دمشق (الحل نت) – يستمرّ وبشكل متسارع الحديث الإعلامي عن خطر هذه الجائحة وتأثيرها على الصحة واحتمال موت المصابين بها، مذ بدأت الأنباء عن انتشار وباء كورونا وتحوّله إلى جائحة عالمية منتصف شهر آذار/ مارس الماضي، لكن الحديث الأكبر كان عن سرعة انتشار العدوى وانتقالها من شخص إلى آخر بشكل أساسي، الأمر الذي دفع بمنظمة #الصحة_العالمية بقرع ناقوس الخطر للتنبيه بهذا الفايروس.

وانضم #الإعلام_السوري، إلى قائمة وسائل الإعلام التي تحذّر من الفايروس، وتحثّ الناس على البقاء في منازلهم خشية الإصابة منه، لكن لم يلقَ هذا الخطاب استجابة حقيقية من الشارع، والناس وأصحاب المحلات والأرزاق.

حالة من اللامبالاة أو الاستسلام أصابت الشارع السوري، قبل أن تصبه كورونا، وربما يأسٌ أو عدم اكتراث دفعه للاستمرار في حياته ومواصلة معظم أعماله، والكثير من هؤلاء عاش الحرب بشكل أو بآخر طيلة سنوات، ولم يعد يُدرك حقاً ماذا يعني الخوف من الموت؟

تلبّدت مشاعر #السوريين الذين شاهدوا الموت بكل أشكاله وألوانه، وعاشوا تلك المشاعر المتخبطة من الخوف والجوع والقهر، ويترجم ذلك بصور الازدحام التي تشهدها الأسواق والمحلات والشوارع العامة.

حتى اليوم، الكثير من السوريين لا يدركون حقيقة ماذا يعني #كورونا؟ ولا يعرفون سوى أنه مرض خطير لكن أيّة تفاصيل أخرى هي بحكم غير المتوفرة في ظل انقطاع آلاف الأسر عن العالم الخارجي مع انقطاع الكهرباء والإنترنت.

تعيش معظم الأسر في الأرياف والمناطق التي شهدت عمليات عسكرية في حالة من الكفاف والعيش بالحد الأدنى من مقومات الحياة، والكثير منهم بدون تلفزيون أو انترنت وهم شبه منقطعين عن آخر الأخبار والمستجدات في العالم.

ومن لديه أيّة وسيلة تواصل إعلامية دائمة أو مباشرة يتحول تلقائياً إلى مصدر للأخبار ويسأله الجميع عن آخر القرارات الحكومية وكيف ستنعكسُ على حياتهم.

الجميع يسأل كيف سأعمل وأو أقوم بتأمين القوت اليومي للأسرة، ولا أحد يسأل كيف أبقى بعيداً عن الفايروس وأحمي نفسي وعائلتي؟

وربما الخشية من كورونا لن توازي الخشية من الإصابة بصاروخ أو #قصف_للطيران، ومهما بلغ الخوف منها فإنه لن يُقارب الخوف من الموت تحت الركام.

وقد يفسّر علماء النفس هذه الحالة نتيجة ارتفاع عتبة الألم والخوف لدى العديد من السوريين، وصعوبة المقاربة بين ما جرى خلال سنوات #الحرب وبين أيّة حوادث أخرى.

يذكر أن شوارع العاصمة السورية، #دمشق، قد شهدت ازدحاماً شديداً يوم الإثنين، وإقبالاً كثيفاً من الناس، وذلك عقب قرار الحكومة بفتح المحلات بشكل جزئي وفي أيام محددة، بعد إغلاق استمر لمدة شهر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.