بعد تصريح “نفتالي بينت”، وزير الدفاع الإسرائيلي، في شباط/فبراير الماضي، أن «تل أبيب تهدف لإبعاد #إيران من سوريا في الأشهر الاثني عشر المقبلة»، كثّفت وسائل الإعلام العبرية حديثها عن الخروج الإيراني من سوريا،  ونقلت قناة “كان” الرسمية الإسرائيلية مؤخراً عن مصادر مسؤولة في وزارة الدفاع الإسرائيلية، لم تسمها، قولها إن «طهران بدأت للمرة الأولى منذ دخولها سوريا في تقليص قواتها وإخلاء قواعدها، وذلك على خلفية القصف الإسرائيلي المتواصل في الفترة الأخيرة».

وتوالت الأخبار بعدها عن تحركات للمليشيات الإيرانية داخل سوريا، وخصوصاً في مناطق ريف #دير_الزور الشرقي، وتسليم مقراتها ونقاطها العسكرية، لتحل محلها مليشيات موالية لروسيا، أو موالية لإيران، لكن عناصرها من السوريين.

لكن إيران ومنذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2012، عملت على تأسيس مليشيات محلية داخل سوريا على أساس عقائدي ومادي، تدين لها بكامل الولاء، كما حصل في كل من لبنان والعراق وحتى اليمن.

 

من هي المليشيات المحلية التي تدين بالولاء لإيران؟

 تتضح خريطة تغلغل إيران ومليشياتها في سوريا من خلال الاستهداف الاسرائيلي لقواعدها وأماكن انتشارها، فخلال الأسابيع الماضية استهدف القصف الاسرائيلي أماكن تمركز المليشيات الإيرانية في ريف دير الزور، ومن ثم محيط #دمشق ومطارها الدولي، وبعدها بإسبوع استهدف قصف مماثل مركز “البحوث العلمية” في #حلب، ومستودعات السفيرة العسكرية، وهذا يدلّ على حجم التمدد الإيراني داخل سوريا.

وقال “علي زاهد بيكدلي”، الباحث في الشؤون الإيرانية، إن «إيران، وعلى مدار سنوات الحرب في سوريا، عملت على تأسيس مليشيات محلية تدين بالولاء المطلق لها، تنقسم بحسب المناطق الجغرافية إلى ست مليشيات أساسية».

وأضاف “بيكدلي” لموقع «الحل نت» أن «إيران أسست مليشيا “حزب الله السوري” في جنوب البلاد، على مقربة من #الجولان المحتل، إضافة إلى قوات “الغيث” في منطقة #اللجاة. ويعتبر الجنوب السوري الخزان الذي تحشد فيه إيران آلاف العناصر، خوفاً من أي مواجهة مرتقبة مع #إسرائيل».

وأوضح الباحث في الشؤون الإيرانية أن «التركيز الإيراني ينصبّ كذلك على  شرق سوريا، وخصوصاً المحافظات الحدودية مع العراق، التي تشكّل عمقاً استراتيجياً لإيران، وضرورةً لازمة لاستكمال مايسمى “الهلال الشيعي”، فنلاحظ وجود مليشيا “لواء الباقر” في دير الزور، ومليشيا “أسود العشائر” في #الحسكة. وتعمل إيران كذلك على نشر التشيّع بين السكان المحليين في تلك المناطق، ومن ثم إغرائهم بالأموال وتجنيدهم في صفوف تلك المليشيات».

ولفت المصدر إلى أن «هناك مليشيات سورية في الأصل، مبنية على أساس طائفي، مثل “فيلق نبل والزهراء” في حلب، ومليشيات “كفريا والفوعا”، إضافة إلى عشرات المليشيات الصغيرة التي تنتشر في العاصمة دمشق ومحيطها، وتحديداً في منطقة “السيدة زينب” وقرب #مطار_دمشق_الدولي، الذي يعتبر مركز عمليات إيران و”الحرس الثوري”».

 

هل تنسحب إيران فعلياً؟

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية بتل أبيب، قولهم إن «يبدو أن هذا الجهد يؤتي ثماره، مع بدء القوات الإيرانية مغادرة البلاد، وإخلاء عدد قليل من القواعد العسكرية، التي كانت تحت سيطرتهم في السابق».

وتحدثت صحيفة “جسر” المعارضة عن «انسحابات إيرانية جرت قبل نحو أسبوع من مقار ونقاط عسكرية في ريف دير الزور»، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

الناشط “منهل الحميد” في دير الزور أكد أن «عمليات الإخلاء والانسحاب كانت من نقاط وقواعد غير عسكرية بالمعنى الحرفي، ويمكن أن نسمّي ماحدث عملية إعادة انتشار، تمت بحضور الشرطة العسكرية الروسية، وتم تسليم بعض النقاط والمراكز إلى مليشيا تتبع لـ”فواز البشير”، ممولة من “حسام القاطرجي”، عرّاب النفط في المنطقة، الذي يحصل النظام بواسطته على معظم صفقات النفط الداخلية».

وأضاف الحميد أن «إيران عملت خلال الفترة الأخيرة على إجراء تغييرات في خريطة انتشارها في مناطق دير الزور و #البوكمال و #الميادين، حيث سحبت العناصر الأجنبية من مليشيات لواء “زينبيون” و”فاطميون”، واستبدلتهم بعناصر محلية موالية لها، وذلك بعد استهداف الطيران الإسرائيلي العناصر الإيرانية بشكل متكرر».

وفي الجنوب السوري تشير الحقائق على أرض الواقع إلى شيء مختلف عما تروّج له إسرائيل،  فأكدت مصادر محلية أن «عمليات التجنيد في الجنوب السوري مازالت مستمرة وبوتيرة متسارعة،  تحت مسمى “المقاومة الإسلامية في الجنوب”، ويتم إغراء الشباب برواتب تفوق رواتب الخدمة الإلزامية، وتصل لمئة ألف ليرة، مع منحهم بطاقة أمنية لتسهيل حركتهم. وتتم هذه العمليات من خلال ما يسمى الجمعيات الخيرية، فتم تأسيس “جمعية الدير” في مركز مدينة #القنيطرة، التي تستهدف تجنيد الشباب ونشر التشيّع بينهم مقابل مبالغ مالية، إضافة إلى “جميعة الإحسان” في بلدة #خان_أرنبة، ويشترك #حزب_الله اللبناني في تلك العمليات، ويشرف عليها قيادي في الحزب يدعى “مرتضى حسين”».

وأكدت المصادر لموقع «الحل نت» أن «إيران تتغلغل في جميع القرى والبلدات الواقعة على الشريط الحدودي مع الجولان، وتسعى لتجنيد الشباب، خصوصاً في بلدتي “كفر شمس” و”الحارة”  و”نبع الصخر” بريف #درعا الغربي».

وهنا يشير الباحث في الشؤون الإيرانية “علي زاهد بيكدلي” إلى أن «إيران وضعت خططها على أساس أن الانسحاب الجغرافي لمليشياتها من سوريا قادم لامحالة، لذلك اعتمدت على الغزو التاريخي، من خلال نشر التشيّع بين أبناء المناطق التي تستهدفها، مستغلة حالة الفقر التي يعيشونها، وغياب مفهوم الدولة، وذلك لتأسيس مليشيات تدين لها بالولاء، حتى بعد خروجها من سوريا بشكل كامل، كما في حالة “حزب الله” في لبنان، و”الحشد الشعبي” في العراق، ومليشيا “الحوثي” في اليمن».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة