أكّد تقريرٌ أعدّته منظمة (سوريون من أجل الحقيقة والعدالة) أن فصائل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا، تُجنّد قاصرين مراهقين سوريين وتُرسلهم إلى #ليبيا للمشاركة في #الحرب_الأهلية هناك، إلى جانب حكومة الوفاق الوطني الليبية ضد الجنرال #خليفة_حفتر الذي تدعمه #مصر و#الإمارات_العربية_المتحدة.

ويقول التقرير: «كشف التحقيق الذي أجريناه أنه يتم إصدار وثائق هوية مزورة للأطفال بمعلومات كاذبة عن تاريخ ومكان ولادتهم، وبالتالي يتم تسجيلهم في سجلات الأحوال الشخصية للجيش الوطني السوري».

مشيراً إلى أن بعض الأطفال «استخدموا أسماء إخوانهم الأكبر سناً في أوراقهم المزورة، وأن تجنيد الأطفال مستمر».

ويؤكد أحد المصادر، وهو مدني من بلدة #مارع، في منطقة #درع_الفرات التي تحتلها تركيا في شمال سوريا، أنه في شهر كانون الثاني الماضي، «جاء قائد من #فرقة_المعتصم، وهي إحدى فصائل الجيش الوطني السوري، إلى متجره مع ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين 15 و 16 سنة. حيث أخبره بأنهم سيذهبون إلى ليبيا بموافقة أسرهم. وكانوا سعداء للغاية بالحصول على راتب قدره 3 آلاف دولار كان قد وعدهم بها من قام بتجنيدهم».

ويضيف المصدر المذكور، والذي رفض الكشف عن هويته خشية الانتقام: «سألت أحدهم إذا كان يعرف كيف يستخدم السلاح، فأجاب أنه سيتعلم كل هذا في معسكر التدريب حيث سيكون مع زملائه».

وأشار ذلك الطفل إلى أن المعسكر «أنشأته فرقة المعتصم، حيث يتم تدريبهم في مجموعات من 25 طفلاً. وقد تم إخبار الأطفال أنه يمكنهم الاتصال بعائلاتهم من ليبيا والعودة إلى منازلهم في غضون ثلاثة أشهر “بكمية كبيرة من المال” وأنهم سوف يحصلون على السجائر والطعام والسكن بالمجان».

ويشير التقرير، إلى أن مقاتلاً من فرقة #السلطان_مراد، وهي جماعة عرقية تركمانية موالية بشدة لتركيا، أكد أن «هناك خمسة أطفال على الأقل في مجموعته الموجودة حالياً في طرابلس، حيث توجد حكومة الوفاق الوطني». ويقول هذا المقاتل: «من الواضح جداً أنهم أطفال إذا ما نظرنا إلى أبدانهم».

وينص بروتوكول #الأمم_المتحدة الاختياري، والملحق باتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة، والذي وقعت عليه كل من سوريا وتركيا وليبيا، على أنه «لا ينبغي للجماعات المسلحة المختلفة عن القوات المسلحة لدولة ما، تحت أي ظرف من الظروف، تجنيد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أو استخدامهم في الأعمال القتالية».

كما ينص كذلك على أن «تتخذ الأطراف جميع التدابير الممكنة عملياً لمنع هذا التجنيد والاستخدام، بما في ذلك اعتماد التدابير القانونية اللازمة لحظر وتجريم هذه الممارسات».

«إذا كانت تركيا وحكومة الوفاق الوطني، التي تعترف بها الأمم المتحدة كممثل شرعي لليبيا، متواطئة أو تسهّل استخدام الأطفال تحت سن 18 عاماً للقتال في ليبيا، فإنهم يرتكبون انتهاكاً خطيراً للبروتوكول الاختياري»، يقول “محمد بالسي”، المؤسس المشارك في منظمة Fight for Humanity غير الحكومية، التي تركّز على منع النزاعات وتعزيز حقوق الإنسان والتي تتخذ من جنيف مقراً لها.

حيث يستنكر “بالسي” لجوء تركيا إلى تجنيد الأطفال للقتال في ليبيا، إذا ما ثبت ذلك، وهي التي لا طالما نددت باستخدام #حزب_العمال_الكردستاني المعارض للجنود الأطفال في حربه ضد #الحكومة_التركية.

ويقول “بسام الأحمد”، المدير التنفيذي لمنظمة سوريين من أجل الحقيقة والعدالة: «أنه ليس لديه دليل على أن #تركيا أو #سوريا متواطئة في استخدام الجنود الأطفال».

لكن التقرير يقدم أدلة دامغة على تورّط الحكومة التركية بشكل مباشر في نقل المقاتلين السوريين من تركيا إلى ليبيا. وقد أفادت وسائل الإعلام الدولية بذلك على نطاق واسع. ويؤكد “أحمد” أن منظمته ستنشر قريباً تقريراً عن تجنيد “حفتر” للمرتزقة الأجانب كذلك.

ويتابع قائلاً: «إنها حربٌ بالوكالة هنا في سوريا، حيث يتم استخدام السوريين ضد بعضهم البعض. لكني لم أتوقع قط أن يتم تجنيد سوريين من قبل تركيا والأسد والشركات الروسية للقتال في ليبيا. إن الأشخاص الذين لا يعرفون بلدي جيداً سيظنون أن الشعب السوري مرتزق. إنه أمر محزن حقاً».

