وثق تقرير حقوقي صدر حديثاً انتهاكات نفذتها #هيئة_تحرير_الشام، بحق النساء في مناطق سيطرتها، شملت إساءات لفظية وجسدية، وصلت إلى حد القتل.

ورصدت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في تقريرها احتجاز 86 امرأة في سجون الهيئة (نواتها #جبهة_النصرة) بمحافظة #إدلب منذ بداية العام الماضي، 63 منهنّ مازلن قيد الاحتجاز.

وشددت الجماعة الجهادية المتشددة على النساء منذ أن اتسعت مناطق نفوذها في 2014، وفرضت اللباس الشرعي عليهن، ومنحت أجهزة #الحسبة سلطات واسعة لقمع الطالبات، والفتيات عموماً، شملت اللباس والعمل والسفر.

واحتجزت الهيئة عشرات الفتيات والنساء في سجونها في مراكز أبرزها السجن المركزي في مدينة إدلب، والسجن المركزي في مدينة حارم، إضافة إلى سجن محكمة مدينة سلقين، وسجن مرعيان، وسجن العقاب سيء الصيت، بحسب التقرير.

ونقلت المنظمة الحقوقية شهادات لنساء خرجن من سجون الهيئة، من بينهن “رؤى أ”، التي روت: «كنت قد توجهت إلى محافظة إدلب، أملاً في سلوك طرق التهريب إلى تركيا، فأقمت هناك فترة وجيزة من الزمن، إلى أن قام مجموعة من عناصر هيئة تحرير الشام، بمداهمة مكان إقامتي في ريف إدلب الشمالي بلا أي سبب، ثمّ عمدوا لتكبيل يداي وعصب عيناي، وتمّ اقتيادي إلى جهة مجهولة، كانت عبارة عن قبو تحت الأرض في سجن إدلب المركزي، وقبل ذلك تمّ تفتيشي من قبل إحدى النساء اللواتي يعملن في جهاز الحسبة، فوجدوا معي هاتفي المحمول، والذي كان يتضمن رقماً لأحد الأشخاص، كان قد طلب مني تغطية الأحداث في محافظة إدلب، وفور دخولي إلى ذلك القبو، تعرّضت للضرب المبرح بواسطة الهراوات، حتى أقوم بالاتصال بالشخص المذكور، إلا أنني تحملت الضرب ولم أرضخ لمطالبهم، وعلى إثر ذلك تمّ عرضي على محققين بتهمة تصوير مقرات عسكرية تابعة لهيئة تحرير الشام، وهو الأمر الذي نفيته نفياً قاطعاً».

وأضافت المرأة «خلال التحقيق معي، تمّ تهديدي بالإعدام في إحدى ساحات مدينة إدلب وتصويري، بتهمة العمالة للقوات الحكومية السورية، كما قام أحد العناصر بضربي على رأسي بالسلاح في سبيل الحصول على اعترافات مني، وبعد اعتقالي لحوالي 15 يوماً، تمّ إطلاق سراحي، بعد تدخل وساطات لدى المحكمة، وأخذ تعهّد مني بعدم التحدث إلى الإعلام عما جرى معي داخل السجن».

وخرجت المرأة من سجن إدلب المركزي بيد مكسورة نتيجة التعذيب، وهي تعاني حالياً من أذى نفسي وجسدي، إضافة إلى نظرة المجتمع المشككة بها بعد اتهامها بـ «العمالة» من قبل الهيئة.

ولم تفرق الهيئة بين الفتيات والكبيرات في السن، حيث تقول إحدى النساء الخارجات من سجن الجماعة الجهادية «عندما علمنا بحادثة احتجاز صبيحة (60 عاماً) في سجن حارم، سارعنا على الفور للتوجه إلى هناك، والاطمئنان عليها، لكنّ عناصر هيئة تحرير الشام قاموا باعتقالي أيضاً، وعمدوا إلى ضربي بعد إخباري بأنّ قريبتي صبيحة امرأة مرتدّة، حيث بقيت محتجزاً في سجن حارم مدة ثلاثة أيام، والتقيت خلالها بطفل من جبل الزاوية، لم يكن يتجاوز التاسعة بعد، وكان قد تمّ احتجازه أيضاً بتهمة سبّ الذات الإلهية، بعدها تمّ الإفراج عني نظراً لوضعي الصحي وبما أنّ يدي مبتورة، أما صبيحة فقد بقيت رهن الاعتقال، ولدى ذهاب ابنها وزوج ابنتها لسجن حارم، في محاولة منهم لرؤيتها، اعتقلهم الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام لمدة 5 ساعات، وقام بحلق شعر رأسيهما ومنعهم من زيارة صبيحة».

ومازالت صبيحة محتجزة رغم أنها امرأة تعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري، وقد حكُم عليها إضافة إلى السجن بدفع 5 دولارات يومياً كبدل طعام، ومُنعت عائلتها من زيارتها.

ووصلت الانتهاكات بحق النساء على يد الهيئة إلى حد القتل، ومن بينهن “أم محمد”، وهي امرأة بلغت سن الخمسين، رجمتها الجماعة الجهادية حتى الموت بتهمة «الزنا».

ونقل التقرير عن أحد أقاربها قوله «قبيل حادثة إعدامها رجماً بالحجارة، كانت قريبتي قد توجهت إلى زيارة أحد أفراد عائلتها في المحافظة، وفي طريق عودتها، لم تنجح في العثور على أي وسيلة نقل إلى منزلها، وبالصدفة التقت بأحد جيرانها والذي يكبرها بالعمر، وطلبت منه أن يقلًها على دراجته النارية، لكن وقبل وصولهم إلى مدخل البلدة، استوقفهم حاجز تابع لهيئة تحرير الشام، وسأل الرجل عن صلته بالمرأة، فأجاب بأنها إحدى جيرانها وبأنه يقلّها إلى المنزل، لكن سرعان ما قام العناصر بتوقيفهما، واقتيادهما إلى أحد الأفرع الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام، ومن ثمّ إلى سجن إدلب المركزي، حيث تمّ الحكم هناك على قريبتي وذلك الرجل بالإعدام رجماً بالحجارة، رغم تأكيدها للعناصر بأنّ الرجل جارها وكان يحاول إيصالها للمنزل، إلا أنّ هيئة تحرير الشام مضت في تنفيذ الحكم وقامت بقتلهما».

وظهرت “جبهة النصرة” في عام 2012، متبنية أول تفجير قضى فيه مدنيون، لتبايع في العام التالي “تنظيم القاعدة”، وتصبح ذراع الجماعة في سوريا، إلى عام 2016 حين أعلنت صوريّا الانفصال عنها، وتشكيل جماعة أخرى لاحقاً باسم “هيئة تحرير الشام”، تحمل الفكر ذاته، ويقودها اليوم زعيم الجبهة “أبو محمد #الجولاني”.

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة