عزلٌ اجتماعي ونقصٌ في المعدات: معاناة طبيبات عراقيات في مواجهة “كورونا”

عزلٌ اجتماعي ونقصٌ في المعدات: معاناة طبيبات عراقيات في مواجهة “كورونا”

لم تمنع الظروف الاجتماعية السيئة الطبيبات والممرضات العراقيات من القيام بواجبهن في التصدي لانتشار فيروس #كورونا. موقع «الحل نت» يسلّط الضوء على العمل الذي تقوم به النساء داخل المستشفيات ومراكز الحجر الصحي في العراق، والمشاكل التي يعانين منها، في ظل رداءة معدات الوقاية الطبية وضعف المنظومة الصحية في البلاد.

 

كورونا يفرض واقعاً جديداً

سبب “كورونا” واقعاً جديداً على مستوى العلاقات الاجتماعية في العالم، مع فرض “التباعد الاجتماعي”، بوصفه إجراءً أساسياً لمنع انتشار الفيروس، إلا أن «”التباعد” ترفٌ لا يناله الأطباء والممرضون»، بحسب الدكتورة “رنا الخالدي”، العاملة بمستشفى “الجراح” في #بغداد.

وتضيف “الخالدي”، في حديثها لموقع «الحل نت»، أن «الوباء فرض علينا أن نكون بالقرب من مرضانا لرعايتهم، وهذا يشكّل ضغطاً نفسياً علينا، إضافةً للمصاعب التي نواجهها مع فئة الشباب، الذين يصعب التعامل معهم، لعدم تفهمهم لخطورة الفيروس على الصحة العامة».

 

خوف بسبب رداءة المعدات الطبية

المعدات الوقائية أحد عوامل القلق الذي يصيب الكوادر الطبية، فعلى الرغم من توفرها إلى حد ما، إلا أنها ليست من الأنواع الجيدة، وهذا «يخلق نوعاً من الخوف والإرباك لدى الطبيبة أو الطبيب، لأنه يزيد من احتمالية نقل العدوى». بحسب “زهراء فاضل”، الطبيبة بمستشفى “ابن الخطيب” في بغداد.

وعن معاناتها تروي “فاضل” لـ«الحل نت»: «عندما أعود إلى بيتي أخلع كل ما كان له علاقة بالمستشفى عند المدخل، وأذهب إلى الحمام مباشرة لتنظيف كل شيء، وبعدها أقوم بعزل نفسي عن أسرتي، وابتعد عن أطفالي لأيام، تجنباً لنقل العدوى لهم. وهذا أشد أنواع العذاب الذي أعيشه، فقد كنت أصاب بالاكتئاب واليأس كلما زادت الإصابات في العراق».

وتواصل “فاضل” حديثها بالقول إن «واحدة من أصعب المواقف، التي جعلتني أفقد السيطرة على أعصابي، موقف الجيران المتشكك مني، فكانوا يرمقونني بنظرات غاضبة، بل أن أحدهم قام بمنعي من المرور أمام منزله، خوفاً من انتقال العدوى».

 

مصاعب تضاف لخطر العدوى

لا تقتصر معاناة الطبيبات على الخوف من انتقال العدوى فقط، “شيماء السلامي”، الطبيبة العاملة في “مدينة الطب” ببغداد، أشارت إلى أنها «تألمت كثيراً من رؤيتها لكبار السن وهم يعانون من الأزمات التنفسية الحادة».

وتتحدث “السلامي” عن صعوبات أخرى تواجهها خلال تأديتها واجبها في غرف الحجر الصحي، مثل «التعامل مع أهل المصابين، خصوصاً إذا كانت المصابة إمرأة مرضعة، وترفض ترك طفلها بعيداً عنها. وحالة أخرى لرجل كبير في السن، رفض أحد أولاده تركه وحيدا في الحجر الصحي، وأصرّ على مرافقته مهما كلف الامر».

وتتابع “السلامي” أن «هذه المواقف تتطلب جهداً لاستيعاب كل الحالات، والتعامل مع مختلف فئات وشرائح المجتمع العراقي».

 

خطوات لتجاوز الأزمة

أخصائي طب الأسرة “أحمد الرديني” أكد أن «هناك فئة كبيرة في المجتمع لازالت تتعامل مع الوباء على أنه أزمة سياسية مفتعلة، وهذا أمر خطير جداً، كما أن هناك نوعاً آخر يعتبره حرباً اقتصادية، فكيف يمكن للطبيب أن يتعامل مع هكذا أشخاص؟».

ويضيف “الرديني” في حديثه  لـ«الحل نت» أنه «من الضروري زيادة الندوات التثقيفية، لشرح كيفية التعامل مع المرض وتقبّله. فالمصابون بالفيروس بحاجة إلى دعم نفسي، لأن كثيراً منهم يصاب بانهيارات عصبية، بعد أن يتم حجرهم لأكثر من عشرة أيام».

وبخصوص نقص الكمامات في المستشفيات العراقية يتابع “الرديني” بالقول: «نقص الكمامات أزمة عالمية، ولكن يمكن ابتكار حلول محلية لها». مشيراً إلى أن «العراق بحاجة اليوم إلى إنشاء مصانع محلية لإنتاج كميات كبيرة من الكمامات، تسدّ حاجة جميع المؤسسات الصحية في البلاد».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة