مع استمرار تردي الوضع المعيشي، تزداد نقمة جميع الأوساط، والطبقات الاجتماعية السورية على الحكومة، وتعلو الأصوات بشكل غير مسبوق ضد الطبقة الحاكمة، وتصفها بأنها «غير قادرة على إدارة الاقتصاد، والعمل بشكل ممنهج على زيادة إفقار الشعب».

تفاقمت النقمة، حتى انفجرت في #السويداء بحملة أطلق عليها اسم “بدنا نعيش”، لكنها لم تستمر طويلاً على الأرض بينما استمرت كمجموعة على الفيسبوك.

تزخم #الحملة بكم هائل من السخط على الحكومة نتيجة #الفقر الكبير، الذي يعاني منه السوريون.

وقال مصدر من المجموعة فضل عدم ذكر اسمه لموقع (الحل نت)، إن «عناصر أمنية وبعض المستفيدين من هذه الحكومة، قاموا بحملة ممنهجة لشيطنة الحراك السلمي، الذي لم يطالب إلا بخفض الأسعار وتحسين مستوى المعيشة».

وتابع «نجحت السلطة بفض الحراك من الشارع عبر ربط حراكنا السلمي بالمسلح، ووضع صور ملفقة لبعض مدراء المجموعة، إضافة إلى تحذير #السوريين، وتخويفهم من #الاعتقال وأنهم متورطون مع إرهابيين».

وأضاف أنه «رغم ذلك استمر الحراك، لكنه واجه كثير من الصعوبات ليصل إلى محافظات أخرى نتيجة التخوين الممنهج، حتى توقف نهائياً بالتزامن مع أزمة كورونا».

الفنانون ينتقدون ويبكون!

تعتبر حملة “بدنا نعيش”، لاحقة لحملة أطلقها فنانون سوريون مؤيدون عبر صفحاتهم على فيسبوك، إذ بدأت منذ نهاية العام الماضي وهي مستمرة، رغم مواجهتها لانتقادات من المستفيدين من الحكومة.

الفنان “#بشار_إسماعيل”، أحد أشد مؤيدي السلطات السورية، كان من السباقين لانتقاد الحكومة بشكل صارخ، وخرج بأكثر من مقطع فيديو عبر صفحته الشخصية قال في أحدها “اشتموا المسؤول عن تقصيره بحقكم، واتركوني أنا لأني كل يوم أذرف الدموع على أطفالكم الفقراء».

الفنان “#أيمن_زيدان” ذهب إلى أبعد من ذلك مشككاً بما تتغني به الحكومة من نصر، وقال في منشور له على صفحته الشخصية في فيسبوك «انتصرنا لكن لا معنى للنصر إن لم تعد لنا أوطاننا التي نعرفها تباً للصقيع والعتمة”.

ومن منتقدي الحكومة الفنانة “#شكران_مرتجى” التي ناشدت الرئيس “#بشار_الأسد” شخصياً عدة مرات.

كما ظهر مؤخراً الممثل السوري “#بسام_دكاك” وهو يبكي في مقابلة مع إذاعة شام اف ام، قائلاً «أربعة شهور ما معي أكل» في حين قالت الفنانة السورية “#ناهد_الحلبي”، في تصريح لإذاعة نينار إف أم إن «معيشة الكلاب أفضل من العيشة الحالية، ووصفت البطاقة الذكية بالبطاقة الغبية».

انتقادات ومناشدات على صفحة رئاسة الجمهورية

حتى على صفحة رئاسة الجمهورية، التي نشرت فيديو لـ “بشار الأسد” خلال اجتماع مع المجموعة الحكومية المعنية بمواجهة جائحة #كورونا يوم الأحد 4 أيار، لم يخش المعلقون الذين قالوا إنهم يعيشون في مناطق الحكومة، من مغبة انتقاد الأسد نفسه لكن بأسلوب ناعم.

إذ كتبت صاحبة حساب “آمنة العابد” «كل الحب لسيادتك سيدي الرئيس لكن كنا نتمنى أن يكون اجتماعك مع الشعب وليس مع الحكومة التي جوعت الشعب».

وتابعت «نرجوك أن تنزل الى الشارع واحكم على حياتنا، وكيف نعيشها نحن نجوع مقهورين محرومين من أحبائنا… أنت الراعي المسؤول عن رعيته سيدي الرئيس».

