أعلنت “اللجنة التركية السورية” المشتركة، منذ أيام، عن موافقة دائرة الهجرة التركية إعادة تفعيل قيود بطاقات #الكيملك، التي تم إيقافها في وقت سابق، ما أدى إلى انقطاع مساعدات “كرت الهلال الأحمر” للسوريين.

ويبدو أن دائرة الهجرة عمدت إلى إيقاف تفعيل قيود آلاف العائلات السورية، لأسباب أمنية وقانونية وإدارية، إضافةً لعدم تمكن المتضررين من تحديث بيانات قيودهم، وفق اللجنة.

ورغم أن قيمة المبلغ، الذي يتقاضاه السوريون الحائزون كرت المساعدات، قليل للغاية، ولا يتجاوز في أفضل الأحوال مئة وخمسين دولاراً أمريكياً، إلا أنه بات معيناً لهم في الظروف الحرجة التي يمرّون بها، بعد توقف معظمهم عن العمل، بسبب إجراءات محاربة تفشي فيروس #كورونا.

وعاش السوريون المستفيدون من هذه المساعدات ظروفاً صعبة خلال الشهر الماضي، بعد تلقيهم رسائل تفيد بتوقف دفع المساعدات، لأن عائلاتهم لم تعد مطابقة للمعايير، بسبب إلغاء قيود بعض أفراد العائلة، أو تغيير العنوان السكني، رغم عدم حصول هذا.

وليست هذه المرة الأولى التي يتمّ فيها إيقاف مساعدات “كرت الهلال الأحمر”، المقدمة من #الاتحاد_الأوروبي، فقد سبقتها عدة حملات، قُطعت بموجبها المساعدات عن عديد من العائلات السورية.

 

قلق مستمر

تعتمد معظم العائلات الحاملة لـ”كرت الهلال الأحمر” على المساعدة المالية الشهرية، التي تُقدم لهم بدعم من الاتحاد الأوروبي، وبإشراف وتنفيذ  #الهلال_الأحمر، لسد التزاماتهم المعيشية الرئيسية.

“أم محمد”، وهي لاجئة سورية مقيمة في #غازي_عنتاب جنوب #تركيا، تقول لموقع «الحل نت»: «مللنا من القرارات المتعلقة بـ”كرت الهلال”، كل فترة تنتشر أخبار جديدة حول زيادة بمبلغ المساعدات أو قطعها أو غير ذلك، رغم أن المبلغ الذي نتقاضاه لا يسدّ جميع الاحتياجات».

وتتابع “أم محمد”، وهي أم لخمسة أولاد قُصّر: «نتقاضى مبلغ المساعدات وندفعه أجاراً المنزل، فهم يعطونا عن كل فرد بالعائلة مئة وعشرين ليرة تركية، وسمعنا مؤخراً أن هناك زيادة في قيمة المساعدات، ولكن ذلك لم يحصل».

ولا يعرف السوريون المعتمدون على هذه المساعدات إن كانت ستستمر في الأشهر القادمة، أم ستتوقف بالتزامن مع توتر العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، بسبب ملف اللاجئين.

وتمكّنت عدة عائلات سورية من قبض المساعدات خلال اليومين الماضيين، بعد أن وصلتهم رسائل تفيد بتعبئة “كرت الهلال” بدفعات شهر نيسان/إبريل الماضي، ولكن لا تزال هناك عائلات تنتظر هذه الرسالة من أجل استلام المساعدات.

 

أسباب توقف المساعدات

تتعدد أسباب انقطاع المساعدات عن عديد من العائلات السورية المسجلة عليها في تركيا، ولعل من أبرزها تغيير عنوان السكن، دون تثبيت العنوان الجديد لدى دائرة النفوس في المنطقة الجديدة، أو عدم اقتناع موظفي “الهلال الأحمر” بحاجة العائلات للمساعدة، بعد إجراء زيارات تفقدية لمنازلها.

ويضاف إلى الأسباب أيضاً تسجيل معلومات غير دقيقة أو مضللة، أثناء التقدم لبرنامج المساعدات، أو وصول أحد المستفيدين لسن الرشد (ثمانية عشر عاماً)، علماً أن المساعدات تُعطى للعائلات التي لديها نسبة اتكال تساوي أو تزيد عن 1،5 من المتكلين (يُقصد بالمتكلين: الأطفال، المسنون، ذوو الاحتياجات الخاصة).

كما تنقطع مساعدات “كرت الهلال الأحمر” عن العائلات السورية إن ثبت امتلاكها لأصول ذات قيمة عالية، أو في حال حصل رب الأسرة على إذن عمل أو الجنسية التركية.

ولكل هذه الأسباب تعرّض كثير من العائلات لإيقاف المساعدات، رغم تطمينات دائرة الهجرة التركية بإعادة تفعيل القيود، التي ألغيت منذ حوالي أسبوعين.

تقول “أم عماد”، وهي أيضاً لاجئة سورية مقيمة في “مرسين” لـ«الحل نت»: «انقطع “كرت الهلال”، ووصلتنا رسالة بأن السبب هو تغيير العنوان، رغم أننا لم نغيّر منزلنا. والآن لا يمكننا حتى التحرك لتحديث البيانات، بسبب توقف إجراء معاملات السوريين، في ظل الحجر الصحي نتيجة “كورونا”».

وتُكمل: «المساعدة التي كان من المفترض أن تأتي كنّا سنخصصها لحاجيات شهر رمضان، ومع انقطاعها تراكمت علينا الديون».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.