بعد تحذيرات مستمرة من تزايد خطر تنظيم #داعش، واستعداده لشنّ هجمات واسعة على عدد من المحافظات العراقية، زاد التنظيم المتطرف من هجماته النوعية خلال الأيام الماضية.

وشنَّ عناصر “داعش” هجوماً واسعاً على ناحية “مكيشيفة” في قضاء #سامراء، التابع لمحافظة “صلاح الدين”، أودى بحياة عشرات من من عناصر الأمن وفصائل #الحشد_الشعبي.

 

تكرار سيناريو الموصل

زادت تحركات التنظيم بعد هجوم “مكيشيفة”، وشنَّ سلسلة هجمات على مناطق “ديالى” و”الأنبار” و #كركوك وشمال “بابل”. فيما حذّر”حاكم الزاملي”، رئيس “لجنة الأمن والدفاع” السابق في #البرلمان_العراقي، من عودة سيناريو سقوط مدينة #الموصل عام 2014.

وقال “الزاملي” في تصريح صحافي: «عناصر تنظيم “داعش” استطاعوا ترتيب صفوفهم مجدداً، فيما لم تستفد #الحكومة_العراقية من الأخطاء السابقة، التي أدت إلى سقوط الموصل وثلاث محافظات عراقية».

مبيناً أن «عناصر “داعش” يمتلكون أسلحة متطورة، أقوى من الأسلحة التي يمتلكها #الجيش_العراقي وباقي المؤسسات الأمنية. وهذا الأمر يصبّ في صالح التنظيم المتشدد».

 

تعزيزات من سوريا

قيادي بارز في “الحشد العشائري” بمحافظة #الأنبار، رفض الافصاح عن اسمه لأسباب أمنية، أكدَّ أنَّ أكثر من أربعمئة عنصر من تنظيم “داعش” دخلوا قبل أيّام من سوريا إلى منطقة “عكاشات”، القريبة من قضاء #القائم غربي العراق.

لافتاً خلال حديثه لموقع «الحل نت» أن «من بين العناصر الذين دخلوا مجموعة من القيادات البارزة، وعناصر من الفرقة المعروفة داخل التنظيم بـ”الانغماسيين”. وتم توزيعهم على مناطق متعددة من محافظة “الأنبار”».

وأضاف أنّ «الحدود العراقية السورية تخضع لسيطرة ميليشيات “الحشد الشعبي”، التي لا تسمح للقوات الأمنية بالتدخل في عملهما، وتتحكّم بإدارة الملف الأمني على الشريط الحدودي بالكامل».

 

فقدان الثقة

الخبير العسكري “طارق العسل” أشار إلى أن واحداً من أهم الأسباب، التي أدت إلى ظهور تنظيم “داعش” مجدداً، ومهاجمته مناطق وقرى واسعة من العراق، فقدان الثقة بين قوات الأمن والمواطنين العراقيين.

وقال في حديثه لموقع «الحل نت» إنّ «المواطن يخشى التبليغ عن الخلايا النائمة أو التحركات المشبوهة، بسبب الفساد داخل المؤسسة الأمنية، واحتمالية كشف المعلومات، ما يؤدي إلى تهديد حياة المواطنين الذين يتعاونون مع الأجهزة الأمنية».

مضيفاً أن «الخطط الأمنية التي تستخدمها الحكومة العراقية، في معالجة ملف “داعش”، ماتزال خططاً تقليدية، ولاتوازي حجم قوة التنظيم وتوسّع نفوذه، مع وجود ضعف كبير في عمل جهاز الاستخبارات، الذي لا يؤدي دوره بالشكل المطلوب».

وبيَّن أنَّ «إيقاف عمليات #التحالف_الدولي أعطى دفعةً معنويةً لعناصر “داعش”، كي يتنقلوا من سوريا إلى صحراء “الأنبار”، مروراً بالمحافظات الأخرى بحرية تامة، دون اعتراضهم، كونهم يستخدمون طرقاً وعرة، بعيدة عن أماكن تواجد القوات الأمنية، ولا توجد إمكانية لدى الطيران العراقي لتعقب تحركاتهم».

 

ماهي مناطق نفوذ التنظيم

“هاوكار الجاف”، الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أكد ان تنظيم “داعش” قد وسَّع نفوذه وزاد من نشاطه، مستغلاً توقف عمليات التحالف الدولي في العراق.

مشيراً خلال حديثه لموقع «الحل نت» أنّ «أبرز المناطق التي يتخذها التنظيم مقرات له هي مرتفعات جبل “قراجوغ” بقضاء “مخمور” شرقي مدينة الموصل، وتلال “حمرين” الممتدة على ثلاث محافظات، هي “صلاح الدين” و”ديالى” و”كركوك”».

وأضاف أنَّ «التنظيم تمدّد إلى جزيرة “سامراء” ومناطق جنوب “كركوك”، وتحديداً قضاء “الحويجة” و”وادي الشاي” في أطراف قضاء “داقوق”، وكذلك صحراء “الأنبار” ووادي “حوران”، المتصل بالحدود السورية، والمرتبط بمحافظة “نينوى” عبر طرق صحراوية».

واستكمل حديثه بالقول إنَّ «الفترة الأخيرة شهدت زيادة بأعداد عناصر التنظيم، بعد ان انضم إليه آلاف من أبناء المغيبين والمختطفين، الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، وهؤلاء الجيل الرابع في التنظيم، وهم مجموعة من الشباب المراهقين، وبات التنظيم  يعتمد عليهم بقوة، بعد أن تلقوا تدريبات مكثفة في صحراء “الأنبار” وتلال “حمرين”».

 

تحرير ناقص

الكاتب والباحث السياسي “علي البيدر” أكد أن الحكومة أعلنت الانتصار على تنظيم
“داعش”، وتحرير الأرض كاملة، في نهاية عام 2017، لكنه كان تحريراً عسكرياً فقط.

لافتاً خلال حديث خص موقع «الحل نت» إلى أن «الحكومة لم تقم بإعادة الاستقرار إلى المناطق المحررة، وتعوّض سكانها، وتعالج الأسباب التي أدت لسقوط المدن عام 2014. فلم تدفع حتى الآن المستحقات المالية لآلاف المقاتين من أبناء تلك المناطق».

وأكد أن «على الحكومة العراقية عدم الرضوخ لرغبات دول الجوار، التي تمثلها الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية، في وقف التعامل مع التحالف الدولي، فالعراق  لا يزال بحاجةٍ كبيرةٍ لوجود التحالف، وذلك للقدرات الكبيرة التي يمتلكها تكنولوجياً وعسكرياً واستخبارتياً».

 

قائد عسكري يعلّق على عودة “داعش”

اللواء “قاسم المحمدي”، قائد عمليات الجزيرة والبادية، قال إنَّ عودة تنظيم “داعش” كما كان عام 2014 أمرٌ مستحيلٌ من الناحية العسكرية والاجتماعية.

مؤكداً خلال حديثه لموقع «الحل نت» أن «التنظيم من الناحية الاجتماعية فقد البيئة الحاضنة له، والمواطنون متعاونون بشكل كبير معنا في ملاحقة عناصر التنظيم المتشدد. ومن الناحية العسكرية عناصره في موضع الدفاع، ونحن من يهاجمهم في معاقلهم الصحراوية»، حسب تعبيره.

وقال إن «الهجمات الأخيرة لتنظيم “داعش” كانت ردة فعل لإثبات وجوده، ولإعطاء دفع معنوي لإنصاره. وقد تصدّت القوات الأمنية لهذه الهجمات، وأوقفت تحركات التنظيم».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.