كشفت مصادر مقربة من قيادة تنظيم #داعش في آب/أغسطس من عام 2019، قرار زعيم الجماعة #أبو_بكر_البغدادي تعيين #أبو_إبراهيم_الهاشمي_القرشي (المعروف بأسماء أخرى كثيرة أيضاً) خليفة له، قبل شهرين من اغتياله بضربة أميركية.

وأعلنت وكالة #أعماق، لسان حال الجماعة الجهادية، عقب مقتل “البغدادي” في السابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر من العام الفائت، اسم الزعيم الجديد لـ”داعش” “أبو ابراهيم القرشي”، خلال نعيها للقائد السابق.

 

أصله وتاريخه

أفادت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية بأن “القرشي” عمل ضابطاً في جيش #صدام_حسين، وبرز اسمه في الجماعات المتطرفة عقب سقوط #بغداد في 2003.

وقال الخبير الأمني في شؤون الجماعات المتطرفة “هاوكار الجاف”، في حديث لموقع «الحل نت»، إن “القرشي” «تدرّج في التنظيمات الإرهابية منذ عام ٢٠٠٥، وكان وقتها مع تنظيم #القاعدة في العراق، وتدرج حتى وصوله لـ”داعش”».

وأضاف: «لديه كثير من العمليات الإجرامية في #العراق، وهو من مواليد “تلعفر” قرب #الموصل. وهو تركماني، اسمه الحقيقي محمد “أمير سعيد المولى”، وله اسماء أخرى هي:  “عبد الله قرداش”، و”أبو عمر التركماني”».

وبيّن “الجاف” أن الزعيم الجديد لـ”داعش” «من عائلة “الصلبي” المعروفة في الموصل، ولديه أخ في إحدى الأحزاب السياسية التركمانية المشاركة في #الحكومة_العراقية».

وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط”، في تحقيق سابق عن “قرداش”، أن هناك علاقة تجمعه مع “البغدادي” منذ ستة عشر عاماً، «بعدما التقى الرجلان في سجن “بوكا” بمحافظة #البصرة جنوبي العراق، الذي كانت تديره #القوات_الأميركية بعد عام 2003، وظلا فيه لسنوات سجناء، قبل أن يُطلق سراحهما».

 

مسيرته مع “داعش”

وبيّن “الجاف”، خلال حديثه مع الموقع، أن الزعيم الجديد «شارك في عدّة مجازر ضد الأقلية الإيزيدية في العراق، وبُترَت ساقه في إحدى المعارك في #الباغوز بسوريا. وكان يشغل منصباً بالهيئة الشرعية لتنظيم “داعش”».

وذكر الخبير أن “القرشي” «كان أحد أسباب تدمير مدينة الموصل، وذلك يعود لكونه من “تلعفر” (الحدودية معها)، وهو من أشرس قيادات التنظيمات الإرهابية في السنوات الماضية».

وقالت قناة “الميادين”، في تقرير حول الزعيم الجديد، إن “قرداش” «بايع تنظيم “القاعدة” في العام 2004 – 2005، وكان يعمل في إصدار الفتاوى وتخريج الأمور الشرعية. وأثناء سيطرة القوات الأمنية على “تلعفر”، هرب إلى مدينة الموصل، واستقر فيها، واستلم منصب المسؤول الشرعي للتنظيم ضمن ولاية “نينوى”. وتدرّج في المناصب الشرعية والإدارية، وأصبح أحد أعضاء مجلس الشورى، ومن ثم بايع تنظيم “داعش”، وأصبح أحد أعضاء اللجنة المفوضة، قبل أن يصبح نائباً عسكرياً لـ”البغدادي”».

وأوضحت القناة أن القائد الجهادي «أدار مفاوضات بين “داعش” وتركيا في حزيران/يونيو 2014، بخصوص موظفي القنصلية التركية في الموصل، ونقلهم بنفسه إلى منطقة آمنة، ومنها توجهوا إلى #تركيا»، دون أن تقدم أي أدلة أو تصريحات رسمية لتوثيق الحدث.

 

5 ملايين دولار مكافأة تسليمه

رصدت الولايات المتحدة الأمريكية، الشهر الفائت جائزة، مقدارها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات حول زعيم تنظيم داعش الجديد “عبد الله قرداش”، المعروف لدى #الحكومة_الأمريكية أيضاً باسم “حجي عبد الله”.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان رسمي: «إخواني أهل الغيرة العراقيين، قام هذا الإرهابي الداعشي “حجي عبد الله” بجرائم لا تُعد ولا تُحصى ضد الأبرياء من إخوانكم. تواصلوا معنا إن كانت لديكم معلومات تؤدي إلى التعرّف على أو تحديد موقع هذه الإرهابي».

وأضافت الوزارة: «المكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار، تعرضها الحكومة الأميركية، لمن يقدم معلومات تؤدي إلى التعرف على، أو تحديد موقع الإرهابي “محمد عبد الرحمن المولي”، والمعروف بـ”حجي عبد الله المولى” و”عبد الله الأمير محمد سعيد الصلبي”».

 

شائعات عن اعتقاله في إدلب

نشر مصدر إعلامي سوري محلي في شهر آذار/مارس الفائت أخباراً عن اعتقال #هيئة_تحرير_الشام لزعيم “داعش” الجديد في الشمال السوري.