وعلّق صاحب حساب “صالح اليحيى أبو اليزن” على حديث الأسد حول الأسواق المباشرة بين الفلاح والزبون لدعم الفلاحين والمواطنين سوياً «والله يا سيادة الرئيس تريد دعم الفلاح أعطه قرض كي يستطيع أن ينهض لأن السماد غالي والبذار غالي والفلاح لا يملك بهذه الظروف الصعبة ما يساعده لتأمين هذه المواد، وعند الموسم يسدد القرض ويعمل من جديد ويشعر بالانتعاش والسعادة».

وكتب “نزار جديد” «هناك غلاء لا يتناسب مع #الراتب بأي شكل من الأشكال الراتب 56 ألف ليرة، والمصروف أقل مصروف لأسرة من شخصين 300 ألف لا يتناسب مع معيشة المواطن، وهناك الضغط الكبير من التجار ارتفاع اسعار جنوني غير مسبوق في التاريخ».

وعلى صفحة رئاسة مجلس الوزراء، يمكن التنقل بين أكثر من بوست وخبر منشور، وملاحظة كم المناشدات من قبل أناس مظلومين ومقهورين على حد وصفهم نتيجة قرارات حكومية وصفها البعض بـ “الجائرة”.

وقال صاحب حساب “رباح مطر” في تعليق على صفحة الحكومة، «كل اجتماع للحكومة ترتفع بعده الأسعار»، وقال “وسيم ملا” متعجباً «غاز مليان عند المعتمدين والناس إلها أكتر من شهرين ما أخدت جرة ممكن حدا يتجرأ ويجاوبني ليش؟؟؟؟ هادا ما اسمه وهن عزيمة الأمة؟؟؟؟؟».

وتعليقاً على قرار فتح أسواق شعبية تبيع من الفلاح للمواطن مباشرة، علّق سامر أصيل «وهي فتحنا باب جديد للوساطة من شان حجز المكان».

وعلقت “رؤى عباس” «والله نفس أسعار السوق وأغلى كمان قلنا لهم مو على أساس فلاحين قال نحنا كمان تجار كلو كذب وتخدير للشعب».

برلماني: تتمايز حكوماتنا عن بعضها بنوع الظلم الذي توزعه علينا

عضو مجلس الشعب “نبيل صالح” كتب على صفحته في فيسبوك أن «سبب ارتفاع أسعار الخضار هو قرار حكومي، وسببه الأول مضاعفة وزارة الزراعة لأسعار السماد».

وتابع بمناسبة عيد الجلاء «أو يقال الظلم زال.. فالجلاء أنقذنا من ظلم الفرنسيين ليبقى ظلم ذوي القربى، إذ تتمايز حكوماتنا عن بعضها، منذ الاستقلال إلى اليوم، بنوع الظلم الذي توزعه علينا».

الحكومة تطبق تجارب اقتصادية على المواطنين

قال “علاء الدين” موظف في وزارة الزراعة، لموقع (الحل نت) إن راتبه بالكاد يصل إلى 58 ألف ليرة سورية، بينما متطلبات الحياة تزيد عن 200 ألف ليرة سورية لشخصين في المنزل فقط.

وأضاف أنه «رغم هذه المعاناة تطل الحكومة، وتطبق علينا التجارب بقرارات تضرنا بدلاً من إفادتنا، فمع كل قرار هناك فائدة للتجار أكثر من المواطن الذي ضاق ذرعاً من ممارسات هذه الحكومة الرعناء».

وأشار “حسام” وهو موظف في أحد المخابز الخاصة لموقع (الحل نت) أن «الحكومة هذه لا تعير المواطن أي اهتمام، بل تحابي كبار التجار، وتزيد من ثرائهم، ويمكن ملاحظة ذلك مثلاً بجولات التموين على المحلات الصغيرة، وترك الشركات الضخمة تصول وتجول وتحتكر وترفع الأسعار دون أي تهديد».

وأضاف «الفقر الذي وصلنا إليه غير مسبوق بتاريخ البلاد، والشماعة الموجودة هي الحصار، علماً أن أغلب المنتجات ومنها الزراعية محلية، لكن استمرار فرض الضرائب وتخفيض الدعم، ورفع الأسعار رسمياً، يجعل الحياة لا تطاق وسنصل لمرحلة الانفجار قريباً».

ويحذر كثير من المراقبين من انتشار السرقات، والجرائم بكثرة في سوريا نتيجة الوضع السيء الذي وصلت إليه البلاد بظل وجود حكومة تزيد من معاناة الشعب وحصاره أكثر، بعد ارتفاع معدل البطالة وزيادة معدل الفقر، بينما يرجح البعض أن تتفاقم الأمور بالنزول إلى الشوارع كما حدث في العراق ولبنان مؤخراً.

يذكر أن 83% من السوريين يعيشوا تحت خط الفقر بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة لعام 2019.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.