يستقبل أكثر أكثر من 1.7 مليار مسلم حول العالم شهر رمضان هذا العام، في ظروف استثنائيّة، لا سيما مع تفشي فيروس #كورونا، الذي أثر بشكل ملحوظ على الطقوس الرمضانية التي اعتاد المسلمون إضفاءها في هذا الشهر «الفضيل».

وتشهد معظم الدول إجراءات احترازيّة صارمة، في إطار منع انتشار فيروس كورونا، ومن بين تلك الإجراءات بالطبع إغلاق مراكز التسوق المزدحمة والمساجد، وتم حظر صلاة التراويح، التي أقيمت في المنازل خلال اليومين الأول والثاني من #رمضان.

وتلزم القيود التي فرضتها معظم الدول حظر التجمعات المسائية للمواطنين، ومن بينها التجمعات وقت الإفطار التي كانت تقام في رمضان، عبر ولائم الإفطار الجماعية، التي اعتاد الناس خلالها على تقديم الطعام بشكل مجاني في الشوارع ومراكز البلديات في بعض البلدان.

الأشد قسوة

وأضحى شهر رمضان هذا العام حملاً ثقيلاً على الكثير من العائلات في الدول العربيّة، خاصة مع توقف عجلات الاقتصاد في أغلب القطّاعات، وارتفاع أسعار السلع والخدمات، لا سيما الغذائيّة منها.

ففي مناطق شمالي غربي سوريا، استقبل الأهالي هناك شهر رمضان بارتفاع غير مسبوق بأسعار المواد الغذئيّة، الذي تزامنا مع استمرار انهيار قيمة العملة المحليّة، ما دفع الأسعار إلى التحليق بعيداً عن قدرة المواطنين الشرائيّة.

وتؤكد مصادر محليّة أن التبرعات التي كانت تجري خلال السنوات الماضية لإقامة الموائد الرمضانيّة، للنازحين في إدلب تراجعت هذا العام، فضلاً عن إلغاء بعض المنظمات لتلك المشاريع لما تسببها من تجمعات تتعارض مع إجراءات مكافحة انتشار كورونا.

الكعبة مغلقة حتى إشعارٍ آخر

كما ألقى انتشار الفيروس المستجد على أقدس المعالم الإسلاميّة، فأضحى المسجد الحرام في مكة المكرمة صامت، وأظهرت الصور في أول أيام «الشهر الفضيل» بعض من كوادر الحرم يقيمون صلاة التراويح ولا يتجاوز أعدادهم ٢٠ شخصاً، كما يستمر إغلاق والمسجد النبوي في المدينة المنوّرة أمام المصلّين والصائمين، في إطار الإجراءات الاحترازيّة.

رفع القيود في بعض الدول

ورغم القيود والإجراءات الصارمة التي فرضها انتشار الفيروس المستجد، إلا أن بعض الدول التي لا تشهد تفشي واسع للفيروس قررت تخفيف إجراءات الحظر مع دخول شهر رمضان، إذ قررت السلطات الإماراتيّة في رمضان ، إعادة فتح المراكز التجارية فيها وتخفيف القيود على حركة التنقل عبر السماح بالخروج من المنزل نهارا، وذلك بعد مرور شهر على اتخاذها إجراءات صارمة لوقف تفشي كورونا.

سوريا نموذج

وقررت الحكومة السوريّة تخفيض ساعات الحظر خلال أيام رمضان، كما رفعت الإدارة الذاتيّة شمال شرق سوريا العديد من القيود على حركة التنقّل والأسواق قبل أيام، إذ لم تشهد المنطقة تسجيل إصابات بفيروس كورونا حتى الآن.

في المقابل وُجهت انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا، لصور انتشرت تظهر إقامة بعض مساجد محافظة #إدلب لصلاة التراويح خلال اليوم الأول من شهر رمضان، كما أظهرت صور أخرى، الازدحام الشديد في الأسواق السوريّة الخاضعة لسيطرة الحكومة السوريّة لا سيما في مدينة #حلب.

وعبر ناشطون عن غضبهم من هذا الاستهتار الحكومي، وأكد بعضهم أن تخفيف إجراءات الحظر في رمضان، لا يعني هذا الاستهتار وعودة الأسواق كما كانت في الأشهر السابقة، إذ أن ذلك يهدد بارتفاع نسبة انتشار الفيروس  في البلاد.

وتؤكد وزارة الصحّة في الحكومة السوريّة أن عدد المصابين بفيروس كورونا في البلاد لم يتجاوز 42 شخصاً، في حين سجلت ثلاث حالات وفاة و11 حالة شفاء من الفيروس، إلا أن مصادر تؤكد أن إحصائيات الوزارة غير صحيحة، وأن المحافظات السوريّة تشهد مئات الإصابات بالفيروس المستجد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.