اتّهم تقريرٌ عسكري أميركي، صادر عن #البنتاغون، #روسيا والسلطات السورية باستغلال السخط العربي في مناطق شرقي #سوريا لتقويضِ #الإدارة_الذاتية للكُرد في المنطقة.

حيث ذكر تقرير المفتش العام للبنتاغون الذي نشر يوم الأربعاء الماضي قول القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) أن «جهات حكومية غير محددة في المنطقة كانت تمارس ضغوطات على السكان المدنيين من أجل نبذ #قوات_سوريا_الديمقراطية وتقويض نفوذها» بحسب ما نشره موقع (Al-Monitor).

وفي رده سؤال المونيتور، أجاب المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية “جون ريغسبي” عبر رسالةٍ بالبريد الإلكتروني: «النظام السوري وروسيا هما الأكثر نشاطاً في محاولة التأثير على السكان المحليين لقطع العلاقات مع قوات سوريا الديمقراطية».

من جهة أخرى، أكد التقرير المذكور أن «التهديد الوجودي» الذي يواجه القوات التي يقودها الأكراد اليوم، لم يعد من تنظيم #داعش، وإنما  من جانب #تركيا. فقد تمت هزيمة التنظيم إقليمياً في آذار 2019.

وفي شهر تشرين الأول من العام ذاته، شنّت #الحكومة_التركية حملةً عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية، أدى إلى إبعاد المقاتلين عن العمليات التي تتم ضد تنظيم داعش. لكن وبحسب تقرير للجيش الأميركي صدر في شهر آذار الماضي، ليس هناك مؤشرات مباشرة على أن تركيا تنوي الإعداد لهجوم متجدد على قوات سوريا الديمقراطية.

وبالرغم من قول القيادة المركزية الأميركية أن غالبية السكان العرب في شمال شرقي سوريا يدعمون ضمنياً قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن تقرير يوم الأربعاء وصف المظالم المحلية، خاصة في محافظة #دير_الزور، بالمخاطر الأمنية المحتملة.

حيث جاء في تقرير المفتش العام: «العلاقات متوترة أيضاً بسبب التنافس العرقي وسوء الظروف الأمنية، في دير الزور على وجه الخصوص، والإهمال الملموس والاتهامات الموجهة لقوات سوريا الديمقراطية بسبب الإجراءات الأمنية المشددة».

كما أن التجنيد الإلزامي يشكل نقطة خلاف بين قوات سوريا الديمقراطية والسكان المحليين. وقد شهدت محافظة دير الزور احتجاجات ضد كلّ من قوات سوريا الديمقراطية وحكومة الأسد اللذان يسيطران على جانبي #نهر_الفرات في المحافظة. وكان المسؤولون الأميركيون قد حذروا، منذ زمن إدارة #باراك_أوباما، من احتمال حدوث السخط بين السكان العرب تجاه الإدارة التي يقودها الكُرد.

وبالرغم من تعهد #دمشق بأنها ستستعيد شمال شرقي البلاد بالقوة، إلا أنها لا تزال غير قادر على القيام بذلك طالما هناك قوات أميركية كافية في سوريا تقف إلى جانب (قسد)، لكن ذلك لم يشكّل عائقاً أمام محاولة دمشق وحلفائها تحقيق تقدم مع السكان المحليين في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية.

ويقول “نيكولاس هيراس”، رئيس برنامج أمن الشرق الأوسط في معهد دراسة الحرب، في حديث لصحيفة المونيتور: «لدى كل من الأسد وروسيا وإيران محاولات للتأثير على بعض القبائل العربية المتواجدة على جانب نهر الفرات الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور».

وأوضح “هيراس” أن مفتاح هذه المحاولات هو مجالس الشيوخ الموالين للحكومة في دمشق، قائلاً: «حاول الأسد العمل على فروع عشيرة #البكّارة التي تتواجد على جانبي نهر الفرات، بشكل خاص». حيث يشكل أفراد من عشيرة البكّارة جزءاً هاماً من المجلس العسكري لقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور.

وقُتِل عام 2018 عناصر من لواء البكّارة، وهي ميليشيا موالية للحكومة مرتبطة بإيران وتتشكّل إلى حدٍّ كبير من رجالات عشيرة البكّارة، إثر غارات جوية أميركية إلى جانب المرتزقة الروس وقوات أخرى موالية لدمشق، بينما كانوا يحاولون استعادة السيطرة على حقل (كونيكو) للغاز الطبيعي في دير الزور، والذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأميركية.

ولطالما دفع المسؤولون الأميركيون السلطات التي يقودها الكُرد نحو مزيد من التنوع العرقي في عملية صنع القرار، إلا أن القيادة المركزية الأميركية ووكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية قدّمت معطيات متضاربة في تقرير يوم الأربعاء فيما يتعلق بحقيقة مدى الانفتاح السياسي لدى قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية المستقلة خلال الأشهر الأخيرة.

فبحسب القيادة المركزية الأميركية، حققت قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية خطوات كبيرة هامة نحو تضمين كلّ من المدنيين العرب والسريان والقادة العسكريين في مواقع السلطة.

وعلى النقيض من ذلك، أخبرت وكالة الاستخبارات العسكرية المفتش العام أن الأكراد «لا يزالون يسيطرون على مواقع النفوذ في شمال شرقي سوريا».

كما قالت الوكالة أيضاً أن قوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية لا يزالان يظهران «عدم الرغبة في تقاسم السلطة مع العرب، حتى في المناطق ذات الغالبية العربية في الشمال الشرقي»، حيث يرجح أن المقاتلون العرب يمثلون الغالبية في الخطوط الأمامية لقوات سوريا الديمقراطية، كما في دير الزور.

وتقول الولايات المتحدة «إن قوات سوريا الديمقراطية قادرة على الوقوف بمفردها كقوة مكافحة للإرهاب. ومع ذلك، من غير المرجح أن تحتمل الإدارة الذاتية على المدى الطويل غياب مفاوضات تسوية سياسية مع جيرانها».

وبحسب تقرير البنتاغون، فإن (قسد) بعيدة عن أي اتفاق مع دمشق، لأن الولايات المتحدة سعت إلى منع إبرام أي اتفاق يتخلى من خلاله الكُرد عن سيطرتهم على حقول النفط المربحة في دير الزور، والتي تشكل الثمن الذي استمرت الجيش الأميركي لقاءه المساعدة في حمايتهم.

حيث تسعى #واشنطن إلى إبقاء ثروة الموارد السورية الطبيعية بعيدة عن أيدي الحكومة السورية كوسيلة ضغط نحو تسوية سياسية مناسبة للصراع.

من جانبها، لا تظهر تركيا أي رغبة علنية في تقبل #وحدات_حماية_الشعب، والتي تعتبرها الفرع السوري لـ #حزب_العمال_الكردستاني. وفي هذه الأثناء، وبالرغم من انخفاض هجمات تنظيم داعش في شمال شرقي سوريا بشكل عام، فإن التهديدات الأمنية لا تزال مستمرة.

حيث افاد مركز معلومات (روج آفا) التابع لوحدات حماية الشعب يوم الثلاثاء الماضي، بأن ميليشيا #أحرار_الشرقية أعلنت مسؤوليتها عن هجومين وقعا في شهر نيسان بالقرب من بلدة #عين_عيسى الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية. وقد سبق أن اغتالت هذه الميليشيات السياسية الكردية #هفرين_خلف في شهر تشرين الأول الماضي خلال عملية التوغل التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي البلاد.

 

موقع (Al-Monitor)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.