في الأحياءِ الفقيرةِ بضواحي #بغداد، أدى حظر التجوّل الذي فرضته #السلطات_العراقية للحد من انتشار فيروس #كورونا، إلى إضعافِ أفقرِ الأُسَر، بعد أن اختفت الوظائف والأعمال الصغيرة غير الرسمية التي كانت تُبقي هذه العائلات على قيدِ الحياة، وتختزل حياة البعض في مدنِ الصّفيح؛ بانتظارِ وصول شاحنات المساعدات الغذائية.

«أنا بحاجة إلى سلّة ثانية من الطعام، فهذا لا يكفي لإطعام أطفالي»، تتوسل امرأة، حيث يترقب سكان هذا الحي الفقير في #الكاظمية، وصول قافلة المساعدات الإنسانية، ترافقها سيارتين للشرطة.

ويبدأ “محمد كريم”، عضو منظمة (نور على نور) غير حكومية، في توزيع السلال، معتمداً على قائمة في يده للمحتاجين، يوجهه زعيم العشيرة “سعد”، بينما يتبعه 15 طفلاً يقفزون فوق  برك الصرف الصحي الخضراء والمخلفات المنزلية.

وأمام الملاجئ المؤقتة، المصنوعة من القماش المشمع والكتل الخرسانية، تنتظر الأمهات بفارغ الصبر سلال الطعام.

«لدي سبعة أطفال.. ماذا أُطعِمهم؟»

منذ بدء حظر التجول في #العراق منتصف آذار الماضي، بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، فَقَدَ عشرات الآلاف من العراقيين، الذين يقومون بعمل صغير في القطاع غير الرسمي كبيع المواد والسجائر والأقمشة والشاي، أعمالهم. ووجدوا أنفسهم، بين ليلةٍ وضحاها،  بدون أيّ موردٍ يجعلهم قادرين على إطعام عائلاتهم.

وقد كان أحمد، 40 عاماً، يصنع المنظفات المنزلية ليبيعها في الشارع. وتراه اليوم ينادي يائساً مجموعة من عناصر الشرطة المنتشرين بالقرب من شاحنة المساعدات.

قائلاً: «لدي سبعة أطفال، ماذا أطعمهم؟ لا يمكن لهذا الوضع أن يستمر». وتأتيه إجابة مؤكدة: «ليس لديك وظيفة أساسية وأنت تتعامل مع المواد الكيميائية. هذا ممنوع أثناء حظر التجول».

في بلدٍ مزقته الحرب لما يقارب من عشرين عاماً، غرقت  هذه العائلات الفقيرة، التي نسيتها السلطات في ضواحي #بغداد، في حالة من البؤس. وغالباً لا تتحرك الحشود إلا أثناء عمليات توزيع المعونات «هذا أمر طبيعي، فالناس جائعون»، يقول “محمد كريم”.

«بفضل الله.. نحن محميون من كورونا»

في الكاظمية، يتم الجمع بين الفقر والاستبعاد الاجتماعي مع انخفاض مستوى التعليم والالتزام الديني الصارم. فـ “سامية”، 35 عاماً، والمغطاة بعباءة سوداء، تعتبر سلّتها الغذائية غير كافية لإطعام أطفالها التسعة. وبسبب حظر التجول، لم تعد هي وزوجها قادران على بيع المواد المهملة التي يجمعونها من الشوارع.

ويقترن العوز مع الجهل حول مخاطر انتقال الفيروس القاتل. «ليس لدينا المال لشراء الأقنعة أو القفازات. لكن وبفضل الله، نحن محميون من فيروس كورونا»، تقول “سامية” مطمئنة. ويقول محمد كريم بأسف: «يعتقد الكثيرون مثلها بأنهم محميون من الوباء».

وكانت قد حددت السلطات تسع حالات مصابة بفيروس كورونا في الكاظمية منذ بداية الوباء، في مقابل 5391 إصابة و 82 حالة وفاة في البلاد.

وفي نهاية شهر آذار، خرق جزء كبير من سكان #مدينة_الصفيح هذه، حيث تعيش حوالي 85 عائلة لديها غالباً عشرة أطفال، قرار حظر التجول.

 

عن صحيفة (Ouest-France.fr) الفرنسية


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.