اشتباكات مباشرة وقتلى وجرحى من الطرفين: إلى أين يتجه التوتر بين “تحرير الشام” والجيش التركي؟

اشتباكات مباشرة وقتلى وجرحى من الطرفين: إلى أين يتجه التوتر بين “تحرير الشام” والجيش التركي؟

اندلعت مواجهات مباشرة بين #هيئة_تحرير_الشام وقوات #الجيش_التركي في ريف #إدلب الشمالي، وذلك عقب حدوث اشتباك قرب بلدة “النيرب” بين قوات الجيش التركي من جهة، ومعتصمين وعناصر للهيئة من جهة أخرى، وذلك بعد محاولة الأخيرين منع تسيير دورية تركية-روسية على طريق حلب-اللاذقية.

وقام عناصر من “هيئة تحرير الشام” باستهداف آلية تركية، إضافة إلى نقطة عسكرية، بصواريخ مضادة للدروع، قرب بلدة “النيرب”، فيما قامت طائرة مسيرة تركية من طراز “بيرقدار” بالرد، من خلال استهداف قاعدة “م.د”، ومربض هاون على أطراف البلدة، ما أدى إلى سقوط قتيل من الهيئة.

وأدت الاشتباكات المسلحة بين الجانبين إلى سقوط  ثلاثة جرحى من عناصر الجيش التركي، إضافة إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أخرين، من المشاركين في الاعتصام، الذي تمّ فضّه من قبل عناصر الجيش التركي.

وساد الهدوء بين الطرفين، بعد الاشتباكات التي دامت لعدة ساعات، فيما بات التوتر سمة المشهد، بعد استنفار الجيش التركي، يقابله استنفار لقوات “هيئة تحرير الشام” في المنطقة، وسط أنباء عن قرب تجدد الاشتباك بين الطرفين.

يقول المقدم المنشق “عبد الله عوض” لموقع «الحل نت»: «منذ بداية #الاتفاق_التركي_الروسي، في الخامس من آذار/مارس، تحاول “هيئة تحرير الشام” تحصيل مكاسب من الاتفاق، من خلال الحصول على ميّزات اقتصادية، أو تقديم ضمانات لها ببقاء سيطرتها على مناطق الشمال السوري في المستقبل، وعدم حلّها من قبل الجانب التركي».

ويضيف: «أول خطوة قامت بها الهيئة للضغط على الأتراك محاولة تعطيل تنفيذ اتفاق تسيير الدوريات، من خلال تنظيم اعتصام على الطريق الدولي حلب-اللاذقية بصفة مدنية، ولكن أغلب المعتصمين هم من #حكومة_الإنقاذ التابعة للهيئة، وشخصيات مدنية محسوبة عليها».

ويوضّح “العوض”: «حاول الأتراك دون جدوى فضّ الاعتصام بطرق سلمية، من خلال التفاوض مع المعتصمين، إلى أن تم إطلاق النار من عنصر بالهيئة على الجيش التركي، ليقوم الأتراك بالرد، وقتل عدد من المعتصمين، منهم شرطيان في “حكومة الإنقاذ”».

وبعد الاشتباك قام عناصر من “هيئة تحرير الشام” بلباس مدني بقطع طريق “باب الهوى” في منطقة “حزانو”، وذلك لمنع دخول الآليات التركية، بحجة قتل المعتصمين، إلا أن الطريق فُتح بعد عدة ساعات.

وحاولت “هيئة تحرير الشام” فتح معبر تجاري مع #الحكومة_السورية في منطقة “ميزناز-معارة النعسان”، إلا أن عدداً من المدنيين قاموا بقطعه من خلال إشعال الإطارات، في حين قام الجيش التركي برفع ساتر ترابي عليه، لإعاقة عبور الشاحنات الكبيرة، ومنع الهيئة من فتح المعبر.

يقول الدكتور “خالد الراغب”، الخبير في الشؤون التركية، لموقع «الحل نت»: «حاولت “هيئة تحرير الشام” جسّ نبض الجيش التركي، من خلال إرسال آلية لإزالة الساتر الترابي عن الطريق، من أجل تسهيل وصول الشاحنات إلى المعبر، ولكنها  استنفار الجيش التركي منعها من تنفيذ ذلك».

ويضيف: «تريد “هيئة تحرير الشام” فرض أمر واقع على الأتراك، من خلال إجبارهم على القبول بقراراتها في إدلب، وتسهيل فتح معابر مع الحكومة السورية، ولكنها تلاقي معارضة كبيرة من المدنيين والنشطاء في إدلب، وهو أمر يستغلّه الجانب التركي».

من جهته يقول الناشط الصحفي “أحمد السليم” لموقع «الحل نت»: «التوتر بين الهيئة والجيش التركي لن يدوم طويلاً، وخصوصاً أن “هيئة تحرير الشام” تتعرض لضغوط هائلة من المدنيين في إدلب، وحتى من الشخصيات المحسوبة عليها، الرافضة لفتح المعبر، الذي يعده الجميع خيانة كبرى للمهجّرين».

وأضاف: «إصرار الهيئة على فتح المعبر أفقدها كثيراً من رصيدها لدى المواليين لها، ويعتبر فتح جبهة مع الأتراك والمدنيين في آن واحد مضراً جداً لها، وربما سيؤدي إلى إجبارها على حلّ نفسها، أو إلى ضربها من قبل الجيش التركي دون وجود معارضة شعبية، وخصوصاً أن ضرائب “حكومة الإنقاذ” باتت تثقل كاهل المدنيين».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.