يُريدُ #فلاديمير_بوتين #سوريا مُستقرةً مع مليارات الدولارات من الخارج لإعادة إعمار البلاد، إلا أن سلوك الأسد  وآية الله يقفان في طريقه. وبعد خمس سنوات من القتال في سوريا للحفاظ على #بشار_الأسد في الحكم، تبدو #روسيا عازمة اليوم على التخلص من عميلها سيئ السمعة.

فوحشية الأسد الدائمة وفساده وعدم قدرته على تأسيس حتى شكلاً لدولة عاملة، تزايد ليصبح عبئاً على #موسكو التي باتت تفضل التخلص منه.

وفي الدرجة الثانية، تأتي مشكلة الوجود الإيراني في سوريا. حيث يتمتع الأسد وأفراد عائلته ورجال طائفته العلويين بروابط وثيقة، وربما غير قابلة للكسر، مع ملالي طهران والميليشيات المدعومة من إيران في سوريا.

وتعمل كل تلك العوامل مجتمعة على تقويض مهمة موسكو الأساسية في البلاد: إعادة تأهيل بشار الأسد كرمز للاستقرار قادر على جذب مئات المليارات من الدولارات من الاستثمار الأجنبي لإعادة الإعمار التي تستعد الشركات الروسية توليها.

وطالما يواصل أقارب الأسد العمل كمافيا ويمنحون الحرية للقوات الإيرانية التي تستخدم سوريا كقاعدة عمليات لتهديد #إسرائيل، ويخططون لتنفيذ الهجمات ضد #القوات_الأميركية في #العراق، فمن غير المحتمل أن تدفع الدول الأوروبية والخليجية فاتورة إعادة الإعمار التي تنتظرها روسيا.

ولم يمر ذلك بدون ملاحظة #الولايات_المتحدة. ففي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية يوم الخميس الماضي، قال المبعوث الأميركي الخاص للتحالف ضد تنظيم #داعش، #جيمس_جيفري: «لم يفعل الأسد أي شيء لمساعدة الروس على تسويق هذا النظام».

وأضاف: «لا تجد حول بشار الأسد سوى المجرمين الذين لا يتمتعون بسمعة حسنة لا في العالم العربي ولا في أوروبا. لقد سمعنا مراراً وتكراراً من الروس بأنهم يفهمون مدى سوء الأسد ، ونحن نأخذ كلامهم بمصداقية».

وبحسب “جيفري”، فإن رفض الرئيس السوري تقديم أية تنازلات لقاء ضمان اعتراف وقبول دبلوماسي بنظامه، «عرّض مئات المليارات من الدولارات من مساعدات إعادة إعمار سوريا للخطر».

وبالرغم من ذلك، من غير المحتمل أن تلجأ إدارة الرئيس #دونالد_ترامب إلى استغلال هذا الخلاف المتنامي. حيث يقول جيفري: »لم يكن هدفنا إخراج روسيا من سوريا على الإطلاق. روسيا متواجدة هناك منذ ثلاثين عاماً، وهي تتمتع بعلاقات طويلة الأمد مع سوريا. لا نعتقد أنها كانت علاقات صحية بالنسبة للمنطقة، ولا نعتقد أنها حقاً صحية لروسيا حتى، ولكن تلك ليست سياستنا».

«الجنون الإعلامي»

تأتي تصريحات “جيفري” هذه بعد أسبوعٍ واحد فقط من إطلاق وسائل إعلام محسوبة على #الحكومة_الروسية العنان لعدد كبير من التقارير والافتتاحيات التي تستهدف بشار الأسد، حيث تصوّر الرئيس المحاصر على أنه «فاسد وغير صالح للحكم بأي شكل، وترى بأنه قد حان الوقت لاستبداله بزعيم جديد».

وتم نشر الدفعة الأولى من المقالات من قبل وكالة الأنباء الفدرالية الروسية (FNA)، المملوكة من قبل (إيفغيني بريغوجين)، رئيس العديد من الشركات المتورطة في فضيحة الانتخابات الأميركية عام 2016 ورئيس مجموعة #فاغنر الروسية للمرتزقة. وبموجب الدفعة الأولى التي نشرت في السابع عشر من شهر نيسان الماضي، كانت المقالات تهز سوريا حتى صميمها.

وقد سلطت المقالات الثلاث المذكورة الضوء على مخطط فساد نفذته الحكومة السورية في صيف عام 2019، حين كذب رئيس الوزراء السوري على الشعب فيما يخص شح الغاز والنفط مبرراً حدوث انقطاع طويل للتيار الكهربائي، بينما كانت الكهرباء السورية تُباع إلى رجال الأعمال في لبنان.

واستشهدت المقالة الثانية باستطلاع للرأي يدّعي أن 32% فقط من الشعب السوري سوف يصوّت بـ “نعم” للأسد في الانتخابات الرئاسية القادمة في البلاد عام 2021. أما المقالة الثالثة والأخيرة، والتي كانت بعنوان «الفساد أسوأ من الإرهاب»، فقد انتقدت الرئيس الأسد شخصياً بسبب فشله في مكافحة الفساد السائد في جميع مستويات الدولة.

وجاء نشر هذه المعلومات من قبل وكالة أنباء (بريغوجين)، الذي بنى ثروته في البداية كمتعهد تقديم طعام، وهو معروف باسم “طباخ بوتين”. لكن من المهم بشكل خاص بالنسبة لسوريا دوره كرئيس لمجموعة (فاغنر) التي يقاتل مرتزقتها إلى جانب قوات الأسد منذ شهر تشرين الأول 2015 الأمر الذي ساعد على استعادة السيطرة على البنية التحتية الأساسية المدرّة للدخل مثل حقل #غاز_الشاعر في محافظة #حمص.

وفي المؤتمر الصحفي نفسه الذي عقدته وزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس الماضي، قال نائب وزير الخارجية “كريستوفر روبن”: «غالباً ما تتم الإشارة إلى فاغنر بشكل خاطئ على أنها شركة روسية عسكرية خاصة، إلا أنها في الواقع وسيلة الحكومة الروسية التي يستخدمها #الكرملين باعتبارها منخفضة التكلفة والمخاطر وأداة لتعزيز أهدافه».

وتشير مقالة الفساد كذلك، وبشكلٍ واضح، إلى أن عائلة الأسد ليست العائلة القوية الوحيدة في سوريا. فـ «هناك عائلة مخلوف». و#رامي_مخلوف، ابن خال بشار الأسد، هو أغنى رجال سوريا ويبدو أيضاً أنه رجل روسيا.

ومن المؤكد وجود علاقات قوية تربطه بالكرملين، كما أنه كان لسنوات من أشد منتقدي الوجود الإيراني في سوريا. وكانت صحيفة الوطن، أحد أبرز الصحف السورية الموالية للنظام والمملوكة من قبل رامي مخلوف منذ 2006، قد نشرت في تموز 2018 مقالاً عاماً غير مسبوق توبّخ فيه إيران، متهمةً إياها برعاية التعصب الإسلامي في جميع أنحاء #الشرق_الأوسط إلى جانب #تركيا و#قطر، الداعمين الرئيسيين للمعارضة السورية. ويزعم البعض أيضاً أن محمد، والد رامي مخلوف، وشقيقه حافظ يعيشان في روسيا.

وجاءت مقالات 17 نيسان، والتي نشرتها K(FNA) قبل موجة من المقالات والمواد الأخرى على وسائل الإعلام الروسي على مدار الأسبوعين التاليين والتي ذهبت إلى أبعد من تلك النقطة، حيث أشارت إلى أن موسكو كانت تدرس خيارات أخرى غير بشار الأسد لحكم سوريا.

وكتبت TASS، أكبر وكالة أنباء روسية حكومية، في افتتاحية لها أن روسيا تشك في أن الأسد لم يعد قادراً على قيادة البلاد بعد الآن، وأن الرئيس السوري يجر موسكو نحو السيناريو الأفغاني.

وهذا أشبه باستدعاء حرب #فيتنام للجمهور الأميركي، في إشارةٍ إلى أكثر حملة فاسدة للكرملين خلال الثمانينيات والتي ساعدت على إفلاس #الاتحاد_السوفييتي وانهياره في نهاية المطاف.

ووجهت TASS وسط هذه التغطية ضربات شديدة إلى إيران أيضاً، مدعيةً أنه ليس لدى الجمهورية الإسلامية أي اهتمام بتحقيق الاستقرار في المنطقة، لأنها تعتبرها ساحة معركة مع واشنطن.

وفي الثلاثين من نيسان الماضي، نشر مجلس الشؤون الدولية الروسي (RIAC)، وهو مركز أبحاث أنشأته وزارة الخارجية في موسكو، تقريراً لاذعاً يقول بأن روسيا بدأت تخوض محادثات مع أطراف أخرى من الصراع السوري لرسم الخطط بشأن قرار سياسي لا يتضمن بشار الأسد كرئيس.

وسلط التقرير الضوء على جهود روسيا المزعومة لإرغام #الحكومة_السورية على التعهد بوقف إطلاق النار مع كل من #قوات_سوريا_الديمقراطية (SDF) أميركية الدعم كردية القيادة، والجيش السوري الحر (FSA) تركي الدعم، بينما بدأت خطوات لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تتضمن ممثلين من كلا الجانبين.

من جانبه قام رامي مخلوف، الذي جُمّدت أصوله منذ خمسة أشهر بسبب خلاف ضريبي، في اليوم ذاته بنشر تسجيل فيديو على صفحته الشخصية على الفيسبوك يتهم فيه نظام الأسد بالفساد. وفي دولة عرف عنها تنفيذ مذابح جماعية بحق أولئك الذين يختبرون جبروتها، أرسل تسجيل مخلوف موجات صادمة في جميع أنحاء البلاد في أعقاب الهجمات الروسية التي لم يسبق لها مثيل في أجهزة إعلامها.

«العائلة المالكة»

بينما وقفت عشيرة مخلوف مع روسيا بشكل واضح، فإن الأفراد الرئيسيين في عائلة الأسد المقربة وآخرين ممن تربطهم روابط مباشرة مع #القرداحة في أكبر محافظة علوية في سوريا #اللاذقية، هم من بين أبرز قادة الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا.

إنه تحالفٌ يعود إلى #حافظ_الأسد الذي ولد في القرداحة والذي أقام علاقات مع الثورة الإيرانية منذ بدايتها منذ أكثر من أربعين عاماً. وكان الرد الإيراني بإضفاء الشرعية الدينية على الطائفة العلوية، التي يعتبرها السنة “بدعة”، وكذلك من قبل الكثير من الشيعة.

وقد انخرط هؤلاء القادة المنتمين للقرداحة بانتظام في الاشتباكات المسلحة ضد الوحدات المدعومة من روسيا. وهم من بين أكثر من أساء استخدام السلطة، حيث يشرفون على شبكات واسعة من الفساد تشبه تلك التي يرثى لها في أجهزة الإعلام الروسية.

وعلى رأس هؤلاء القادة، يأتي #ماهر_الأسد، الذي تولى منذ نيسان 2018 قيادة الفرقة الرابعة المدرعة التابعة للجيش السوري. وتعتبر هذه الفرقة أحد أقدم الألوية في البلاد وأكثرها تجهيزاً وعتاداً وهي ذات أغلبية علوية ساحقة. وقد أصبحت ملجأ للعديد من قادة الميليشيات الشيعية والعلوية عندما أصبح ولاء معظم أفراد الجيش موضع شك بعد اندلاع الثورة السورية 2011.

ويسيطر أعضاء الفرقة المدرعة الرابعة في الوقت الحالي على الكثير من عمليات التهريب في كافة أنحاء البلاد، في المدن الممتدة من #البوكمال على الحدود الشرقية مع #العراق إلى اللاذقية على الساحل السوري، حيث تم تأجير المرفأ لإيران في الأول من شهر تشرين الأول من العام الماضي. وأصبح مرفأ اللاذقية منذ ذلك الحين أحد أكبر محاور تصدير المخدرات الموجهة إلى السوق الأوروبية والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

«أمثلة كثيرة»

أعلن خفر السواحل اليوناني ومسؤولون في شعبة مكافحة المخدرات في الخامس من شهر تموز عام 2019 عن أكبر عملية ضبط مخدرات في التاريخ، حيث ضبطت 5.25 طن (أي ما يعادل 33 مليون حبة) من كابتاغون أمفاتامين بقيمة 660 مليون دولار مخبأة في حاويات شحن محملة من مرفأ اللاذقية في سوريا. واعقبها سلسلة طويلة من عمليات الضبط التي قامت بها السلطات اليونانية.

ومؤخراً، في أواخر نيسان الماضي، أعلن مسؤولو الجمارك في كل من المملكة العربية السعودية ومصر عن ضبط كميات مماثلة من المخدرات في حاويات تعود إلى مرفأ اللاذقية.

واتهمت التقارير المحلية مجموعة من الجهات الفاعلة بما في ذلك الفرقة الرابعة التابعة  لماهر الأسد وحزب الله ورامي مخلوف وآخرين بالاستفادة من التدفق الهائل للمخدرات من المرفأ.

وفي كانون الثاني 2019، أطلقت الفرقة الرابعة هجمات على #قوات_النمر المدعومة من روسيا في محاولة لسحب السيطرة على طرق تهريب بين النظام ومنطقة خاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة #إدلب.

حيث تسببت الاشتباكات بمقتل سبعين مقاتلاً. ودفعت هذه المناوشات وغيرها روسيا لدعم حملة هامة تهدف إلى اعتقال أعضاء من الفرقة الرابعة وغيرها من الوحدات المدعومة من قبل إيران في جميع أنحاء البلاد، بدأت من شهر نيسان في العام ذاته ونجحت في اعتقال العديد من الضباط المدعومين من إيران من الطبقة الوسطى.

وكان من بين الأسماء المستهدفة في الحملة بتهمة تهريب المخدرات والأسلحة بشار الأسد، نجل طلال الأسد ابن عم الرئيس السوري. إلا أنه وعلى عكس الآخرين الذين تم اعتقالهم في الحملة، تمكن بشار الأسد وكتائب عرين من محاربة القوات المدعومة من روسيا والتي سعت لاعتقاله في القرداحة. وتعهد بمهاجمة قاعدة #حميميم العسكرية الروسية، الواقعة على بعد سبعة عشر كيلو متراً شرقي مدينة اللاذقية، في حال سعى النظام لاعتقاله مجدداً.

بالنسبة لروسيا، فإن التهديد بتنفيذ مثل هذه الهجمات على بنيتها التحتية العسكرية يشكل قلقاً حقيقياً. وكانت قاعدة حميميم، التي وجّهت موسكو كامل حملتها العسكرية في سوريا منها، قد تعرضت بالفعل لسلسلة من الهجمات امتدت من شهر كانون الثاني إلى شهر تشرين الأول 2018 من قبل ميليشيات أخرى في المنطقة مدعومة من إيران.

وبالتالي، فإن التهديد الذي يشكله استحواذ إيران على مرفأ اللاذقية ودعمها لوكلاء عائلة الأسد المحليين في المنطقة الساحلية السورية يتفاقم، لاسيما أن طهران قد بدأت تحقق تقدماً أيضاً نحو إكمال بناء سكة حديد #شلمجة، والتي سوف تمنح #بغداد والبوكمال ودمشق وطهران إمكانية الوصول المباشر إلى السواحل السورية واللبنانية من خلال محطات التوقف في #البصرة.

وإذا ما نجحت إيران في إيصال مرفأ اللاذقية مع خط (شلمجة) للسكك الحديدية، فإنها سوف تعزل بذلك قاعدة (حميميم) عن القوات الروسية في وسط وجنوب سوريا. كما أن ذلك سوف يتيح لطهران تسليم الأسلحة بسرعة إلى القوات الوكيلة في اللاذقية والتي تشارك فعلياً في الاشتباكات ضد الجماعات المدعومة من روسيا.

«إجماعٌ عالمي»

إن عدم قدرة موسكو على السيطرة على الميليشيات السورية المدعومة من قبل إيران والمتورطة في جرائم واسعة النطاق وعمليات الاعتداء على القوات الروسية، بالإضافة إلى الفساد، أدى إلى إثارة غضب الكرملين.

إلا أن روسيا ليست اللاعب الرئيس الوحيد على الأرض التي شهدت العشرات من الضربات الموجهة ضده، وقد تجاهلت القيادة العسكرية الروسية في سوريا بشكلٍ كبير الغارات الإسرائيلية على القوات الإيرانية في كافة أنحاء البلاد، هذا إن لم تكن تشجعها.

وربما لا يكون من قبيل الصدفة ازدياد وتيرة ونطاق تلك الغارات الإسرائيلية منذ شهر نيسان الماضي، عقب موجة المقالات الإعلامية الروسية التي هاجمت الأسد وأجهزة حكمه.

وقد أعلنها وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد (نفتالي بينيت) في الثامن والعشرين من شهر نيسان، قائلاً: «لقد انتقلنا من منع ترسخ إيران في سوريا إلى إجبارها على الخروج، ولن نتوقف».

وبدون روسيا، وجدت إيران نفسها الرجل الغريب في سوريا، فهي لا تزال الطرف الوحيد الذي يسعى للدفع نحو الحرب؛ في الوقت الذي يريد فيه كل اللاعبين الدوليين ببساطة أن يعيدوا توحيد أجزاء سوريا موحدة.

وقد قام الرئيس التركي رجب طيب #أردوغان، الراعي الأخير للجيش السوري الحر المعارض، بقبول السلام مع موسكو. وفي شهر آذار الماضي، وافق أردوغان فعلياً على التخلي عن السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي التي يسيطر عليها المسلحون بعد حملة دامية، بشكل خاص بقيادة روسيا، ضد آخر معقل للجيش السوري الحر في إدلب، والتي انتهت بانتصار قوات الجيش العربي السوري.

ومن المفارقات أن رغبة أردوغان التي طال أمدها في الإطاحة بالرئيس السوري لا تزال تؤتي ثمارها، وإن لم يكن بالشكل المتوقع لأن طرد الأسد قد يأتي على يد روسيا نفسها وليس على يد الثورة السورية.

 

عن موقع (The Daily Beast) 
https://www.thedailybeast.com/russia-is-turning-against-iranand-assadin-syria
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة