نشر ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد رجل الأعمال الأبرز في سوريا رامي مخلوف تسجيلاً مصوراً يتحدث فيه عن «معاناته» بسبب إجراءات حكومية جديدة بحق شركته “سيرياتل”، معلنا استعداده إلى التعاون مع السلطات.

وقال مخلوف في تسجيل نشره على صفحته فجر الجمعة مخاطباً الأسد «لن أحرجك ولن أكون عبئا عليك ولكني أريد أن أشرح لك الموقف… أنت تعرف كم قدمت منذ بداية 2011 وكيف تنازلت عن الأملاك علنا. أرسل من شئت لتدقيق الأوراق وهذه هي الحقيقة ولكني تعبت من هذا الطاقم».

وهددت الحكومة السورية شركتي الاتصالات الخلوية “سيرياتل” و”MTN” باتخاذ اجراءات قانونية بحقهما في حال لم تسددا مبالغ مستحقة قيمتها ربع ترليون ليرة سورية تقريباً في وقت سابق من هذا الأسبوع. 

وأوردت وكالة “سانا” الحكومية ما يلي: «الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد تُبلغ شركات الخلوي وتحدد موعداً نهائيا ينتهي بتاريخ 5/5/2020 للامتثال لقرار مجلس المفوضين المتضمن اعتماد نتائج عمل اللجنة المشكلة بقرار رئيس #مجلس_الوزراء رقم /1700/ تاريخ 19/9/2019 والتي خلصت إلى وجود مبالغ مستحقة لخزينة الدولة والبالغة 233.8 مليار ليرة سورية وذلك لإعادة التوازن إلى الترخيص الممنوح لكلا الشركتين #سيريتل و #MTN سوريا». 

وأضافت الوكالة الحكومية «وتؤكد الهيئة أنه في حال عدم الالتزام بالسداد ضمن المهلة المحددة ستقوم الهيئة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حقوق الخزينة العامة».

وقال مخلوف إن شركته تقاسم عائداتها والأرباح مع الدولة بالمناصفة هذا دونا عن دفع الضرائب، مشدداً على «خدمته للدولة وكل من يخدم الدولة»، وفق تعبيره.

وختم رجل الأعمال الذي يعتبره كثيرون واجهة اقتصادية للعائلة الحاكمة حديثه بالقول «هناك مبلغ سيدفع وأرجو يا سيادة الرئيس أن تقوم بنفسك بتوزيعه على الفقراء الذين أنت مؤتمن عليهم»، موجهاً كلامه للرئيس مجدداً.

وهاجمت صحيفة “برافدا” الروسية الشهر الفائت الدائرة الضيقة للعائلة الحاكمة، بما فيها ماهر الأسد ورامي مخلوف، وخلصت إلى أن «المشاكل الكبرى في الاقتصاد السوري، ونظام الفساد المهيمن في عائلة الأسد، لا يتركان فرصة للتطور الطبيعي بعد انتهاء الحرب».

وبدأت الصحيفة في تقرير صدر في 14 من نيسان الحالي، بمخلوف واستثماراته في سوريا بما فيها شركات عدة منها “شام القابضة” و“البنك الإسلامي السوري” و”بنك البركة” و”بنك قطر الدولي” و”بنك شام” و”بنك الأردن”، إضافة إلى “سيرتيل”. 

وأشارت الصحيفة إلى أن مخلوف يسيطر على 60% من اقتصاد البلاد مشيرةً إلى أنه الآن رهن الإقامة الجبرية بحسب الرواية الرسمية، إلا أن كثيراً من السوريين يعتقدون أن أنباء اعتقاله تمثيلية من أجل إخفاء الفساد، بحسب ما أوردته صحيفة “عنب بلدي”.

واعتبر موقع “زمان الوصل” المعارض أن لغة تعابير الوجه واستخدام عنوان للتسجيل (كن مع الله ولا تبالي)، «تحمل دلالات على حالة يأس يعيشها رامي مخلوف مع بشار الأسد، وهو يحاول تعويضها مع شريحة يستهدفها باستخدام أدوات بسيطة بتلاميح دينية للتأثير في البيئة الحاضنة».

وامتلأت الصفحات السورية المؤيدة والمعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة، في مشهد غير اعتيادي يظهر توحد الشعب ضد رامي مخلوف، الذي يبقي في ذهن السوريين كصورة للفساد في البلد الذي تحكمه عائلة واحدة منذ خمسين عاماً.

 

 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.