تحوّل أمل عدد من اللاجئين، الذين حاولوا العبور إلى #اليونان للوصول إلى أوروبا، خلال الأشهر القليلة الماضية، إلى مصيبة بعد تعرّضهم للاحتيال على يد مهربين ومحتالين استغلوا ظروفهم وحاجتهم.

واطلع موقع «الحل نت» على قصص عدد من اللاجئين، الذين تعرضوا للاحتيال خلال الأشهر القليلة الماضية، ليتبين أنهم دفعوا أموالهم أملاً بقطع الحدود عبر طرق سهلة، ولكنهم تُركوا في العراء بعد أن هرب المحتالون، الذين وعدوهم بإيصالهم إلى بر الأمان.

ورغم أنهم فكروا بتقديم شكاوى والبحث عمّن احتالوا عليهم، إلا أنه لا توجد أية وثائق رسمية تؤكد تعرّضهم للاحتيال، كما أنهم لا يستطيعون تقديم الشكاوى بناء على تعاونهم مع مهربين.

 

بين أدرنة وأزمير

بعد محاولة مليئة بالمخاطر، كاد أفراد عائلة “أبي مهند” يفقدون حياتهم بسببها، بعد محاولة خفر السواحل اليوناني إغراق قاربهم، حاولوا المضي في الطريق البري، أملاً بتجربة سبيل آخر للعبور نحو الأراضي اليونانية.

توجهت عائلة “أبي مهند”، المكوّنة من خمسة أفراد إلى #اسطنبول، بغية الانطلاق فيما بعد إلى حدود “أدرنة”، ومحاولة العبور مرة أخرى. يقول رب العائلة لموقع «الحل نت»: «كان البقاء في اسطنبول مجرد استراحة قصيرة قبل تكرار المحاولة».

ويضيف: «عندما اتفقنا مع المهرب على عبور بحر “إيجه” انطلاقاً من #إزمير، قال لنا إن هناك ستر نجاة، والقارب جديد ويستوعب ستين راكباً، ثم تبيّن لنا أن القارب قديم، وتوجد مشاكل بمحركه، كما لا تتوافر فيه ستر النجاة».

ويتحدث “أبو مهند” عن أكثر حالات الاحتيال التي سمع عنها غرابةً: «أحد اللاجئين السوريين، الذين تعرّفت عليهم هناك، كان ضمن مجموعة لاجئين، اتفقت مع مهرب لينطلق بها من “مرسين” إلى #إيطاليا بشكل مباشر، وبعد فترة قال لأفراد المجموعة إنهم وصلوا إلى هدفهم، ليتركهم ويهرب. واكتشف الشاب ومن معه أنهم مازالوا بإزمير، بعد أن دفعوا مبلغ 2500 دولار عن الشخص الواحد».

 

نصب علني تحت أنظار الامن التركي

يروي “حسن”، وهو أحد الشبان السوريين الذين كانوا شاهدين على إحدى حالات الاحتيال: «كنت أنتظر، مع مجموعة من الشبان، عند معبر “بازار كولي” في “أدرنة”، وهو الفاصل بين حدود تركيا واليونان، وخلال فترة الانتظار قدّم لنا عدد من المهربين عروضاً بتسهيل عبورنا مقابل مبالغ غير مرتفعة».

ويتابع: «شابان، من الذين كانوا برفقتنا، اتفقا مع المهرب، ودفع كلٌ منهما مبلغ مئتي دولار أمريكي، لتهريبهم إلى الأراضي اليونانية، ولم تمض سوى خمس ساعات قبل أن يعودا إلى المعبر، ليؤكدا أنهما تعرضا للاحتيال، بعد اختفاء المهرب مع الأموال التي تلقاها منهما».

ويأتي ذلك في الوقت الذي يتجوّل فيه المهربون في المناطق الحدودية، ويعرضون خدماتهم علناً، فيما لا يتدخّل الأمن التركي لضبطهم، بل على العكس، يشجّع المهاجرين على تكرار محاولات العبور نحو اليونان.

وهذا ما أكده أحد اللاجئين لموقع «الحل نت». فبعد أن تمّ احتجازه مع آخرين لمدة يومين من قبل خفر السواحل التركي، قال أحد عناصر الأمن التركي للمحتجزين: «عندما تخرجون من هنا حاولوا العبور لليونان مرةً أخرى».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.