وأفادت وكالة “ستيب”، نقلاً عن مصدر من الهيئة، أن «القوى الأمنية التابعة لـ”تحرير الشام” داهمت منتصف شهر شباط/فبرايرالماضي قرية “باتبو” بريف #حلب الغربي، الخاضع لسيطرة الهيئة إلى جانب فصائل #المعارضة_السورية. واستهدفت المداهمة منزلاً لأحد مهربي البشر، الذين يعملون مع مقاتلي تنظيم “داعش”، ويساعدونهم بالتنقل بين مناطق سيطرة أطراف النزاع بسوريا، وحتى إلى تركيا، واعتقلت خلال المداهمة قائد “داعش” الجديد، والذي لم يبد أي مقاومة أثناء الاعتقال».

وأضاف المصدر ذاته أن «أمنية “تحرير الشام” نقلت “القرشي” إلى سجن أمني شديد الحراسة، في مكان ما في #إدلب، ويشرف على حراسته بشكل مباشر “أبو ماريا القحطاني”، القيادي والعضو بمجلس الشورى والشرعي بـ”هيئة تحرير الشام”»، وفق ما ورد.

ولم توثق أي جهات إعلامية أخرى حقيقة اعتقاله، في المنطقة التي تخضع لنفوذ قوة جهادية، من المفترض أن تكون على خلاف مع “داعش”، بعد حرب طاحنة بين الجهتين.

 

دخوله العراق

بيّنت مصادر أمنية عراقية، الشهر الفائت، أن القرشي دخل الأراضي العراقية مؤخراً، مستغلاً انشغال العالم بجائحة #كورونا، وقالت إن الجهات الأمنية «تعمل من أجل تحديد مكانه الجغرافي»، دون تحديد المكان أو البلد الذي دخل منه.

وعند سؤال”علاء مصطفى”،  أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بغداد، عن رأيه بما يتعلق بدخول “قرداش” إلى العراق، أجاب: «السبب هو توقف عمليات #التحالف_الدولي في الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من العراق، لأن قوات التحالف تتواجد في المناطق الرخوة والجبلية والحدودية في #الأنبار والموصل و”صلاح الدين” و”ديالى”، وتوفّر الغطاء الجوي الذي يرصد أي تحرك للتنظيم».

وأضاف “مصطفى” في حديثه لموقع «الحل نت»: «بعد توقف العمليات والانسحاب الأميركي، ما عاد بالإمكان توفير الغطاء الجوي في تلك المناطق، التي تعاني أصلاً من رخاوة أمنية، وبالتالي نشطت تحركات “داعش” مؤخراً في هذه المناطق، وقام بأكثر من اثنتين وخمسين عملية/غارة على هذه المناطق، والتي هي بالغالب قرى نائية، ما أسفر عن مقتل عديد من المدنيين والقوات الأمنية».

 

فشل بديلاً لـ”البغدادي”، والزمن السابق ولّى

كان “البغدادي” شخصية قيادية ذات وزن كبير لدى الجماعة الجهادية، ويشكك الخبراء المتابعون للشأن السوري والعراقي أن يملأ “قرداش” مكان الزعيم السابق، وخصوصاً بعد الخسارات العسكرية الكبيرة التي منيت بها الجماعة.

ويقول الأستاذ “مصطفى” متابعاً حديثه للموقع: «إن ظروف “أبو إبراهيم القرشي” غير ظروف “البغدادي”، فالتنظيم اليوم محطم، بينما كان في زمن “البغدادي” في أيام ربيعه، والبيئة حينها مخالفة لبيئة اليوم، لأن حواضن الأمس صارت طاردة، واغلب عشائرها ترفع السلاح بوجه التنظيم، لدفعه عن مناطقها. لذا لن تتكرر رمزية “البغدادي”، بل إن المرحلة لا تتناسب والزعامات. يُعرف خليفة “البغدادي”  بقدراته الخطابية، ولكنه معروف أيضاً بالعنف، وهو عرّاب التطرّف والقتل في التنظيم، لذا سيقتصر دوره على تنشيط الهجمات في مناطق متباعدة، لإثبات الوجود ليس أكثر».

ويضيف “مصطفى”: «سيتبع اُسلوب الكر والفر وليس الإمساك بالأرض، وبمعنى آخر سيعود لذات أساليب زعيم تنظيم “القاعدة” سابقاً #أبو_مصعب_الزرقاوي، وليس أسلوب “البغدادي” في السيطرة على الأراضي. وهذه الهجمات ستنتهي عند تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، كونه يستغلّ حالة التراخي، التي تنشأ عادة في الفترات الانتقالية، وهذا هو السبب الأهم في نشاطاته مؤخراً، أي عدم وجود حكومة، والاختلاف في تشكيلها، ولا يعود السبب لجائحة “كورونا”».

 

الأصل التركماني عائق، ومحاولات لـ «تعريبه»

ويرى الخبير الأمني “هاوكار الجاف” أن “قرداش” في الواقع ليس زعيماً لـ”داعش” بشكل رسمي، رغم كل ما يتم تداوله، والسبب يعود إلى أصوله غير العربية.

وأوضح “الجاف” متابعاً: «من شروط “داعش” الرئيسية، أن يكون الزعيم من نسب وأصول عربية خالصة، لذلك فإن تزعمه لـ”داعش” مُختلفٌ عليه من قبل القيادات في التنظيم. وجاءت تسميته من قبل بعض الموالين له، أما الأكثرية فلم تتفق عليه بعد، لذلك قُدم تحت اسم “أبو إبراهيم القرشي”، لكي يتبيّن أنه من أصل عربي، بحسب اتفاق القيادات التي والته».

واختتم الخبير حديثه بالقول إن «هناك بعض المشاورات تجري بين قيادات التنظيم للاتفاق عليه، وإيجاد “تخريجة” له، على اعتبار أن أصل عائلته عربي. بما معناه أن من الممكن، في الأيام أو الأسابيع المقبلة، التوافق عليه ومبايعته رسمياً من قبل القيادات جميعها».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.