ما يزال الكثير من أبناء المجتمع العراقي يأخذون بالعادات والتقاليد الموروثة إليهم من الآباء والأجداد – حتى وإن كانت سلبيّة في أحايين كثيرة – برغم التطور الحياتي المستمر.

ثمّة الكثير من المعتقدات السائدة في #العراق تعتبر بعض الأمراض “مُخجلَة” وتتحفّظ على ذكرها، ومنها مثلاً الأمراض النفسية، والسرطانية، هذه الأمراض هي أمرٌ معيب، وغير محبّذ التحدّث بها عند الكثير.

ربّما تلك الموروثات التي استمرّت من جيل إلى جيل وصولاً إلى اليوم، صارَت تنعكس وتطوّر لتشمل معها كل جديد يطرأ على الساحة، ومنها وباء #كورونا، الذي أمسَت الكثير من العوائل تخجل من المراجعة، إن كانت تحمل أعراضه.

يقول الدكتور “وسام كونا”، الذي يعمل مع إدارة الصحة الإقليمية في مدينة #النجف بجنوب العراق، والذي يقوم بالكشف على العائلات التي عادت من #إيران مؤخراً: إن «أزمة “كورونا” صعبة للغاية بالنسبة لمجتمعنا».

ويضيف في تقرير لـ “نيويورك تايمز” الأميركية، أن والد أحد الأسر توسل إليه ألا يأتي مع زملائه العاملين في القطاع الصحي إلى منزله، قائلاً: «أرجوك لا تقف أمام منزلنا، أشعر بالخجل أمام الجيران، هذا أمر صعب للغاية».

«الكثير من الناس يتجنبون الخضوع للاختبارات، ويمنعون أفراد أسرتهم الذين يرغبون في إجراء الاختبارات، ويؤخرون الذهاب إلى الطبيب حتى يصل المرض إلى حالة خطرة، بسبب الخوف من “العار”».

الدكتور “حازم الجميلي”، وهو نائب وزير الصحة، أوضح بشأن انخفاض نسبة الوفيات، وقال: «لدينا حالات مخفية، وذلك لأن الناس لا يريدون الخضوع للفحص ويخافون من الحجر الصحي والعزلة».

[visual-link-preview encoded=”eyJ0eXBlIjoiaW50ZXJuYWwiLCJwb3N0IjoxNjExMjQsInBvc3RfbGFiZWwiOiLZhdmC2KfZhNipIDE2MTEyNCAtINmB2Yog2KfZhNi52LHYp9mCLi4g2KrZiNis2YfZjCDZhtit2Ygg2KXZhNi62KfYoSDYrdi42LEg2KfZhNiq2KzZiNin2YQg2KPZiCDYqtmC2YTZitmEINiz2KfYudin2KrZhyIsInVybCI6IiIsImltYWdlX2lkIjoxNjExMzAsImltYWdlX3VybCI6Imh0dHBzOi8vN2FsLm5ldC93cC1jb250ZW50L3VwbG9hZHMvMjAyMC8wNC81ZTZjMzkyMmI0NmNlLmpwZyIsInRpdGxlIjoi2YHZiiDYp9mE2LnYsdin2YIuLiDYqtmI2KzZh9mMINmG2K3ZiCDYpdmE2LrYp9ihINit2LjYsSDYp9mE2KrYrNmI2KfZhCDYo9mIINiq2YLZhNmK2YQg2LPYp9i52KfYqtmHIiwic3VtbWFyeSI6ItmK2Y/Yq9mK2LEg2KfYs9iq2YXYsdin2LEg2K3YuNixINin2YTYqtis2YjYp9mEINmB2YogI9in2YTYudix2KfZgiDZhdiu2KfZiNmBINin2YTZhdmI2KfYt9mG2YrZhtiMINiu2KfYtdipINi02LHZitit2Kkg2KfZhNiv2K7ZhCDYp9mE2YrZiNmF2Yog2KfZhNiw2YrZhiDYqti52LfZhNiqINij2LnZhdin2YTZh9mF2Iwg2YjYudmF2K/YqiDYrtmE2YrYqSDYp9mE2KPYstmF2Kkg2KfZhNmF2LnZhtmK2Kkg2KjYpdi12K/Yp9ixINin2YTYqtmI2KzZitmH2KfYqiDZhNmF2YPYp9mB2K3YqSDZgdmK2LHZiNizICYjODIyMDsj2YPZiNix2YjZhtinJiM4MjIxO9iMINil2YTZiSDYp9iz2KrYrtiv2KfZhSDYo9iz2YTZiNioINin2YTYqtis2K/ZitivINin2YTZhdiq2YLYt9i5INmE2YTYrdi42LHYjCDZiNi52YTZiSDZhdinINmK2KjYr9mIINij2YbZhyDZhdit2KfZiNmE2KnigKYiLCJ0ZW1wbGF0ZSI6InVzZV9kZWZhdWx0X2Zyb21fc2V0dGluZ3MifQ==”]

وفقاً لـ “نيويورك تايمز”، فإن ما يسمى “وصمة العار” المرتبطة بالمرض والحجر الصحي في العراق وبعض دول #الشرق_الأوسط الأخرى، «يعكس إلى حد كبير المعتقدات الثقافية والدينية».

الدكتور “عماد عبد الرزاق”، استشاري الطب النفسي في صحة العراق، يلفت، «بالنسبة للعديد من الناس من العار أن تقول الأنثى أنها مصابة بهذا المرض أو أي مرض، كما أن العديد من الناس لا يثقون في النظام الصحي».

«وصلت “وصمة العار” والخوف من الخطيئة المرتبطة بالفيروس لدرجة أن أسر أولئك الذين ماتوا لأسباب أخرى غير “كورونا”، تعارض أن تكون جثث ذويهم في نفس المقبرة مع أولئك الذين ماتوا بالفيروس»، بحسب موقع “الحرة”.

الدكتورة “منى الخفاجي”، أخصائية الأشعة في عيادة خاصة في #بغداد أشارت في حديثها مع “نيويورك تايمز”، إلى أن «بعض المجتمعات لا تقبل  أن تنفصل الأنثى عن الأسرة ولو بسبب حالة صحية».

وذكرَت حالة مريضة تبلغ من العمر /32/ عامًاً مصابة بالتليف الرئوي، «مما يزيد من تعرضها للفيروس» بحسبها، قائلَةً، «أوصيتها بالذهاب لاختبار “كوفيد 19″، لكن والدها وإخوتها رفضوا، وتمسكوا بموقفهم حتى عندما ساءت حالتها».

وبلغ العدد الكلي لإصابات “كورونا” وفق آخر بيان لـ #وزارة_الصحة العراقية أمس الثلاثاء، /1400/ حالة مُصابة بالوباء، فيما وصلت نسبة الوفيات نحو /78/ حالة، أما حالات الشفاء فبلغت /766/ حالة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.