على الرغم من سياسة التكذيب التي تنتهجها #الحكومة_ السورية بشأن وجود قواعد إيرانية على أراضيها، وأن الحضور العسكري الإيراني يقتصر على مستشارين يعملون ضمن #الجيش_السوري، إلا أن تقارير وشهادات متقاطعة تنفي التأكيدات السورية.

ففي تقريرها لشهر أيلول 2019 كشفت شبكة “فوكس نيوز”  تفاصيل أهم قاعدة إيرانية في سوريا، المسماة قاعدة “الإمام علي”. وأعطى التقرير أهم تفاصيل القاعدة، الواقعة في مدينة #البوكمال شرقي البلاد.

 

أهمية القاعدة

ووفقاً لما ورد في التقرير فإن «هذه القاعدة في سوريا، ستكون بمثابة الملجأ لآلاف الجنود والقوات التابعة لإيران، وهي من أكبر القواعد التي تبنيها الأخيرة في سوريا، بعد موافقة المرجعيات العليا في #طهران».

وتأتي أهميتها «من وقوعها بالقرب من مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، وستلعب دوراً في حماية الطريق الدولي بغداد – دمشق، المار عبر معبر #القائم. كما أن وجودها يمكن أن يهدد مواقع للجيش الأمريكي، لا تبعد أكثر من 320 كم عنها»، وفقاً للشبكة.

وفي لقائه مع قناة “الحرة” قال المحلل الاستخباراتي الأميركي “مارك بيري” إن «هذه القاعدة لها أهمية جيوستراتيجية، فهي تساعد #إيران على تحقيق أهدافها في كل من العراق وسوريا من جهة، كما من الممكن أيضاً استخدامها لتوجيه ضربات صاروخية لدول أخرى في المنطقة من جهة أخرى»، وفق تعبيره.

 

طريقة بناء مختلفة

تقول صحيفة “جيروزاليم بوست” إن «طريقة بناء قاعدة “الإمام علي” لم تكن اعتيادية، إذ لا توجد فيها ثكنات أو حتى طرق معبّدة، وتم بناؤها بدلاً من ذلك على شكل مجموعة من المستودعات، لتظهر وكأنها جزء من طبيعة المنطقة الصحراوية. ويمكن الوصول لها عبر طرق ترابية، تتصل بمستودع قديم للسكك الحديدية، بالقرب من الحدود العراقية السورية». وأشارت الصحيفة إلى أن «خطوط السكك الحديدية في المنطقة غير نشطة وقيد التطوير، وتمتد شمالاً إلى دير الزور».

وتتابع أن «هناك طريق آخر يربط منطقة قاعدة “الإمام علي” بمطار يسمى “تي تو”، على بعد حوالي 60 كيلومتراً إلى الغرب، وبعدها يمتد الطريق لنحو 126 كيلومتراً، ليصل لقاعدة أخرى تابعة للحكومة السورية تسمى “تي ثري”، وبعدها وعلى بعد 93 كيلومتراً تصل إلى المحطة الأخيرة، حيث توجد منشأة إيرانية رئيسية تسمى “تي فور” ومطار “التياس” العسكري».

وتمتد القاعدة على مساحة تقّدر بنحو 20 كيلومتراً مربعاً، وتحتوي على 30 كيلومتراً من الطرق الداخلية، وفقاً للصحيفة.

كما أظهرت صور فضائية التقطتها شركة “ISI”، التي تقدم خدمة أقمار اصطناعية مدنية، أن «القاعدة تتألف من ثمانية مستودعات رئيسية، بالإضافة إلى شبكة من الأنفاق. وفي تحدٍ لمحاولات عرقلة تمركز قواتهم في تلك المنطقة الاستراتيجية، بدأ الإيرانيون بالتوسع تحت الأرض، حيث يقومون بإنشاء أنفاق على أعماق كبيرة، وبأبعاد مناسبة، لاستيعاب مخازن الأسلحة وأماكن إقامة المقاتلين».

 

تاريخ القاعدة

وبحسب تقرير «جيروزاليم بوست» فإن «المنطقة التي بنيت عليها القاعدة كانت تحت سيطرة تنظيم #داعش من عام 2014 إلى عام 2017، وأن #القوات_العراقية القادمة من الشرق، وقوات الجيش السوري، تمكنت من استعادتها عام 2017».

يتابع التقرير: «الميليشيات العراقية، التي كان يقودها “أبو مهدي المهندس” (المُقرب من إيران، والذي قُتل بغارة جوية أمريكية، برفقة #قاسم_سليماني، قائد “لواء القدس”، بالقرب من #مطار_بغداد مطلع العام الجاري)، أقامت في البداية في منزل كبير “فيلّا” بالقرب من الحدود، وعلى بعد حوالي خمسة كيلومترات من “البوكمال” نفسها».

وأضافت الصحيفة أن «المهندس كان  حليفاً قديماً لـ”الحرس الثوري” الإيراني، وهو عنصر ارتباط رئيسي في شبكة نفوذ إيران في العراق، ومقرّب من “سليماني” أيضاً».

ومن وجهة نظر الصحيفة ذاتها، فإن «بقاء ميلشيا #حزب_الله_العراقي تحت قيادة “المهندس” في المنطقة سيكون مفيداً لإيران، فالحزب جزء من #الحشد_الشعبي، مما سيؤمن حماية رسمية له من العراق، ويمكن لإيران استخدام قوات الحزب لاستكمال السيطرة على المنطقة الحدودية، وللتوسع نحو دير الزور، ولهذا وافقت إيران على بناء “مجمّع الإمام علي”، والذي سيصبح لاحقاً “قاعدة الإمام علي”».

 

استهدافات جوية لا تتوقف

وفي عام 2018 استُهدفت القاعدة بضربات جوية من الطيران الإسرائيلي، وفي أيلول 2019 تعرضت أيضاً لغارات جوية مجهولة، أودت بحياة واحد وعشرين شخصاً، بحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.

ألحقت الضربات دماراً كبيراً بالقاعدة، ولكن سرعان ما تم العمل على إصلاحها، بل وإتمام بنائها، لدرجة أن تقارير “فوكس نيوز” أشارت إلى قرب الانتهاء من  تجهيز القاعدة.

بُعيد هذه التقارير تعرضت القاعدة لضربة أخرى في شهر كانون الأول 2019، وفقاً لما أكّدته مصادر خاصة لموقع «الحل نت» داخل “البوكمال”، استهدفت أيضاً “مطار الحمدان” القريب  من القاعدة.

تبع هذا القصف نقل الأسلحة والمعدات من المطار إلى القاعدة  ذاتها، لأنها أكثر تحصيناً، كما رافقه دخول قافلة كبيرة من منظمة “جهاد البناء”، بقيادة الجنرال “حسين يكتا”، إلى القاعدة، ضمت شاحنات محملة بالإسمنت وحديد البناء بكميات كبيرة جداً، فيما يبدو أنه استمرار لعمليات التشييد والتحصين، رغم الاستهداف المتواصل للقاعدة، وفقاً للمصادر ذاتها.

العام الحالي شهد هدوءاً نسبياً في قاعدة “الإمام علي”، استمر حتى الحادي عشر من آذار/مارس الماضي، حين أغارت عليها ثلاث طائرات مجهولة، مودية بحياة ستة وعشرين شخصاً من المتواجدين بداخلها، وفق ما نقله “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، عن مصادر له وصفها بالموثوقة.

 

 ضحايا بالعشرات

مصدر طبي من داخل “البوكمال” (رفض ذكر اسمه لسلامته الشخصية) قال لموقع «الحل نت» إن «مشفى “عائشة الخيري” وبقية المشافي الإيرانية الأخرى بالمدينة، شهدت يوماً عصيباً إثر القصف الأخير الذي تعرّضت له قاعدة “الإمام علي”، ونُقلت إليها أكثر من ثلاثين جثة لعناصر من “الحشد الشعبي” العراقي ومليشيا #حيدريون، إضافة إلى عشرات الجرحى، وغالبيتهم بحالة حرجة، نُقل بعضهم إلى العراق مباشرة، لعدم القدرة على إسعافهم ضمن مشافي المدينة».

ولفت المصدر أن  ضمن القتلى “وسام الطفيلي”، القيادي في ميليشيا “حيدريون”، وهو أحد أبرز المشرفين على بناء قاعدة “الإمام علي”، وفقاً لمصادر محلّية من المنطقة أيضاً.

ونقلت قناة “روسيا اليوم”، عن مصادر في “الحشد” الشعبي لم تسمها، أن «الضربات الجوية استهدفت كتائب “حزب الله” وحركتي “النجباء” و”سيد الشهداء” ولواء “حيدريون”».

على الرغم من كل هذا التقارير مازالت الحكومة السورية تنفي أي وجود لقواعد إيرانية على أراضيها، كما صرّح وزير خارجيتها “وليد المعلم” نهاية العام الماضي، وتكتفي وكالة “سانا” الرسمية، بعد كل قصف، بخبر خجول يفيد أن «قصفاً مجهولاً، استهدف المنطقة الجنوبية للبوكمال».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة