السوريون يستبدلون اللحم بـ “مسحوق نكهة اللحم”… والمشاوي حل بعيد!

السوريون يستبدلون اللحم بـ “مسحوق نكهة اللحم”… والمشاوي حل بعيد!

ارتفع سعر كيلو لحم الخروف الحي إلى 5000 ليرة سورية، وسعر الكيلو الهبرة شقف 15 ألف ليرة، والناعمة مسوفة 9 آلاف ليرة، بينما وصل سعر كيلو لحم العجل الفتيلة الشقف إلى 16 ألف ليرة، والشرحات إلى 11 ألف ليرة، والناعمة الهبرة 9500، والمسوفة 8500 ليرة.

ويقدر وسطي راتب #الموظف السوري بـ 50 ألف #ليرة، أي أنه بالكاد يشتري 5 كيلو #لحمة عجل مسوفة، أو 3.3 كيلو لحمة شقف هبرة، وبالتالي بات من شبه المستحيل أن يتوجه الموظف لشراء اللحوم كونها قد تكون على حساب مستلزمات يومية ضرورية في ظل ارتفاع #الأسعار الحالي.

موسم اللحامين مضروب!

وأكد لحامون في #دمشق، التقاهم موقع (الحل نت) أن المبيعات اليومية لا تتجاوز الـ 10 كيلو في أحسن الأحوال خلال شهر #رمضان، الذي يعتبر موسماً لكنه “مضروب” بالنسبة إليهم.

اذ اكتفى مواطنون بشراء كميات جداً قليلة من اللحم لتنكيه الطعام فقط، وتوجه آخرون لاستخدام الدجاج بدلاً من #اللحم_الأحمر في طهي الكثير من الأطباق.

وأشار اللحامون إلى أن الزبائن باتوا محصورين بشريحة الميسورين مادياً، وأصبح شراء اللحم الأحمر نوعاً من الترف للكثيرين، ودلالة على الملاءة #المالية.

وأكد عماد، صاحب ملحمة في مساكن برزة بدمشق، أن قلة الإقبال وارتفاع #الأسعار دفع الكثير من اللحامين للغش، عبر خلط لحم الحبش أو لحوم البيلا المهربة، وبيعها مفرومة، في مخاطرة كبيرة حيث تصل مخالفة الخلط إلى اغلاق المحل بالشمع الأحمر.

ووصل سعر كيلو شرحات #الدجاج إلى 2200 #ليرة، وسعر كيلو الجوانح، التي تعتبر أكلة رخيصة نوعاً ما لمحدودية الدخل إلى 1700 ليرة، وقد لا يشتري محدودي الدخل أكثر من 2 كيلو شهرياً، بحسب عماد.

كيف يتدبرون أمورهم؟

التقى موقع (الحل نت) أكثر من معيل، أكد بعضهم أنهم باتوا يستخدمون لحم الدجاج المفروم الذي يصل سعر الكيلو منه إلى ما بين 1500 – 1800، واستخدام التوابل لصناعة لحمة بالصحن بدل اللحمة الحمراء، وفي حشوة الشيش برك والكبة.

حتى أن طبخة شيخ المحشي، أو الشاكرية باتت تطهى بلحم الدجاج، علماً أن الطبختين الأخيرتين متعارف عليهما على أنهما خاصتين باليوم الأول لرمضان، والعيد كتقليد شعبي، ومنهم من توجه لشراء العظم فقط لاستخدامه في إضافة نكهة اللحم.

في وقت استغنى مواطنون آخرون، نهائياً حتى عن لحم الدجاج، وأصبحوا يستخدمون بودرة مرق الدجاج، الذي يصل سعر الظرف منه إلى 50 ليرة.

واستغنى كثير من السوريين بحسب اللقاءات عن طبخات خاصة بالولائم، كالمشاوي شقف وكباب لحم غنم أو عجل، والمنسف باللحم، والشرحات بعجين والصفيحة، وكل ما يطهى بكميات كبيرة من اللحوم.

المربون يلجئون لتهريب المواشي أملاً في تعويض خسائرهم

وأكد عضو في جمعية اللحامين، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لموقع (الحل نت)، أن العجول كانت تأتي من #لبنان مهربة، وتساهم بخفض الأسعار نوعاً ما، لكن ذلك متوقف حالياً، في حين ازداد #التهريب بالعكس، من #سوريا إلى الخارج نتيجة سهولة إصدار تراخيص نقلها من ريف دمشق إلى باقي المحافظات الحدودية ومنها إلى دول الجوار، للحصول على القطع الأجنبي، ولتعويض خسائر المربين نتيجة قلة الطلب محلياً.

ويصل سعر كيلو اللحم الممتاز في سوريا (الفتيلة) إلى نحو 10 دولارات بحسب سعر #دولار السوق السوداء، بينما يصل سعره في لبنان حتى 15 دولار، بحسب المصدر، وهذا ما يشجع على تهريبه.

وتابع أن الحل لخفض الأسعار، يكون في إعادة السماح باستيراد اللحوم المجمدة، التي تساهم في خفض الأسعار نوعاً ما، إضافة إلى منع تسهيل نقل الخراف، والعجول من ريف دمشق إلى محافظات حدودية، وخفض أسعار الأعلاف ودعمها لتسمين العجول والخراف، فكل تلك العوامل تخفض الأسعار.

وحذّر المصدر، من انخفاض عدد اللحامين في سوريا نتيجة عدم قدرتهم على دفع إيجارات محلاتهم وفواتيرهم، والمخالفات التي تنهال عليهم يومياً، بسبب محاولة تعويض قلة مبيعاتهم ببيع الأسماك المجمدة والدجاج، والهمبرغر وغيرها من مواد أخرى.

وكشف رئيس الجمعية الحرفية للحامين والقصابة بدمشق (إدمون قطيش)، منذ أيام لصحيفة (الوطن)، عن صدور نشرة سعرية رسمية جديدة للحوم الحمراء، لتكون موحدة بين صالات السورية للتجارة واللحامين، مشيراً إلى أن التسعيرة غير منصفة وأن اللحامين مضطرون لمخالفتها.

السورية للتجارة تغش اللحوم حكماً!

على ذلك يعلّق عضو جمعية اللحامين، أنه «من المستحيل أن تبيع صالات السورية للتجارة نفس نوعية اللحوم، التي نشتريها نحن من المسالخ النظامية بسعر أعلى من التسعيرة الرسمية».

وأكد على «وجود غش حتمي وبمعرفة الجهات الرقابية في صالات السورية للتجارة التي تبيع اللحوم، وما يؤكد ذلك الضبوط التي نظمت العام الماضي بعد شكاوى من اللحامين، ليتبين وجود لحوم مجمدة مهربة تباع فيها ولحوم مفرومة مسبقاً غير معروفة المكونات»، على حد قوله.

يشار إلى أن 1200 #خروف و60 عجلاً فقط يذبحون يومياً في دمشق فقط، علماً أن تعداد #السكان أكثر من 6 ملايين على أقل تقدير، في حين يمنع استيراد اللحوم المجمدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.