يتجدّد بين فترة وأخرى قصفُ الطائرات والمدفعيةُ التركية لمناطق داخل #إقليم_كردستان_العراق، لملاحقة عناصر #حزب_العمال_الكردستاني كما تشير #أنقرة.

وعلى الرغم من انشغال العالم بأزمة تفشي فيروس #كورونا، إلا أن الطائرات التركية شنّت خلال الأيام الماضية سلسلة هجمات واسعة، استهدفت قرى واقعة في محافظتي #دهوك  و #السليمانية.

استهداف القصف أيضاً مخيماً للاجئين المدنيين، الذين يسكنون في قضاء “مخمور”، شرقي محافظة #نينوى، منذ تسعينات القرن المنصرم.

وزارة الخارجية العراقية أدانت استهداف مخيم اللاجئين، وقامت باستدعاء السفير التركي في بغداد، وسلّمته مذكرة احتجاج، لكن ذلك لم يثن تركيا عن تكرار قصفها.

من هم سكان مخيم “مخمور”

وبحسب”رشاد كلالي”، المسؤول في قضاء “مخمور”، فإن القصف التركي الأخير استهدف مخيماً يضم مجموعة من العوائل الكردية التركية، لجأت إلى العراق في منتصف تسعينات القرن الماضي.

ويشير خلال حديثه لموقع «الحل نت» أن «المخيم يخضع لإشراف الأمم المتحدة، ومن يتواجد فيه هم مجموعة من المعارضين للسلطة التركية، لكنهم لاينتمون لـ”حزب العمال الكردستاني” إطلاقاً».

لافتاً إلى أنه «في السنوات الأخيرة، وبسبب الحرب ضد تنظيم #داعش، تم تجهيز ساكني المخيم بأسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم، خوفاً من مهاجمة عناصر التنظيم المتشدد للمخيم، الذي يقع في منطقة جبلية بعيدة عن مركز المدينة».

مضيفاً أن «القصف الأخير، الذي استهدف المخيم، أسفر عن مقتل ثلاث نساء وإصابة رجلين، حالة أحدهما غير مستقرة، تم نقله إلى أحد المستشفيات القريبة».

 خسائر الإقليم

وتعاني مناطق متعددة في إقليم “كردستان” من تكرار القصف التركي، الأمر الذي أدى إلى نزوح المئات من العائلات من قراها، تاركة مزارعها وبيوتها.

“غياث سورجي”، عضو #الاتحاد_الوطني_الكردستاني، قال إن «القصف التركي  أدى لنزوح سكان 500 قرية من مناطق إقليم “كردستان”، منذ سنة 1991 وحتى الآن».

مبيّناً خلال اتصال مع موقع «الحل نت» أن «هنالك مئات القتلى من المدنيين،  ومثلهم ممن اُصيبوا بإعاقة دائمة نتيجة القصف، إضافة للخسائر الاقتصادية التي لحقت بالإقليم، نتيجة ترك العوائل لمزارعها، وانتقالها لمراكز المدن».

واستكمل سورجي حديثه بالقول إنّ «أكثر من تسعين بالمئة من ضحايا القصف التركي هم من المواطنيين المدنيين، و”حزب العمال” مجرد ذريعة تتخذها تركيا للتوسع على حساب البلدان الأخرى، وهذا ماتقوم به في العراق وسوريا وليبيا»، حسب تعبيره.

وأشار إلى أن «مواقف #الحكومة_العراقية وحكومة إقليم “كردستان” ضعيفة جداً، ولاتتناسب مع حجم الماسآة التي يتسبب بها القصف التركي، رغم وجود عديد من الطرق التي يمكن اللجوء إليها، من بينها تقديم شكوى لدى مجلس الأمن ضد أنقرة».

ماذا سيفعل الكاظمي

“طاهر الدراجي”، النائب عن “تحالف الفتح”، أشار إلى أنه من أولويات “مصطفى الكاظمي”،  رئيس الحكومة العراقية المكلّف، بعد نيل حكومته الثقة، العمل على إخراج جميع القوات الأجنبية من العراق، ومن بينها القوات التركية.

وأضاف خلال حديثه لموقع«الحل نت» أن «الحكومة الجديدة ستتبع الخيارات الدبلوماسية لإيقاف التدخلات الأجنبية، والانتهاك المستمر للسيادة العراقية، وسندعم ذلك بتشريعات داخل مجلس النواب».

مؤكداً أن «استمرار القصف التركي، الذي يستهدف المدنيين، يعدّ عدوناً على الشعب العراقي، ولن نقبل باستمراره مهما كلّف الثمن»، حسب تعبيره.

مقاطعة البضائع

مثقفون وإعلاميون كرد طالبوا المواطنين باستمرار حملة مقاطعة البضائع التركية، والتي أسهمت في وقتٍ سابق، وبحسب تصريح “غرفة تجارة السليمانية”، بخسارة تركيا ما مقداره 10 مليون دولار، في أقل من شهرين.

يقول “آرام محمد”، الكاتب والصحفي الكردي: «طالبنا دون جدوى حكومة إقليم “كردستان” بالقيام باجراءات سياسية لحماية المواطنين، وعلى ما يبدو فإن المصالح السياسية هي التي تمنع بغداد وأربيل من اتخاذ إجراءات رادعة ضد تركيا».

وبيّن خلال حديثه لموقع «الحل نت» أنه «في ظل انخفاض الليرة التركية، فإن أكبر وسيلة ضغط على أنقرة ستكون بمقاطعة بضائعها التي تغزو أسواق الإقليم بكميات كبيرة».

مشيراً أنه «سنبدأ بحملة كبيرة، معززة بدعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل  استمرار مقاطعة كل ما هو تركي، وستكون أقوى وسيلة ضغط لإجبار الحكومة التركية على احترام أراضي الإقليم، وعدم الاعتداء على المدنيين الأبرياء». حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.