بعد مضي تسعة أعوام على #الحرب_السورية بين #القوات_الحكومية وفصائل المعارضة ينتقل القتال بين أطراف النزاع في سوريا إلى #ليبيا، التي تشهد نزاعاً مسلحاً بين #حكومة_الوفاق_الوطني، بقيادة “فايز السراج”، المدعومة من #تركيا، وقوات الجيش الليبي بقيادة المشير “خليفة حفتر”. وقدّم الطرفان عروضاً مادية سخية للمرتزقة القادمين من سوريا.

 

الجيش الوطني” يضمّ ليبيا لمناطق عملياته

تكشّفت حقيقة وجود مقاتلين سوريين ضمن حكومة “السراج” بعد ظهور أول فيديو لأسير سوري لدى قوات “حفتر” ببلدة “صبراته”، في الشهر الأول من عام 2020، لتثبت الاشاعات حول نقل الحكومة التركية لمقاتلين من الجنسية السورية إلى ليبيا، بعد توقيع الرئاسة التركية اتفاقية لإرسال قوات تركية إلى ليبيا، لمدة سنة قابلة للتجديد.

يقول أحد القادة العسكريين في “فرقة السلطان مراد” لموقع «الحل نت» إن «التسجيل للقتال في ليبيا جاء بعد توجيهات من الأجهزة الأمنية التركية للفصائل المنضوية تحت راية #الجيش_الوطني المدعوم من تركيا، في النصف الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر 2019، مع فرض إجراءات صارمة، وعقوبات على المقاتلين الذين يقومون بتسريب أي معلومة أثناء عملية التسجيل أو خلال تواجدهم في ليبيا».

ويوضح القائد المتحّدر من محافظة #حلب، والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن «المقاتلين الحاصلين على موافقة للذهاب إلى ليبيا بشكل تطوعي، خضعوا لفحص طبي، وتم جمعهم في معبر “حور كلس” العسكري على الحدود السورية – التركية، ومن ثم تم نقلهم عبر حافلات إلى داخل الأراضي التركية، بعد أخذ بصمات الأصابع والعين والحمض النووي لكل مقاتل».

ويشير المصدر أن «شركتي “صادات” و”أبناء الأمة”، وهما شركتان أمنيتان تركيتان متعاقدتان مع وزارة الدفاع التركية، تشرفان على عملية نقل المقاتلين، واستصدار الأوراق اللازمة، وكافة ما يتعلق بهم، بعقود موقعة بين الطرفين لمدة ثلاثة أشهر، مع إصدار بطاقة #كملك لما يقارب خمسة الآف مقاتل من فصائل #جيش_الإسلام، “الجبهة الشامية”، فرقة “المعتصم بالله”، “فيلق المجد ، “فرقة السلطان مراد”، “فيلق الرحمن”، و”لواء السلطان سليمان شاه”».

 

من التسوية الروسية إلى القتال في ليبيا

‎على الطرف المقابل نشطت عمليات التجنيد في مناطق سيطرة #الحكومة_السورية للقتال في صفوف قوات “حفتر”، عبر وسطاء محليين، استهدفت فئة الشباب، الذين كانوا سابقا مقاتلين في فصائل المعارضة، قبل خضوعهم للتسوية، إبان سيطرة القوات الحكومية على عدة مناطق في عام 2018.

يقول “سومر الخضر”، المهندس الزراعي من مدينة #شهبا في محافظة #السويداء، لموقع «الحل نت:« «إن حزب “الشباب السوري الوطني”، بقيادة أمين الفرع العقيد “شلبي الشاعر”، سعي لتجنيد مرتزقة من مناطق السويداء، منذ يناير/كانون الثاني 2020، لزجهم في القتال بليبيا». مشيراً أن “شلبي” صرّح لخمسين شابا تطوعوا للقتال أن «مؤسسة “فاغنر” الروسية، هي من سيشرف على عملياتهم العسكرية».

وفي حديثه لموقع «الحل نت» أكدّ أحد المقاتلين الذي ذهبوا إلى ليبيا أن «حوالي أربعمئة مقاتل من محافظتي #القنيطرة ودرعا، تلقوا تدريبات  بمقر قيادة “الفرقة 18″، في منطقة “الفرقلس” بريف #حمص الشرقي، وتم نقلهم إلى ليبيا في نسيان/أبريل الماضي، عبر طائرات انطلقت من #مطار_حميميم” العسكري، الذي تتخذه القوات الروسية قاعدة لها».

وأكد “مهند عبد الرزاق”، من بلدة “ممتنة” بريف القنيطرة، لموقع «الحل نت» أن «تجنيد المقاتلين جرى عبر قيادات في “الجيش الحر” سابقا، أبرزها “محمد العر”، الملقب بـ”أبو جعفر ممتنة”، القيادي في “جبهة ثوار سوريا” سابقاً، و”ياسين الساري” أحد قيادات فصائل المعارضة سابقاً في المنطقة».

ويشير “عبد الرزاق” أنه في منتصف شهر أيار/ مايو الجاري، وصلت إلى مطار “بنغازي” الليبي طائرة تقلّ خمسين مقاتلاً من ريفي #حماة وحمص، تلقوا تدريبات في معسكر بمدينة #تدمر شرقي حمص، تابع لعناصر #الفيلق_الخامس المدعوم من #روسيا». لافتاً أن العناصر «كانوا ضمن ألوية معارضة للحكومة السورية، مثل “اللواء 313” (جند بدر)، الذي نشط بمدينة #تلبيسة شمال حمص».

 

القتال بثمن بخس

يقول القيادي في “فرقة السلطان مراد”: «لم يعد يخفى على أحد سبب وصول المقاتلين إلى ليبيا، وخاصة بعد انتشار مقاطع فيديو لمقاتلين سوريين يتجولون في مدينة طرابلس، يتحدثون عن استلامهم مبالغ ماليه بالدولار الأمريكي والدينار الليبي، مقابل قتالهم في ليبيا».

ويشير القيادي أن أبرز ما عرضته تركيا على المقاتلين «القتال مقابل ألف ومئتي دولار شهريا للمقاتل، وثلاثة لآف دولار لقادة المجموعات، مع امتيازات لعوائلهم بمنحهم الجنسية وراتباً مستمراً، في حال قتلوا خلال المعارك في ليبيا». مبرراً خروج المقاتلين من سوريا بسوء الأوضاع المادية.

من جهته يقول “مهند عبد الرزاق” أن «روسيا عرضت ألف دولار شهرياً على المتطوعين في القتال الليبي، ولكن الامتياز الأفضل هو تسوية أوضاع المطلوبين بقضايا أمنية، أو للتجنيد الإلزامي أو الاحتياطي».

ولكن الأمور لم تجر كما المطلوب، حسب وصف “هزاع حسن” و”ليث إبراهيم”، اللذين ذهبا للقتال في ليبيا، فالأول انخرط مع قوات “حفتر” في مهمات قتالية على أطراف العاصمة طرابلس، منوهاً أن «ما تقاضاه في أول شهر لم يتجاوز خمسمئة دولار أمريكي، لينقطع الإمداد المالي في الشهر الذي يليه».

أما “ليث” فيصف لموقع «الحل نت» صعوبة المهام القتالية التي أوكلت للمقاتلين السوريين، في ظل الترسانة العسكرية المتطورة التي يمتلكها الطرفان، ما أجبره على تقديم طلب للقاعدة العسكرية التركية في ليبيا لنقله إلى سوريا، لكن طلبه رُفض بحجة وجود عقد موقع بين الطرفين. مبيناً أن جميع المقاتلين لم يتقاضوا رواتب شهرين منذ وصولهم.

يشار أن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” أقرّ في فبراير/شباط الماضي، خلال مؤتمرات صحفية، وجود مقاتلين سوريين تابعين لـ”الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، إلى جانب #الجيش_التركي المتواجد في ليبيا، والذي يقوم بـ«مهام تدريبية»، حسب وصفه.

وأدان “غسان سلامة”، مبعوث #الأمم_المتحدة الخاص إلى ليبيا، وصول مقاتلين أجانب بالآلاف إلى ليبيا، انتشروا إلى جانب قوات ليبية تابعة لحكومة طرابلس. وسبق أن سلمت الأمم المتحدة #مجلس_الأمن الدولي في الرابع والعشرين من نيسان/أبريل، تقريراً يؤكد أن مرتزقة من مجموعة “فاغنر” الروسية، ومقاتلين سوريين، جاؤوا من #دمشق، لدعم قوات المشير “خليفة حفتر” في ليبيا. دون أن يحدد التقرير الجهة المسؤولة عن تجنيد وتمويل المرتزقة الذين أُرسلوا للقتال مع “حفتر”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.