شهدت العلاقات العراقية-الأميركية توتراً كبيراً، منذ شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، على خلفية استهداف القوات الأميركية مقراً لكتائب #حزب_ لله_العراقي في منطقة #القائم، الواقعة بين سوريا والعراق، وعلى إثر هذه الضربة تظاهر العشرات من عناصر المليشيات المسلحة وقياداتها أمام #السفارة_الأمريكية وسط العاصمة #بغداد، وقاموا باقتحام البوابة الرئيسية للسفارة، وإضرام النار فيها.

ردت الولايات المتحدة بغارة جوية، استهدفت #قاسم_سليماني، قائد #فيلق_القدس الإيراني، و”أبا مهدي المهندس”، نائب رئيس هيئة #الحشد_الشعبي، قرب #مطار_بغداد، مطلع كانون الثاني/يناير من العام الحالي، الأمر الذي دفع #البرلمان_العراقي لعقد جلسة طارئة واستثنائية، في الخامس من الشهر نفسه، للتصويت على إلغاء الاتفاقية الأمنية، ووضع جدول زمني لانسحاب ا#لقوات_الأميركية من البلاد، وقد تم ذلك بحضور النواب الذين يمثلون القوى الشيعية فقط، وغياب باقي المكونات السياسية داخل قبة البرلمان.

إثر ذلك استمرت المناوشات العسكرية بين #واشنطن والمليشيات المسلحة، فأقدمت الأخيرة على استهداف #معسكر_التاجي مرتين بصواريخ “كاتيوشا”، ما أدى لمقتل عنصرين من قوات #التحالف_الدولي. الولايات المتحدة ردت باستهداف #مطار_كربلاء، الذي ما زال قيد الإنشاء، وناحية “جرف الصخر” في محافظة “بابل” وسط البلاد، ما زاد المشهد السياسي العراقي والأمني تعقيداً، خصوصاً وأن القصف المتبادل لم يتوقف لولا انتشار فيروس #كورونا في العراق والعالم.

وبعد أن قررت قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، الانسحاب من عدد من القواعد العسكرية، وتسليم ست منها إلى القوات الأمنية العراقية، طلبت واشنطن من الحكومة العراقية إجراء حوار في شهر حزيران/يونيو المقبل، لبحث القضايا الاستراتيجية، ومستقبل الوجود العسكري الأميركي.

 

محاولة لإعادة التوازن

“إحسان الشمري”، رئيس مركز “التفكير السياسي”، يرى أن طلب واشنطن للحوار يمكن استغلاله لإعادة التوزان المفقود في البلاد بين الولايات المتحدة وإيران.

ويقول “الشمري” خلال حديثه لموقع «الحل نت»: «أفضل الطرق للخروج من حالة الانغلاق السياسي الحالية، والتمهيد لاستقرار نسبي في ظروف بالغة التعقيد، هو تحقيق توازن العلاقة بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران في العراق، الأمر الذي سيصبّ في صالح الدولتين، وسيقي العراق من الظهور بمظهر الدولة التابعة».

ويضيف “الشمري” أن «اعتماد هذه الاستراتيجية قد يدفع لبناء الثقة بين كل الأطراف، ما يعطي مؤشراً على صناعة مسار سياسي جديد داخل العراق».

“كورونا” غيّر المعادلة

“عبد الله الشمري”، الخبير الأمني والمحلل السياسي، يرى أن طلب الولايات المتحدة للحوار مع الحكومة العراقية، جاء بسبب الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم، على خلفية تفشي فيروس “كورونا”.

ويقول “الشمري” إن «للولايات المتحدة مصالح اقتصادية كبيرة في العراق، لا تريد فقدانها، خصوصاً بعد الخسائر الكبيرة التي تعرّضت لها، على خلفية انتشار وباء “كورونا” في أرضيها».

المليشيات وموقفها من الحوار

“محمد البصري”، القيادي في كتائب “رساليون”، المنضوية تحت هيئة “الحشد الشعبي”، أكد أن «الولايات المتحدة بدأت تشعر بأن البلطجة السياسية، والاعتداء على السيادة العراقية، ولّدا رفضاً سياسياً واجتماعياً لوجودها العسكري والسياسي في العراق»، حسب تعبيره.

ويشير إلى أن «شعور الولايات المتحدة بكونها محاصرة من عدة جوانب دفعها لطلب الحوار، فنشاط فصائل “المقاومة” من جهة،  واحتجاج البرلمان والحكومة العراقية من جهة أخرى، إضافةً لتوجه العراق اقتصاديا نحو #الصين، فرض حسابات اخرى على الولايات المتحدة»، حسب وصفه.

من جهته وصف “كاظم الفرطوسي”، المتحدث باسم كتائب “سيد الشهداء”، الحوار الاستراتيجي المزمع اجراؤه في حزيران/يونيو المقبل مع الولايات المتحدة الاميركية، بـ”السخيف”.

ويقول “الفرطوسي” في تصريح صحفي إن «الحديث عن وجود اتفاق اميركي مع المسؤولين العراقيين، حول خروج القوات الأميركية من العراق بعد عامين من الآن، لم يتضح بعد»، مبيناً أن «الخروج الأميركي اصبح ملزماً، بعد قرار البرلمان العراقي إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وسبق أن عبّر الشارع العراقي عن إرادته بهذا الخصوص، وكذلك فصائل “المقاومة”، وبالتالي لا خيار أمام واشنطن إلا الخروج من العراق في أقرب وقت».

ما الذي تريده المليشيات؟

من جهته يؤكد “أثيل النجيفي”، القيادي في “جبهة الانقاذ والتنمية”، أن المليشيات المسلحة التي تمثل ما يسمى “محور المقاومة”، تريد لهذا الحوار أن يحدث بأقرب وقت، من أجل عدم اللجوء إلى الخيار العسكري.

ويبيّن “النجيفي”، خلال حديثه لموقع «الحل نت»، إن «القوى السياسية القريبة من المحور الإيراني تريد لهذا الحوار أن يحدث على أتم وجه، لأنها أدركت أن استمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي إلى الصدام المسلح، الذي يهدد وجودها ونفوذها في العراق».

ويتابع أن «هذا الحوار سيرسم ستراتيجية جديدة لنوع العلاقات العراقية-الأميركية في البلاد، وسيكون له آثار إيجابية على التواجد العسكري الامريكي مستقبلا».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.