرصة عمل بالقريب العاجل، شبه معدومة في ظل الظرف الراهن.

تشهد بعض المناطق في، العاصمة #دمشق، كشارعي الجسر الأبيض والثورة أو ساحة المواساة، انتشار عدد من #المتسولين تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والخمسين، يمد هؤلاء أيديهم للمارة دون أن ينظروا في وجوههم، ولا تبدو على هؤلاء أنهم أصحاب باع طويل في التسول، إنما مستجدون.

جولة بين هؤلاء ودردشة سريعة، تفصح عن حقيقتهم، فالكثير منهم كان يعمل أو بإمكانه العمل، أو يريد أن يعمل، لكن الإجراءات الأخيرة لمواجهة “#كورونا” منعته\ها من مزاولة العمل، وليس لديه\ها أي مصدر دخل آخر.

وهذه حالة عشرات آلاف العمال والمياومين وسائقي الحافلات والباعة المتجولين، والذين يردّدون عبارة متشابهة فيما بينهم، إذ يقولون «منشتغل اليوم، مناكل اليوم، وإذا ما اشتغلنا، ما مناكل».

في الدول المتقدمة، تحاو السلطات احتواء الجائحة وإمداد الناس ببعض المعونات المادية أو العينية. لكن الواقع في سوريا مغايرٌ تماماً، إذ أن القطاع الحكومي متهالك، وحتى بعض #المساعدات التي أعلن عنها لايبدو أن سرعة توزيعها ستتناسب مع الاحتياجات الحالية للسكان.

وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب الالتزام بالمنازل وإنجاز الدراسة وبعض الأعمال منها، زادت ساعات انقطاع الكهرباء ونقصت كميات #الوقود المخصصة للمواطنين والمركبات، وارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق.

ليس سراً بأن الحكومة السورية عاجزة عن مواجهة جائحة كورونا بإمكانياتها الحالية، ولهذا ربما تخفي السلطات السورية الأرقام الحقيقية لأعداد المصابين وتكتفي بتسجيل عدد محدود من الحالات. كما يعتقد الكثيرون.

وربما تخشى الحكومة “على صورتها” كما جرت العادة، فتخفي الأمر وكأنه عيب أو نقص، قد يكشف حقيقة ضعف النظام الصحي بشكل خاص وكامل الأجهزة الحكومية بشكل عام.

لكن حقيقة الأمر تتجلى في أعداد الفقراء التي كانت نسبتهم تتجاوز 80% بحسب الأمم المتحدة، قبل أن يبدأ “كورونا” باجتياح العالم. أما اليوم فنسبتهم غير معلومة، إلا أنها تبدو مرتفعة جراء ارتفاع أعداد المتسولين وطالبي الرزق في الشوارع.

ربما نجحت الإجراءات الحكومية في الحدّ من التجمعات، لكن تلك الإجراءات لم تراع أصحاب الدخل المتوسط والمحدود والعمال المياومين، بل تركتهم يلاقون مصيرهم، وبعضهم لم يجد وسيلة إلى التوجه إلى الطرقات وطرق نوافذ السيارات، عسى أن ينال بعض التعاطف ومثيله من الليرات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.