يواصل #الطيران_الحربي الإسرائيلي بشكل متزايد شنّ غاراته الجوية ضد أهداف لإيران وأذرعها في #سوريا. وشهدت الأشهر الأربعة الماضية أكثر من عشر غارات، سبعٌ منها خلال شهر أبريل/نيسان الفائت فقط، وآخرها مطلع مايو/أيار الجاري، في الوقت الذي امتنعت فيه #إيران أو عجزت عن الرد، أو حتى عن مجرد التهديد بالكلام، في ظل صمت مطبق من منصاتها الإعلامية الناطقة بالعربية وغيرها.

 

إسرائيل: لن نتوقف قبل أن تغادر أيران سوريا

ففي الخامس من آيار/مايو الجاري، أكد “نفتالي بينيت”، وزير الدفاع الإسرائيلي، أنّ اسرائيل «ستواصل عملياتها في سوريا حتى رحيل إيران منها»، بعد ساعات من غارات جوية استهدفت القوات الإيرانية، والمجموعات العراقية الموالية لها، في كل من #حلب و #دير_الزور.

وقال الوزير في لقاء تلفزيوني إنّ «إيران لا شأن لها بسوريا، ولن نتوقف قبل أن تغادرها»، لكنه امتنع عن إعلان مسؤولية بلاده عن الغارات، التي وقعت ليلاً في محافظتي حلب وديرالزور، وفقاً لما نقلت عنه “وكالة الصحافة الفرنسية”.

وفي السياق ذاته أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن «قصفاً إسرائيلياً طال، في ساعات متأخرة من ليل الاثنين الرابع من أيار/مايو الجاري، مستودعات ذخائر وأسلحة ضمن “معامل الدفاع” بمنطقة #السفيرة، جنوب شرقي مدينة حلب، الخاضعة لسيطرة #الجيش_السوري والميليشيات الإيرانية الموالية له».

وعلّقت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” على ذلك بأن «وسائط الدفاع الجوي السورية تصدّت لعدوان إسرائيلي على مركز “البحوث العلمية” في مدينة حلب». دون ذكر الغارات الجوية الأخرى، التي استهدفت محافظة ديرالزور شرقي سوريا، والتي جاءت بعد وقت قصير من اتهام دمشق #إسرائيل باستهداف مستودعات عسكرية في منطقة “السفيرة” بمحافظة حلب شمالاً.

وكشفت مصادر ميدانية داخل ديرالزور لموقع «الحل نت» أن «القصف استهدف مواقع #الحرس_الثوري الإيراني في “مزارع الزيتون”، ومقر المدفعية السابق، ومواقع أخرى بالقرب من نبع ماء “عين علي” في بادية #الميادين، بالتزامن مع قصف آخر، استهدف منطقة “معزيلة” وبادية “الصالحية” بريف #البوكمال، أسفر عن مقتل أكثر من سبعة عشر عنصراً من الجنسية العراقية والإيرانية واللبنانية، وعدد القتلى مرشح للارتفاع، نظراً لسقوط جرحى بعضهم في حالات خطرة».

 

أهداف إسرائيل في سوريا قبل نهاية عام 2020

وسبق تلك الغارات، وتحديداً في 27 نيسان/ أبريل الفائت، تصريحات لافتة للانتباه من الوزير “بينيت” أيضاً، عن الأهداف التي تسعى #تل_أبيب لتحقيقها في سوريا خلال عام 2020 الجاري، مؤكداً أن «إسرائيل تهدف إلى إخراج إيران من سوريا عسكرياً قبل نهاية العام الجاري، من خلال تكثيف القصف والغارات على مواقع الميليشيات التابعة لطهران داخل الأراضي السورية».

وحذّر من أن «إسرائيل تقود في هذه الأيام معركة كبيرة جداً ضد إيران في سوريا، ويجب فتح الأعين والآذان جيداً» على حدّ تعبيره.

وتزامنت تصريحات “بينيت” مع قصف للطيران الإسرائيلي، استهدف محيط العاصمة #دمشق. ونقل موقع “العربية نت”، عن مصادر له لم يسمها، أن «المواقع المستهدفة، تشهد انتشاراً لميليشيا #حزب_الله  اللبناني و”الحرس الثوري الإيراني”، إذ تركز القصف على منطقتي “السيدة زينب” و”المزة”، ومحيط “صحنايا” وجبال “المانع” في ريف دمشق، ما أدى لمقتل أربعة عناصر من المليشيات». إلا أن الإعلام الرسمي السوري اعترف فقط بمقتل «ثلاثة مدنيين بينهم طفل، جراء سقوط شظايا صواريخ العدوان الإسرائيلي على منازل الأهالي في بلدتي “الحجيرة” و”العادلية” في ريف دمشق» وفقاً لوكالة “سانا”.

 

استهداف مواقع عسكرية في حمص، والإعلام الرسمي يعترف

اعترفت وكالة “سانا”، في 21 نيسان/أبريل الفائت، بالضربات الإسرائيلية على #حمص أيضاً، وذكرت أن «مضادات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري، تصدّت لغارات إسرائيلية على أحد المواقع العسكرية في محيط مدينة #تدمر بريف حمص الشرقي»، وأضافت أنه «تم إسقاط عدد من الصواريخ، التي استهدفت نقاطاً للجيش في “السخنة” و”العامرية” في بادية تدمر».

وأفاد حينها “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بمقتل تسعة مسلحين، من المليشيات الموالية للجيش السوري، في القصف الإسرائيلي ذاته على أحد المواقع العسكرية في محيط مدينة تدمر.

 

مليشيات إيران تحوّل البوكمال لساحة حرب مع إسرائيل وأميركا

عززت الميليشيات الإيرانية تواجدها على الحدود العراقية السورية، وبشكل خاص في مدينة #البوكمال، التي تخضع لسيطرتها المطلقة، حيث تنتشر ميليشيات “حزب الله” اللبناني وميليشيات #الحشد_الشعبي، وعدة ميليشيات عراقية أخرى، مثل ميليشيا #لواء_فاطميون و #حيدريون، والتي تعمل جميعها تحت قيادة “الثوري” الإيراني.

وتشكّل هذه الميليشيات القوة العسكرية الرئيسية لإيران  في المنطقة الممتدة من الحدود السورية العراقية إلى عمق ريف دير الزور. وتوجد مستودعات ذخيرة وأسلحة خاصة بالمجموعات المقاتلة في #مجمع_الإمام_علي بالمنطقة، وهو ما باتت إسرائيل تراه تهديداً مباشراً لأمنها، فأمست المدينة ميداناً لعمليات الطيران الإسرائيلي وطيران #التحالف_الدولي، الذي يرى  أن «زيادة نفوذ تلك المليشيات يشكّل خطراً على جنود التحالف المتواجدين على الضفة الشرقية لنهر الفرات، حيث تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” #قسد، المدعومة من التحالف».

 

من جهتهم حمّل ناشطون من محافظة دير الزور مسؤولية أمن وسلامة الأهالي في المنطقة للأطراف الدولية المتنازعة.

واستهدفت غارات جوية، في الثامن من كانون الاول /ديسمبر 2019، مجمعاً للميليشيات الإيرانية بالقرب من المدينة، وجاءت الغارات قبيل ساعات قليلة من تهديد شديد اللهجة، أطلقه وزير الدفاع  الإسرائيلي، لمليشيات إيران في عموم سوريا.

وقال موقع  “ديبكا” الإسرائيلي، آنذاك، إن «إسرائيل شنّت رابع هجوم لها، ضمن حملة لتفكيك مجمع لـ “#لواء_القدس” الإيراني» الذي وصفه الموقع بـ “الاستراتيجي”، والذي يضم ميليشيات عراقية قرب مدينة البوكمال، وأوقع الهجوم عدداً من القتلى والجرحى.

وأشار الموقع إلى أن «الحملة لا تهدف فقط إلى وقف تدفق قوافل الأسلحة من العراق إلى سوريا، بل تهدف أيضاً إلى تدمير مباني الميليشيات من أجل إيقاف عملها».

وقال تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط”، وقتها، إن «#أميركا تقف وراء الغارات في البوكمال».

ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية إسرائيلية أن «أميركا استهدفت مجمعًا إيرانيًا في البوكمال، ردًا على قصف قاعدة “عين الأسد” الأميركية غرب العراق بخمسة صواريخ، مطلع كانون الأول/ديسمبر 2019».

وكان بيان عسكري عراقي قال، في الرابع من كانون الأول/ ديسمبر 2019، إن «خمسة صواريخ سقطت على قاعدة “عين الأسد” الجوية، ثاني أكبر القواعد الجوية بالعراق، وأهم مقر توجد فيه القوات الأميركية في محافظة #الأنبار (غربي العراق)، ولم يُبلّغ عن إصابات».

 

غارات سابقة

منذ مطلع العام الحالي وحتى شهر أيار/مايو من العام نفسه، شنّت إسرائيل عدة غارات جوية، استهدفت مواقع للمليشيات الإيرانية في سوريا، ففي العاشر من كانون الثاني/يناير تعرّضت مواقع “الحرس الثوري الإيراني” و”الحشد الشعبي العراقي” في منطقة #الحمدان، التابعة لمدينة البوكمال بريف دير الزور، لقصف جوي إسرائيلي، أسفر عن مقتل وجرح عدد من المسلحين. وفي الخامس عشر من الشهر ذاته تعرّض مقر لـ”لثوري” الإيراني بداخل المدينة ذاتها لقصف مماثل، دون معرفة الجهة المنفذة. ورجّحت مصادر إعلامية محلية أن التحالف الدولي نفّذ هذه الغارات، رداً على استهداف عناصر له بداخل مدينة #هجين بقذائف هاون، مصدرها قرية #السويعية، الخاضعة لسيطرة مليشيا #النجباء العراقية.

وفي الرابع عشر من كانون الثاني/يناير، تعرّض  #مطار_التيفور العسكري، بريف حمص، لقصف جوي إسرائيلي، اعترفت به الجهات الرسمية السورية، دون ذكر الأضرار التي خلّفها.

هذا وتعرض محيط العاصمة دمشق أيضاً، في السادس من شباط/فبراير الماضي، لغارات إسرائيلية، اقتصرت أضرارها على المادية فقط، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية “سانا”.

وفي الخامس عشر من شباط/فبراير، شنّت إسرائيل غارات على #مطار_دمشق_الدولي، قيل إنها استهدفت طائرة تنقل عتاداً لميليشيا “حزب الله”، وفي الثالث والعشرين والسابع والعشرين من الشهر ذاته تعرّضت مواقع المليشيات الإيرانية، في كل من #معربا و#البيطرية و#العدلية و#الصبورة و#مطار_المزة والجسر الخامس و#القنيطرة جنوبي سوريا، لغارات إسرائيلية، دون ورود معلومات دقيقة عن الخسائر.

وشهد الرابع والحادي والثلاثين من آذار/مارس ضربات إسرائيلية، طالت تمركز الميليشيات الإيرانية في المطارات الثلاثة #الشعيرات و#الضبعة و”التيفور” بريف حمص.

كما استهدفت طائرة مسيّرة، يرجّح أنها إسرائيلية، في الخامس عشر من نيسان/أبريل، سيارة تتبع لميليشيا “حزب الله” اللبناني، قرب نقطة #المصنع الحدودية، أسفرت عن تدمير عربة تابعة للحزب، دون وقوع قتلى.

وتُكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه «محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا، وإرسال أسلحة متطورة إلى “حزب الله”».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة