تشهد مناطق ريف إدلب الشرقي، وتحديداً القريبة من الطريق الدولي حلب–اللاذقيّة#M4  ، تسيير دوريّات عسكريّة مشتركة بين #روسيا و#تركيا، وذلك تنفيذاً لـ”اتفاق موسكو”، المبرم في الخامس من الشهر الفائت، بعد لقاء بين “بوتين” و”أردوغان” في العاصمة الروسيّة #موسكو.

ويعوّل أهالي مناطق الشمال السوري، وتحديداً في محافظة إدلب، أن الاتفاق سينهي الحملات العسكريّة، التي ساهمت بخسارة المعارضة معظم مناطق ريف #إدلب الجنوبي، وبلدات ومدن مهمّة مثل #معرة_النعمان و#جرجناز و#خان_شيخون، إذ تعد تلك المدن من أبرز معاقل المعارضة شمال غرب سوريا.

كما سببت تلك المعارك نزوح عشرات الآلاف عن منازلهم، وأفضت إلى إنشاء عشرات المخيّمات، يقطن فيها النازحون من ريف حلب الغربي إلى ريف حماة الشمالي، مروراً بكامل محافظة إدلب، فبدا #اتفاق_موسكو للأهالي بمثابة الأمل الأخير للعودة إلى الديار، وإنهاء مسلسل القصف والمعارك، التي باتت منازلهم وقراهم ساحةً له.

تفاصيل “اتفاق موسكو” لا تختلف كثيراً عن تفاصيل الاتفاقات التي سبقته، مثل #آستانا و#خفض_التصعيد، مروراً باتفاقية “المنطقة المنزوعة من السلاح”، فكلها كانت تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار.

لكن “اتفاق موسكو”، ولغاية هذه اللحظة، يعتبر صامداً،  فشهدت محافظة إدلب منذ توقيعه هدوءاً عسكريّاً غير مسبوق، كما أن جديد “اتفاق موسكو” هو تسيير الدوريّات العسكريّة المشتركة.

يقول “ماهر أبو زيد”، الناشط الميداني، إن «نجاح “اتفاق موسكو” مرتبط بمدى قدرة تركيا على ضبط الجماعات المسلّحة المنتشرة في مناطق شمالي غربي سوريا، إذ تحاول بعض الجماعات الراديكاليّة، وعلى رأسها #هيئة_تحرير_الشام، إفشال الاتفاق عبر عرقلة الدوريّات العسكريّة على الطريق M4».

ويؤكد “أبو زيد” بأن الغالبيّة العظمى من أهالي محافظة إدلب، تؤيد أي اتفاق من شأنه أن يساهم بعودة الحياة الطبيعيّة إلى المنطقة، وإيقاف القصف الذي يسمح للعائلات بالعودة إلى منازلها في القرى الواقعة على خط التماس مع #القوات_النظامية.

لكن في المقابل هنالك فعلاً من يرفض الاتفاق الروسي التركي، فقد شهد الطريق الدولي، خلال الأسابيع الماضية، اعتصامات متكررة لعشرات المدنيين، رفضاً لتسيير الدوريّات في المنطقة، ورغم اتهام بعض الجهات “هيئة تحرير الشام” بالوقوف وراء تنظيم تلك الاعتصامات، في إطار سعيها لإفشال الاتفاق، إلا أن الأهالي أصروا على الاعتصام أيام عدّة.

تركيا بدورها دفعت بقوة عسكرية، لفض اعتصام  أقامه بعض أهالي قرية #ترنبة بريف إدلب الشرقي، على الطريق الدولي #حلب_اللاذقية، لمنع تسيير الدوريات المشتركة.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً من مكان الاعتصام، يظهر قيام المعتصمين برشق القوات التركية بالحجارة، التي أقدمت من جهتها على فضّ الاعتصام بالقوة، واقتلعت خيام المعتصمين، وشكّل عناصرها جداراً بشرياً لمنعهم من التعرض للدورية المقرر مرورها عبر ذلك الطريق.

وعلى الرغم من الخروقات المتكررة التي نفّذتها القوات النظامية، إلا أن الهدوء النسبي الذي عاشته المنطقة منذ بدء تنفيذ الاتفاق، مطلع شهر آذار/مارس الماضي، ساهم بعودة آلاف العائلات من مخيّمات النزوح إلى منازلهم بريف إدلب.

يقول “أحمد برازق”، وهو رب أسرة  مؤلفة من ستة أفراد، إنه عاد قبل أسبوع إلى منزله في بلدة “معرة مصرين”، بعد ثلاثة أشهر من النزوح والإقامة في أحد مخيّمات بلدة “أطمة” على الحدود السوريّة التركيّة، مستغلاً بذلك الهدوء الذي عمّ المنطقة مؤخراً.

ويضيف “برازق”، خلال حديث لموقع «الحل نت» أنه شاهد عشرات العائلات تعود للديار مؤخراً. ويختم حديثه بالقول: «نتمنى أن يفضي الاتفاق الأخير إلى وقف قصف المناطق السكنيّة بالصواريخ والبراميل المتفجّرة، هو ما يؤرقنا ويجعل الحياة مستحيلة هنا».

تواجه محافظة إدلب الآن تحدي استمرار الهدوء وعودة الحياة المدنيّة إلى طبيعتها، ويرتبط ذلك بصمود التفاهمات الروسيّة التركيّة، ألا أن ما يثير القلق هو الحشود التي تستقدمها القوات النظامية، والتي قد تشير إلى فشل “اتفاق موسكو”، بالمقابل ربما سيكون لجائحة #كورونا دور مهمّ في إيقاف المعركة المشتعلة منذ سنوات في إدلب السوريّة، إذ تنهمك جميع الجهات المتصارعة، وعلى رأسها الحكومة السوريّة، في مجابهة الوباء، ما يشغلها عن الأمور العسكريّة في البلاد.

 

 

 

 

 

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.