تُعد سنابل القمح والشعير، التي تنتجها الأراضي الزراعية بقرى وبلدات ريف #الرقة، من أجود أنواع السنابل في #سوريا، نظراً لطبيعتها الجغرافية المميزة على ضفتي الفرات، وتربتها الغنية ومناخ المنطقة المعتدل.

إذ تراجع إنتاجها هذا الموسم، بسبب تفشي فيروس #كورونا المستجد، وما لحقه من تبعات حظر التجوال، وقرارات أثرت بشكل سلبي على المزارعين، وأدت لارتفاع أسعار المواد الأولية اللازمة للإنتاج، بشكل لا يتناسب مع أسعار البيع.

وزاد الأمر سوءاً، اجتياح النيران لمساحات واسعة من الأراضي، والتهامها عشرات الهكتارات المزروعة بالقمح والشعير، ليعود شبح الحرائق للمنطقة من جديد، ويتسبب بخسائر لا يمكن تعويضها.

زراعة القمح والشعير

“محمد عبد الكريم”، مزارع من مدينة #الطبقة، قال لموقع (الحل نت) إن «موسمنا كان جيداً في بدايته، إذ كانت أسعار المواد الأولية مناسبة مقارنة مع أسعار بيع المحصول، والظروف كانت مهيئة لإنتاج موسم يأمن الاكتفاء الذاتي من القمح والشعير للمنطقة، ويعوضنا عن خسائر العام الماضي».

«أملك 100 هكتار، وكل هكتار ينتج بين 30 و40 كيس قمح، ومع ارتفاع درجات الحرارة ونشوب النيران في عدة أراضي مجاورة، أصبحنا نتخوف من تكرار حرائق الموسم الماضي، والتي التهمت آلاف الدونمات وكبدتنا خسائر فادحة»، بحسب عبد الكريم.

وأضاف أن «فيروس كورونا منعنا من الاعتناء بأراضينا كما السابق، خاصة وأننا دخلنا فصل الصيف، وشرارة ممكن أن تُشعل النيران وتحرق السنابل الجافة، إضافة لارتفاع الأسعار بشكل لا يتناسب مع أسعار البيع المعلنة من قبل #الإدارة_الذاتية».

الحرائق الموسمية.. أسبابها

التهمت الحرائق مئات الهكتارات من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير في قرى الريف الشمالي، خلال الأسبوع الجاري، نتيجة للقصف المتبادل بين #الجيش_التركي، والفصائل السورية المسلحة التي تدعمها تركيا من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية (#قسد) من جهة ثانية.

قال “علي الزين”، مزارع من قرية صيدا، لموقع (الحل نت) إن «قصفاً تسبب بنشوب حريق في أرضي وأدى لتلف 20 هكتاراً مزروعاً في القمح، كما طالت الحرائق عدت قرى مجاورة، وهي الراشديّة ومعلك والجميجم وخربة عبود والعريضة الشمالية والعريضة الجنوبية وخربة البقر»، على حد قوله.

أما “حسين عباس”، مزارع من مدينة تل أبيض، فقال لموقع (الحل نت) إن «الحرائق نشبت في أراضي القمح والشعير التي كنا على وشك حصدها، جراء القصف، والتهمت أكثر من 5 آلاف دونم، في قرى الفارس واللوبيدة وكفيفة وكورحسن والصليبي، ومن المرجح زيادة الخسائر نتيجة عدم الاهتمام بالحرائق وتوفير سيارات إطفاء للسيطرة على النيران».

وأكد “نزار الحافظ”، أحد وجهاء بلدة المنصورة، لموقع (الحل نت) أن «جهة ما تقف وراء حريق محاصيل القمح، بهدف زعزعة أمن الأهالي وسلبهم لقمة العيش، فالحرائق في بلدة المنصورة تستهدف حقول القمح فقط، كونها أقل من حقول الشعير كمساحة وتكلفتها الإنتاجية أعلى، إذ حصد الأهالي الشهر الماضي، حقول الشعير بدون وقوع أي مشاكل تذكر».

“محمد الرقاوي”، ناشط من مدينة الرقة، قال لموقع (الحل نت) إن «حرائق الموسم الماضي تسببت بخسائر قدرت بنحو 6 ملايين دولار، أما مساحة الأراضي المتلفة فقد بلغت 75 لف دونم في المحافظة بشكل عام، متوزعة على الشكل التالي، 30 ألف دونم في مدينة الطبقة، 25 ألف دونم في مدينة عين عيسى و20 ألف دونم متوزعين على القرى الأخرى».

وكان تنظيم “داعش”، أقر عبر صحيفة (النبأ) التابعة له، مسؤوليته عن الحرائق التي طالت الأراضي العام الماضي، مبرراً بأنها تستهدف من وصفهم بـ “المرتدين”، وتوعد بأن مواسم الحصاد في شمال شرقي سوريا لا تزال طويلة.

لجنة الاقتصاد تحدد سعر القمح والشعير

حددت “الإدارة الذاتية”، تسعيرة جديدة لشراء محصول القمح من المزارعين هذا الموسم، مقابل 225 للكيلو غرام الواحد، حيث لاقى القرار انتقادات من قبل المزارعين باعتبارها تسعيرة غير مناسبة مقارنة بتكلفة الإنتاج، فيما قررت الإدارة عدم شراء محصول الشعير من المزارعين وحددت سعر 150 ل.س للكيلو غرام الواحد، وسمحت للتجار بشرائه وتصديره لخارج مناطق الإدارة.

واحتلت مدينة الرقة المرتبة الثالثة في إنتاج القمح بعد حلب والحسكة، بمعدل إنتاج وصل إلى 610 آلاف طن، في عام 2010، تليها محافظة دير الزور، لكن الأوضاع التي شهدتها المدينة أدى إلى تراجع الإنتاج بنسبة كبيرة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.