حالة من الحزن، والإحباط تسيطر على فلاحي محافظة #دير_الزور خلال هذه الأيام، فخسائرهم أصبحت بالجملة، وجزء كبير من محاصيل الخضروات الموسمية والقمح والشعير ذهبت هباءً، بسبب الهطول المطري الغزيز الذي شهدته عموم المنطقة.

إذ امتلأت الحقول بكميات كبيرة من #المياه، وتحطمت حظائر نتيجة شدة #الرياح المرافقة للأمطار، ما أدى لنفوق بعض #الماشية أيضاً.

وانتقل (الحل نت) إلى حقول #المزارعين في الريف الشرقي الخاضع لسيطرة الحكومة السورية، لرصد خسائرهم وتحدث معنا “علوان العيسى” من بلدة #الطوب، قائلاً «خسائرنا كبيرة هذا العام، فقد تبخرت آمالنا في تسويق محاصيلنا من الخضار مبكراً بسعر مرتفع، فالمحاصيل جميعها تلفت في #الأرض، لكثرة #المياه التي أغرقت الأرض والتربة تعجز عن تصريفها».

وأضاف «لدي نصف هكتار من الخضروات الموسمية #خيار وكوسا وبامية وباذنجان وبازلاء بلغت تكلفة الدونم الواحد أكثر من 250 ألف ليرة، بين بذار وحراثة وسقي وأجور عمال، وأنا الآن غارق في ديون كان من المفترض أن أسددها بعد بيع منتوجات #الخضار»، بحسب تعبيره.

أمراض لحقت بالماشية مع نفوق خراف صغيرة

حال “عبد الغفور النعيم” من قرية #سعلو مشابه لحال “العيسى”، وقال «أربعة هكتارات من القمح والشعير خسرتها بغضون ثلاثة أيام، بسبب #الأمطار الغزيرة المرفقة برياح شديدة أدت لتكسر أعواد القمح والشعير وجعلتهم كالهشيم، ثم أكملت عليهم كثافة المياه التي غمرت السنابل في الأرض، وأدت لتعفنها».

وأشار إلى أن «الماشية أصيبت بمرض في أقدامها بسبب وقوفها ليومين دون النوم على الأرض بسبب المياه التي ملأت الحظائر، إذ أن المياه التي كانت تقف فيها، منعتها من النوم على الأرض، كما أن خرافاً صغيرة نفقت بسبب عدم تحملها البرد الشديد وتدفق المياه».

“عبد الباسط خلف”، مهندس زراعي من ريف دير الزور، قال لموقع (الحل نت) إن «نسبة كبيرة من محاصيل الشعير والقمح تضررت بشكل كامل وقسم آخر منها تضرر بنسبة أكثر من 70%، كما بلغت نسبة الضرر في حقول #الفول والحمص والبازلاء أكثر من 80%، إذ تسببت الأمطار بأمراض الذبول والريزوكتونيا، والأسكوكيتا، وهي عبارة عن فطور تصيب البقوليات».

وأكد الخلف أن «عدد الهكتارات المتضررة في ريف دير الزور الشرقي أكثر من 180 ألف هكتار موزعة على قرى وبلدات خط #الشامية فقط».

الأمطار قطعت الطرقات… ولا تعويض للمتضررين

“محمد الأسعد” (اسم مستعار) ناشط إعلامي من ريف دير الزور، ذكر لموقع (الحل نت) أن «الأمطار تسببت بإغلاق معظم الطرق بين القرى والبلدات، وسقوط أجزاء من بنايات متصدعة داخل مدينة #الميادين وفي أحياء مدينة دير الزور المدمرة، دون وقوع أي ضحايا بشرية، لعدم تواجد أحد بداخلها».

وأشار إلى أن «ما تعرض له مزارعو المنطقة من ضرر وخسائر، قابله تجاهل حكومي كامل»، لافتاً إلى أن «من حق الفلاحين الحصول على تعويضات تتناسب مع حجم الكوارث»، وفق تعبيره.

وانتقد المزارعون في المنطقة، طريقة تعامل الإعلام الرسمي السوري، مع حجم الأضرار، ووصف الأمطار بـ “الخير”، لافتين إلى أن الحكومة لا تشعر بمعاناتهم، وحجم الخسائر، التي تكبدوها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.