تكرّر استهداف المصالح الأميركية في #العراق في الآونة الأخيرة، وتعدّدت طرقه، فشمل  عمليات ضد قواعد عسكرية فيها قوات أميركية، والسفارة في #بغداد، وشركات النفطية أميركية.

هذه العمليات تصاعدت بشكل ملحوظ منذ مقتل الجنرال الإيراني #قاسم_سليماني، والقيادي العراقي #أبو_مهدي_المهندس مطلع يناير/كانون الثاني المنصرم، بضربة أميركية.

تختلف هذه الضربات عمّا سبقها بأن الميليشيات المقرّبة من #إيران كانت قبل عمليتي الاغتيال تعلن وتتبنى استهدافها للمصالح الأميركية، أمّا بعدهما فأصبحت الضربات شبه أسبوعية، دون أن تتبناها أية جهة، بل صارت الميليشيات تنفي مسؤوليتها عن تلك العمليات.

 

ثوب المظلومية

الكاتب السياسي “عبد الله الحمداني”، يحمّل مسؤولية العمليات للميليشيات الموالية لإيران، ويقول إن «استهداف المصالح الأميركية، سواءً كانت عسكرية أو مدنية، من تدبير ما يسمى  “فصائل المقاومة” المسلّحة».

«أما مسألة التبرؤ من المسؤولية، فيمكن أن تفنّدها المباركات السريع بعد كل هجوم، ويمكن تفسير عدم تبني العمليات بشكل علني بعدم رغبة المليشيات بخسارة الود الشعبي والحكومي»، يوضّح “الحمداني” لـ “الحل نت”.

ويُكمل: «بالمقابل فقادة المليشيات يعلمون جيداً أن #أميركا سترد، والردود ستكبّدهم خسائر بشرية،، لذا هم يحاولون أن يظهروا أمام الشارع بثوب “المظلومية”، لكسب الدعم الشعبي الذي تراجع بالآونة الأخيرة».

«لذا يمكن القول إنهم يسعَون لاستدراج أميركا لحرب مفتوحة، يعرفون حجمها جيداً، ويحاولون إحراج الإدارة الأمريكية  أمام شعبها بتعرّضهم لمصالحها، فضلاً عن إظهار #واشنطن بمظهر المعتدي أمام الشعب العراقي»، يُضيف “الحمداني”.

 

مسؤولية الحكومة العراقية

تستنكر #الحكومة_العراقية في بياناتها دوماُ العمليات التي تستهدف الوجود الأمريكي، وترفضها لما تسببه من توتر مع نظيرتها في واشنطن، إلا ان الأمر ينتهي دون الكشف عن المتسبّبين، ودون وضع رادع للهجمات المتكررة.

المحلّلة السياسية “ليلى إبراهيم” تلقي جانباً من المسؤولية على الحكومة العراقية، «الميليشيات عندما تهجم على المواقع المدنية والعسكرية الأميركية ليست هي المسؤولة الوحيدة عن تلك الخروقات الكارثية»، تقول “ابراهيم”.

وكانت ثمانية فصائل عراقية موالية لإيران، بينها ميليشيا #عصائب_أهل_الحق و #كتائب_سيد_الشهداء”، قد اعتبرت #القوات_الأميركية في العراق «قوات محتلة»، مُهدّدَةً بالتعامل معها بـ «لغة القوّة».

وهُنا تقول “إبراهيم”: «هذا اعترافً علَني من الميليشيات، ويجدر بالحكومة ملاحقتها، لكن الحكومة مسوولة عن الضربات أيضاً لتخاذلها، فهي إما لا تقدر على ميليشيات #طهران، وهذا مما لا شك فيه، أو أن كل شيء يتم بالتنسيق معها».

 

 

سياسة الرد الأميركية

واشنطن من جانبها لم تسكت على استهداف مصالحها، وتقوم بالرد عبر ضرباتٍ تستهدف الميليشيات، لعل آخرها استهدافها لمقرات ميليشيا #كتائب_حزب_الله العراقي.

تلك الضربات أنهت مخزون الميليشيا من الأسلحة، ودمّرت أغلب معداتها اللوجستية، بل وحتى المصانع التي تستخدمها لصنع صواريخ من نوع #كاتيوشا وغيرها، لكن السؤال الذي يُطرح هنا: هل الردود الأميركية ناجحة؟

يقول السياسي العراقي “غيث التميمي”، إن «الردود الأميركية ناجحة بالتأكيد، فأميركا تخطّط وتنفذ بدقّة، تخطط في الخفاء، وما تحاول إيصاله إلى الإعلام شيء آخر، وهي تشن الآن على الميليشيات حرباً نفسية».

«أميركا لديها ضربات إعلامية تُضاهي العسكرية، وهذه الضربات تأتي ضمن سياق سياسة ذكية، لا سيما حجم الضربة وتوقيتها»، يوضّح “التميمي” لـ “الحل نت”.

ويختتم قائلاً: «هي تركز على تصفية قادة المليشيات، عبر ضربات دقيقة التنفيذ، وتبتعد بالوقت نفسه عن المواجهة داخل الأحياء والمدن، التي يمكن أن تعود عليها بالسخط الشعبي، فضلاً عن حسم صراعاتها بعيداً عن المواجهات المفتوحة».

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.