وقد ذكر تقرير للأمم المتحدة، سُرّب هذا الأسبوع، أن مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية روسية متعاقدة، نشرت حوالي 1200 من المرتزقة في ليبيا لدعم حفتر. كما سبق واتهمت الولايات المتحدة روسيا بتصعيد الصراع في ليبيا.

حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، #جيمس_جيفري، للصحافيين يوم الخميس الماضي: «نحن نعلم بالتأكيد أن الروس يعملون مع الرئيس السوري بشار الأسد لنقل الميليشيات والمقاتلين إلى دولة ثالثة، ربما من سوريا إلى ليبيا»، دون أن يذكر استخدام تركيا للمرتزق السوريين هناك.

من جهته، نفى “يوسف حمود” المتحدث باسم الجيش الوطني السوري، إرسال مقاتلين من المعارضة السورية إلى ليبيا. بينما اعترف الرئيس التركي #رجب_طيب_أردوغان في مقابلة مع شبكة CNNTurk بتاريخ 21 شباط الماضي بأن القوات التركية انتشرت في ليبيا في “دور تنسيقي” إلى جانب “فرق مختلفة” مستمدة من “قوى معارضة”.

ويُعتقد على نطاق واسع أنه يلمح إلى المقاتلين السوريين المعارضين، الذين تم استقطاب الكثير منهم إلى ليبيا بوعود مشكوك فيها برواتب مغرية والجنسية تركية في نهاية المطاف.

ووفقاً لتقريرٍ آخر حول تدخل تركيا في ليبيا نشرته مجموعة الأزمات الدولية هذا الأسبوع، نشرت #أنقرة منذ شهر كانون الثاني الماضي ما لا يقل عن 100 ضابط لمساعدة حكومة #طرابلس ونقلت حمولات من الأسلحة إلى جانب «فرقة مكونة من 2000 مقاتل سوري من #الجيش_الوطني على الأقل».

ويرى “عماد الدين بادي”، زميل بارز في المجلس الأطلسي، أن نشر المتمردين السوريين يسمح لتركيا «بتحقيق نصر مزدوج».

ويقول: «تتخلص تركيا حالياً من أولئك الذين يسببون لها مشاكل في شمال سوريا بينما تستخدمهم كوقود لتغيير التوازن في ليبيا.هذا قاس للغاية، ولكن هذا هو الواقع».

حيث يُعتقد أن الدور الموسع لتركيا لعب دوراً حاسماً في إبطاء حملة “حفتر” التي استمرت أكثر من عام للسيطرة على طرابلس. ولكن لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان بإمكان تركيا ترجيح بشكل قاطع الكفة لصالح حكومة #الوفاق الوطني.

وتؤكد تركيا أن وجودها في ليبيا مشروع لأنه يقوم على الاتفاقيات الدفاعية والبحرية الموقعة مع حكومة طرابلس في شهر تشرين الثاني الماضي. وتتهم مصر، التي لا تزال على خلاف مع أنقرة بشأن علاقات “أردوغان” بجماعة الإخوان المسلمين، تركيا بنقل “إرهابيين” إلى ليبيا. وفي رسالة إلى الأمم المتحدة وصفت الاتفاقات بأنها باطلة ولاغية. وتردد الإمارات، العدو الإقليمي اللدود لتركيا، مزاعم مصر بهذا الخصوص.

ويشير “بادي” إلى أن استمرار نجاح تركيا يعتمد على ما إذا كانت الإمارات وروسيا ما زالتا راغبتان في الحفاظ على بعض الإنكار المعقول بشأن تورطهما في ليبيا، و على الأخص الإمارات.

ويتابع قائلاً: «إن التخفيف من التحول الذي أحدثته أنقرة في تيار الصراع ينطوي على نشر طيرانها الحربي، وليس طائرات بدون طيار، للقيام بضربات في غرب ليبيا. ونعم، هناك جنود أطفال على جانبي الصراع».

وكانت أول إشارة موثوقة بأن وجود القاصرين كان أكثر من مجرد إشاعة قد ظهرت في شهر كانون الثاني الماضي. عندما ذكرت صحيفة الجسر بريس، وهي صحيفة سورية مستقلة، أن طفلاً من الحسكة، يبلغ من العمر 17 عاماً، قد مات في ليبيا وهو يقاتل في صفوف فرقة السلطان مراد. وتم نشر صور دفنه على موقع اليوتيوب.

وترى “إليزابيث تسوركوف”، الزميلة في معهد أبحاث السياسة الخارجية التي تراقب الصراع السوري عن كثب، أنه «ليس من المستغرب أن يتم زجّ الأطفال في الصراع».

وتضيف “تسوركوف”: «إن القوة التي يُرسل منها هؤلاء المقاتلون، ما يسمى بالجيش الوطني السوري، تضم العديد من القُصّر في صفوفها. وهم صبيان لم يكملوا دراستهم وليس لديهم فرص عمل أخرى سوى الانضمام إلى هذه الفصائل مقابل الراتب. وقد أخبرني أحد قادة هذه الفصائل سابقاً أن أي صبي بلغ سن المراهقة هو رجل يمكنه الانضمام».

عن موقع (Al-Monitor) الأميركي- رابط المادة:

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.