قد يقلق الأهالي من تمضية أطفالهم ساعات طويلة على الإنترنت، أو خلف الشاشات الإلكترونية بشكل عام كالتلفاز، ألعاب الفيديو، استخدام الهواتف الذكية والكمبيوترات وغيرها من الأجهزة الالكترونية. ولكن ما هي المدة المناسبة ومتى يمكن للأهل الجزم بأن أطفالهم يمضون وقتاً أطول من اللازم باستخدام هذه الأجهزة؟

 

أعراض الإدمان على الأجهزة الإلكترونية

إن إدمان الأجهزة الالكترونية مؤذي كغيره من أنواع الإدمان الأخرى، ويؤثر على التوازن الصحي بين الاهتمامات والنشاطات لدى المدمن. ويمكن تقسيم أعراض الإدمان إلى ثلاثة مجموعات:

أولاً: الزمن الذي يمضيه الطفل مستخدماً الانترنت والأجهزة الالكترونية عموماً: يبقى الطفل متصلاً بهذه الأجهزة مدة أطول مما كان يعزم عليه في البداية. يحاول الطفل التسلل لاستخدام الإنترنت عندما يكون البالغون غير منتبهين له وقد يكذب حول الوقت الذي يمضيه عليها.

ثانياً: الانهيارات النفسية التي قد تحدث للطفل المدمن: يصاب الطفل بالغضب الشديد و/أو الاضطراب عندما تتم مقاطعة استخدامه للإنترنت أو الأجهزة والألعاب الالكترونية، كما ينزعج بشدة عندما لا يستطيع الاتصال بشبكة الإنترنت أو إذا تم حرمانه من اللعب بالألعاب الالكترونية، خاصة إذا طالت هذه المشكلة لأكثر من يوم واحد.

ثالثاً: العزلة والهوس بالحياة المتصلة بشبكة الإنترنت: يفضل الطفل أن يكون متصلاً بالشبكة بدلاً من أن يكون محاطاً بأصدقائه وأفراد عائلته. يقوم الطفل بالتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي والرسائل الالكترونية لديه عدة مرات خلال النهار، ويبقى مشغول البال حول ما فاته من ألعاب ومحادثات افتراضية إذا غاب قليلاً لإتمام دروسه مثلاً، والتي كثيراً ما يضحي بها هي الأخرى من أجل التواجد على الإنترنت. كما يمكن أن يقوم الطفل بخلق روابط جديدة مع أشخاص تعرف عليهم خلف الشاشة، ويفقد الاهتمام بأي نشاط كان يحب القيام به.

 

خطر إمضاء وقت طويل خلف الشاشات الإلكترونية عند الأطفال

يجب أن يحرص الأهل على توفير أنشطة مفيدة لأطفالهم كالقراءة، المساعدة بالواجبات المنزلية، الكتابة، النشاطات الرياضية، الأنشطة في الهواء الطلق، وغيرها، وأن ينظموا عدد الساعات التي يستخدم فيها أطفالهم الأجهزة الالكترونية وأن يراقبوا محتواها. ينبع هذا الحرص من النتائج السلبية التي قد تواجه الأطفال عند إدمانهم على الجلوس خلف الشاشات الإلكترونية لمدة طويلة كزيادة فرص إصابتهم بالبدانة والتي قد تصل إلى البدانة المرضية بسبب انعدام النشاط الرياضي عند الجلوس لفترة طويلة وغالباً ما يترافق ذلك أيضاً بأكل أطعمة وسناكات مضرة. كما تدل الدراسات على أن الأطفال المدمنين على الألعاب الالكترونية يعانون من صعوبة في النوم بسبب هوسهم خلال الليل بهذه الألعاب. ويمكن أن يؤدي هذا الإدمان إلى زيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب، القلق، ومشاكل في التركيز.

 

بعض الطرق لإدارة وقت الطفل خلف الشاشات الإلكترونية

إذا كان الطفل صغيراً فمن المهم أن يضع الأهل جهاز الكمبيوتر بمكان مناسب لمراقبته كأن يكون في غرفة الجلوس وليس في غرفة الطفل، وعلى الأهل استخدام برامج تمنع المحتوى الغير مناسب لعمر الطفل. من الجيد أيضاً تحديد الساعات التي يمضيها الطفل أمام الشاشة، والتي تختلف بحسب عمره.

يجب أن يقوم الأهل بالتأكد من أن المتصفح على أجهزة الكمبيوتر مناسب للأطفال، وذلك من خلال تحميل برامج معينة على الأجهزة مهمتها التأكد من عدم فتح المحتوى غير المناسب لهم، كما يجب حجب المواقع والقنوات التلفزيونية التي تعرض محتوى للبالغين.

إن إدمان الإنترنت واستخدام الأجهزة الالكترونية كغيره من أنواع الإدمان الأخرى قد يكون وسيلة للطفل للهروب من الواقع، وقد يستخدمها الطفل من أجل الابتعاد عن المواقف والمشاعر المؤلمة له مما يؤدي إلى مشاكل أكبر في المستقبل. خصصوا وقتاً للتحدث لأطفالكم عن مشاكلهم وأسباب ابتعادهم عن الحياة الواقعية في حال شعرتم بأن الوقت الذي يمضيه طفلكم خلف الشاشات أصبح مشكلة. ولا مانع من اللجوء إلى المختصين والمرشدين الاجتماعيين في حال تطورت المشكلة وفقدتم السيطرة عليها.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.