«كان من المفترض أن يكون هذا العام، عام تخرّج “بسمة هيثم” بإجازة جامعية وشهادة لغة وماجيستير خارج البلاد ربما، (…) لكن الاحتجاجات و #كورونا، سيّرا الرياح عكس سفنها».

هذه مقدّمة لتقرير أعدّته وكالة “فرانس بريس” عن حال طلبة جامعات #العراق في هذه السنة الدراسية، بخاصة طلبة المراحل المنتهية، الذين كانوا ينتظرون التخرج على أحر من الجمر.

«كنت أحلم بالتخرّج منذ يومي الأول في الجامعة. حتى أنني اشتريت فستاناً زهرياً لحفل التخرج، رغم أنني لا أرتدي الفساتين»، تقول “هيثم” الشابة السمراء.

«الآن لا أعرف متى يمكنني ارتداؤه»، تُضيف الطالبة في جامعة المستنصرية، التي «خططت بعناية لدراستها، حتى تتمكن من الحصول على وظيفة نادرة في القطاع الخاص».

“هيثم” (23 عاماً)، «كانت تأمل بمجرد أن تتسلح بشهادة في الأدب الانكليزي، في الحصول على شهادتين باللغة، ثم متابعة الماجستير في إدارة الأعمال أو الترجمة الفورية».

«لكن الاحتجاجات كانت أسرع. وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع بداية أكتوبر، موعد بدء السنة الجامعية، (…) مطالبين بمحاربة الفساد وتغيير كامل الطبقة السياسية»، تقول “AFP”.

مصير احتفالات التخرّج؟

بهذا «قد لا يتمكن نحو 150 ألف طالب عراقي من التخرج المفترض هذا الربيع»، بحسب المتحدث باسم وزارة التعليم “حيدر العبودي”، وهو يتحدّث للوكالة الفرنسيّة.

«إذ أُغلقت الجامعات أولاً بسبب الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة، وثم بانتشار وباء “كورونا”، (…) لذا سيؤدي ذلك إلى تأخير عمليات البحث عن الوظائف».

«ولتوقف الدراسة، كان للطلاب دور رائد في الإضرابات ونصب الخيم الاحتجاجية بأسماء الأقسام الأكاديمية، وتنظيم مسيرات لدعم الحركة عندما تخفّ الحماسة».

“بسمة هيثم”، كانت قد شاركت من بين مئات إن لم يكن آلاف الطلبة في تلك الاحتجاجات. تقول في حديثها: «في بعض الأحيان كنت أذهب دون علم والديّ».

«قامت معظم الجامعات بإعادة جدولة امتحانات الفصل الدراسي الأول إلى أواخر شباط/ فبراير أو آذار/ مارس، (…)  وبدأ ترسيخ استخدام المناهج عبر الإنترنت».

«لكن مشكلة أكبر كانت تتبلور في ذلك الوقت: جائحة “كورونا”. (…) ومع استعداد الطلبة لإجراء امتحانات أعيدت جدولتها، أغلقت الحكومة كل أماكن التجمعات الرئيسية».

«بما في ذلك الجامعات، لمنع تفشي الوباء. (…) وبالتالي، تم تأجيل احتفالات التخرج التي طال انتظارها، وكذلك المنح الدراسية الدولية»، وفقَ “فرانس بريس”، الوكالة الأقدم في العالم.

انزلقَ من بين أيدينا

«وفقاً لـ #السفارة_الأميركية في #بغداد، لن يتمكن ما بين 200 و250 طالباً كان من المقرر أن يدرسوا في #أميركا هذا العام، من السفر بسبب القيود المفروضة جراء كوفيد-19».

ويوضح “العبودي” أن #وزارة_التعليم العالي ستعلن عن جدول الامتحانات النهائية “قريباً”، بما في ذلك الإرشادات اللوجستية للحفاظ على صحة الطلاب».

«لكن بالنسبة لميادة محمد (23 عاماً)، فقد فات الأوان»، أما “رنين الخليلي” (25 سنة) التي تدرس هندسة الاتصالات في كلية المأمون في بغداد، تقول: «لن نعيش جو احتفال التخرج».

«فيجب على طالب الفنون الجميلة في #جامعة_بغداد كي يتخرج إكمال مشروع النحت النهائي في استوديو الجامعة، المغلق منذ أكثر من شهرين»، حسب “ميادة”.

تقول “محمد” لـ “فرانس بريس”: «آخر ما سمعناه هو أننا سنبدأ المشاريع العام المقبل، لذلك سنتخرج متأخرين عاماً. لكن البعض منا لا يستطيع تحمل ذلك. نحن بحاجة إلى بدء العمل».

«انضمت “محمد” إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة العام الماضي، لكنها تقر بأن الإقبال الضعيف في الآونة الأخيرة يثنيها عن العودة إلى الشارع».

«تقول من منزلها في بغداد: هذا العام انزلق من بين أيدينا. الآن نقضي وقتنا بأكمله في مشاهدة “نتفليكس”، منصة الأفلام على الإنترنت»، حسب حديثها مع “AFP”.

فقَدتُ الأمَل

هناك «أكثر من (60 %) من سكان العراق البالغ عددهم 40 مليون نسمة، هم دون الخامسة والعشرين، ويقدر بأن يزيد عددهم عشرة ملايين بحلول العام 2030».

«يعتمد معظم الطلاب الأكبر سناً على برنامج التوظيف الجماعي للحكومة من الحقبة الاشتراكية، حيث يتم تعيين الخريجين الجدد في وظائف في القطاع العام المتضخم في البلاد».

«لكن الحكومة كافحت من أجل استيعاب الموجات الجديدة من الخريجين في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أثار قلق “سجاد مطر”، (…) الطالب في كليّة الطب».

يقول “مطر” (22 سنة) في حديث مع “فرانس بريس: «كان من المفترض أن أتخرج هذا العام، لكن قلبي يقول لي إن ذلك لن يحد»، قالها بحُرقَةٍ وألَم يعتصر فؤاده.

«لم يتم بعد تعيين فئة خريجي العام 2019 من الجامعة الخاصة التي يدرس فيها، في الوظائف الحكومية، ما يجعل تعيينه قبل نهاية العام 2021 أمراً غير مرجّح».

«وذلك يعني أنه سيبقى في المنزل مع والديه في #الناصرية في جنوب البلاد، من دون راتب الـ 700 ألف دينار (حوالى 600 دولار) الذي كان يتوقعه»، حسب “AFP”.

«علاوة على ذلك، ما زالت الجامعة تريد منا أن ندفع مليوناً و750 ألف دينار عراقي من الرسوم الدراسية لفصل الربيع. لكن لا يوجد عمل في الناصرية، لقد فقدت الأمل»، يقول بمَرارَة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة