يوجد في #العراق جهات سياسية وأخرى عسكرية ضمن المكون الشيعي، الذي يشكّل مع القوى السنية والكردية  #الحكومة_العراقية، وفق مبدأ “الشراكة الوطنية” بعد 2003.

سياسياً، ثمّة العديد من الكتل الشيعية، منها #سائرون بزعامة #مقتدى_الصدر، و #تيار_الحكمة الذي يتزعمه #عمار_الحكيم، وهما حزبان بزعامة دينية.

أيضاً هناك #حزب_الدعوة، وهو أقدم تكتل سياسي شيعي، وكان الأكثر تمثيلاً في العملية السياسية  بعد عام 2003، وحتى عام 2014، عندما خفّ بريقه، وانشقّت عنه أحزاب عدة.

#ائتلاف_النصر بزعامة رئيس الوزراء الأسبق #حيدر_العبادي، هو أحد الأحزاب المنشقة من “حزب الدعوة”، يُضاف له #تحالف_الفتح بقيادة #هادي_العامري، الذي انشقّ أيضاً عن “الدعوة”.

هذه الأحزاب الخمسة، تمثّل المكون الشيعي في العملية السياسية، وكل حزب منها له سياسته ومصالحه.

ولاءٌ وتوازن

العديد من وسائل الإعلام والمراقبين يضعون جميع القوى السياسية الشيعية في خانة الولاء لإيران، ولكن هل هذا صحيح فعلاً؟

يقول الصحفي العراقي “يوسف الشاكر”: «لا يمكن إنكار أن جلّ القوى السياسية، ومنها الشيعية، خاضعة للخارج. الواضح جداً أن معظم الكتل السياسية الشيعية تخضع لطهران، ولكن دون ولاء كامل بالضرورة».

«التحالف الذي يقوده “العامري”، ومعه “حزب الدعوة” بقيادة #نوري_المالكي، يخضعان كلياً لإيران، لأنهما يؤمنان بفكرة “ولاية الفقيه” السائدة هناك، ولا يتبعان لمرجعية #النجف، لأنها ضد الحكم الديني». يؤكد “الشاكر” لـ “الحل نت”، ويضيف: «هذان الحزبان لا ينكران ذلك، بل يتفاخران علانية بقربهما من طهران، وهما الأكثر تواصلاً  مع المسؤولين الإيرانيين، وينفذان كل ما يطلب منهما، لأن ما تقوله إيران هو الصواب عندهما».

وعن القوى الأقل ولاء لطهران يقول “شاكر”: «تكتّل “سائرون” لا يخضع لطهران، ويرفض جلّ طروحاتها، يهتم بشؤون الداخل قبل الخارج، لكنه عندما تجتمع جلّ القوى الشيعية وتتناغم مع رأي إيران بشأن قرارٍ ما، يرضخ مجبراً لذلك. “الحكمة” كذلك مقرّب من إيران، ويرحّب بكل ما تقترحه عليه. يمكن القول إن “ائتلاف النصر”، الذي يقوده “العبادي”، هو أكثر القوى الشيعية اعتدالاً، ولا يمنح ولاءه لإيران كما البقية».

ويوضّح: «باختصار، “الدعوة” و”الفتح” يخضعان كلياً لطهران، وكذلك “الحكمة”، لكن بدرجة أقل، “سائرون” و”النصر” يبتعدان عن هذه القوى، ويتصرفان وفق مبدأ الموازنة بين كفتي الداخل والخارج».

استغلّال الفَتوى

عسكرياً، تشكّلَت عديد من الفصائل المسلّحة، أولها #جيش_المهدي في 2003، بقيادة “الصدر”، ومنه تناسلت فيما بعد بقية الفصائل، وأبرزها #كتائب_حزب_الله، و #عصائب_أهل_الحق.

خفت دور الفصائل المسلّحة في العراق لفترة بعد خروج #القوات_الأميركية من البلاد عام 2011، لكنها عادت بقوة مع دخول #داعش للعراق عام 2014، وشكلت #الحشد_الشعبي لمقاتلة التنظيم.

كان #علي_السيستاني، المرجع الديني الأكبر بالنسبة لشيعة العراق، قد أفتى بـ “الجهاد الكفائي” لمحاربة “داعش”، فتطوع الآلاف من الناس لمواجهة التنظيم، وعبر هذه الفتوى دخلت الفصائل ميدان المعركة مع المتطوعين.

استمرّت الفصائل المسلّحة تقاتل مع المتطوعين، الذين انتظموا فيما يعرف بـ”فصائل العتبات الدينية”، التابعة لمرجعية النجف، وواجهوا “داعش” ثلاث سنوات، حتى هزيمته والقضاء عليه  عام 2017.

بعد نهاية “داعش” بدأت الخلافات تزداد ضمن قوى “الحشد الشعبي”، بين فصائل لا ترضى نزع السلاح منها، وأخرى تريد الانخراط في العملية السياسية، وثالثة تريد الاندماج مع مؤسسات الدولة.

«لا شك إن الفصائل المسلّحة التي تتبع للزعامات السياسية والدينية، وخصوصاً “العامري” و #قيس_الخزعلي وغيرهما، تخضع لأوامر طهران، خاصة ما كان يمليه عليهم #قاسم_سليماني»، تقول الباحثة السياسية “ريم الجاف”، وتضيف: «هذه الفصائل المقرّبة من طهران استغلّت فتوى “السيستاني”، والأخير لم يرض عنها، بدليل أنه لم يذكر مفردة “الحشد الشعبي” في جميع خُطَب الجمعة، منذ ظهور “داعش” وحتى اليوم، كان دائماً يقول: “المتطوعون الغيارى”، قاصداً الذين تطوعوا لقتال “داعش” دون طمع بمال أو تمثيل سياسي أو مرضاة إيران».

وتوضح “الجاف” في حديثها لموقع «الحل نت»: «فصائل مرجعية النجف هي الوحيدة التي لا طموح ولا أطماع لها في شتى المجالات، والدليل أنها بعد “داعش” تحوّلت من القتال إلى مساعدة الفقراء».

وكانت فصائل #مرجعية_النجف قد رفضت في شباط/فبراير الماضي تعيين القائد #أبو_فدك لمنصب رئاسة هيئة أركان “الحشد الشعبي”، خلفاً لـ #أبو_مهدي_المهندس، الذي قُتل بضربة أميركية مطلع كانون الثاني/يناير الماضي، وذلك «تأكيداً لرفضها سياسات الفصائل، التي تجرّ البلاد نحو الأزمات، بالوكالة عن طهران، ولكل القمع والترهيب الذي قامت به بحق الحراك الشعبي»، تؤكد “الجاف”.

وقبل مدة وجيزة، أعلنَت فصائل مرجعية النجف، وهي أربعة فصائل، انضمامها رسمياً لوزارة الدفاع العراقية، بعد اجتماعها بوزير الدفاع العراقي #نجاح_الشمري.

طريقة “الشورجة”

الفصائل المسلّحة انتقلَت نحو المضمار السياسي في انتخابات 2018، ودخلت #البرلمان_العراقي، وأصبح لها تمثيل سياسي ووجود عسكري في آن واحد، وتوجد اليوم جميعها في “تحالف الفتح”.

عند انطلاق الاحتجاجات الشعبية في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، روّجَت الفصائل، عبر لقاءات متلفزة لزعاماتها، ومنهم “قيس الخزعلي”، لفكرة أن الاحتجاجات طائفية، يراد بها استهداف الشيعة، وسلب رئاسة الحكومة منهم.

قال “الخزعلي” وقتها إن «إحدى الرئاسات الثلاث متعاونة مع واشنطن لافتعال هذه الاحتجاجات، من أجل بث الفوضى، وهناك جهات من #حزب_البعث وأخرى سنية، تموّل هذه الاحتجاجات، وهو مخطط ضد الشيعة».

يقول الكاتب العراقي “عامر بدر حسون” إن «الطائفية السياسية بدأت تخفّ تدريجياً، ولم تعد شعاراً انتخابياً يجمع الطوائف، ويجلب الأصوات، كما كان الأمر سابقاً».

«في آخر انتخابات، فشلت السيدة “حنان الفتلاوي” في الحصول على مقعد لها في البرلمان، ، بسبب تصريح طائفي أطلقته متعمدة، أو فُهم بالخطأ، في حين حصلت على أكثر من مئة ألف صوت في الانتخابات التي سبقتها». يؤكد “حسون”.

ويضيف في حديثه لـ«الحل نت»: «أفضل وأنجح طريقة برأيي للقضاء على الطائفية هي طريقة #الشورجة». في إشارة لسوق “الشورجة”، وهو من الأسواق الشعبية في بغداد القديمة.

يتابع “حسون”: «هذه المنطقة تستقبل يومياٌ ملايين العراقيين، من طوائف وقوميات مختلفة، وهم يتواصلون مع بعضهم بأفضل طريقة، وهي المصالح المشتركة، ولا يهتمون لطائفة البائع أو المشتري. صحيحٌ أن هناك آثار نفسية واجتماعية للخلاف الطائفي، بل وثأرات متبادلة، لكنها تذوب بسرعة، وتخلق فرص تعايش رائعة».

مُختتماً حديثه بالقول: «إن المصالح المشتركة، ومعها الوقت، هو ما نحتاجه للخلاص من هذه الآفّة المدمّرة، ويبدو أننا نسير على هذا الطريق».

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.