صراعاً على النفوذ والغنائم: الفوضى الأمنية بريف الرقة تطيح بضباط القوات النظامية

صراعاً على النفوذ والغنائم: الفوضى الأمنية بريف الرقة تطيح بضباط القوات النظامية

تعيش القرى والبلدات الواقعة على أطراف ناحية #معدان، شرقي محافظة #الرقة، والخاضعة لسيطرة #القوات_النظامية والميلشيات التابعة لها، انفلاتاً أمنياً واسعأ، مع ازدياد عمليات السطو المسلح والسرقة والاغتيالات.

وتصاعدت حالة الفوضى في المنطقة، بعد تكرار الاغتيالات بحق ضباط وعناصر من القوات النظامية، والميليشيات المتعددة الموالية لها، بسبب الصراع على النفوذ في تلك المناطق، والخلاف على المسروقات والإتاوات التي تُفرض على المدنيين، فضلاً عن عمليات الاغتيال التي تنفذها خلايا تنظيم “#داعش”، المنتشرة في  بادية المنطقة، وسط غياب تام للجهات الأمنية.

 

خلافات على الضرائب والإتاوات

“مأمون النجار”، من سكان ناحية “معدان”، قال لموقع «الحل نت» إن «تكرار الاغتيالات بحق ضباط وعناصر القوات النظامية في الآونة الأخيرة، سببه الخلافات بينهم وبين عناصر مليشيا #جيش_العشائر، التي يقودها “تركي البوحمد”. وباتت الاشتباكات بين الطرفين أمراً روتينياً ويومياً في البلدة، والسبب الخلاف على تقاسم المسروقات والإتاوات، التي يجنونها من المحال التجارية والمعامل في البلدة. وينجم عن هذه الاشتباكات في كل مرة قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، إضافةً لسقوط ضحايا من  المدنيين، ودمار ممتلكاتهم».

ويضيف “النجار” أن «أغلب الاغتيالات التي تطال ضباط وعناصر القوات النظامية تحصل ليلاً، بعد فضّ الاشتباك، لأن المليشيات المنفّذة لها من أبناء المنطقة، وعلى دراية كاملة بكيفية التحرك والتخفّي».

منوهاً إلى أن «ضباط القوات النظامية يحاولون سحب البساط من تحت مليشيات “جيش العشائر”، والسيطرة على كامل البلدة، من خلال عدم مشاركة عائدات الإتاوات والمسروقات مع عناصر تلك المليشيات، ما يدفع الأخيرين لتنفيذ عمليات اغتيال بحق ضباط القوات النظامية، بشكل مستمر ومتزايد»، وفقاً لقوله.

وبلغ تعداد القتلى في صفوف القوات النظامية خلال الشهرين الماضيين، في بلدة معدان ونواحيها، قرابة اثنين وثلاثين عنصراً، بينهم ضباط، وفقاً لما نقله “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، وبعض الصفحات الموالية للحكومة السورية.

 

خلافات على الحواجز

تفرض حواجز القوات النظامية، والميليشيات الإيرانية الموالية لها، المنتشرة على الطريق الدولي شنان ـ معدان، ضرائب عبور (دخول وخروج)، يقدّرها المسؤول عن الحاجز، بحسب “اسماعيل الكراد”، وهو ناشط من ناحية “معدان”.

ويضيف “الكراد”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الضرائب تختلف حسب البضائع الداخلة والخارجة للبلدة، ويتم تقاسمها بين القائمين على الحاجز. إلا أن #الفرقة_الرابعة زادت من تعداد حواجزها على ذات الطريق، وفرضت مزيداً من الضرائب، الأمر الذي أثار ضغينة ميليشيات “جيش العشائر”، التي بدأت بتنفيذ عمليات اغتيال بحق عناصر وقادة الحواجز، مع نسب تلك العمليات  لخلايا “داعش” المنتشرة بالمنطقة»، على حد قوله.

وأشار “الكراد” إلى «مقتل عنصرين من القوات النظامية، أثناء مرورهم على حاجز لميليشيات #الحرس_الثوري الإيراني على طريق معدان ـ العتيق، أواخر الشهر الماضي، بعد أن حاولا اجتياز الحاجز بالقوة، رغم أنهما لا يحملان مهمة رسمية، ليقوم عناصر الحاجز بإطلاق النار عليهما».

وسحبت الميليشيات الإيرانية، في الحادي عشر من الشهر الحالي، كافة العناصر والمعدات اللوجستية التابعة لها من ناحية معدان، باتجاه مدينة #دير_الزور، ليحل محلها  فصيل #الدفاع_الوطني التابع لروسيا، وفقاً لذات المصدر.

 

هجمات لخلايا داعش تستهدف المدنيين والعسكريين

تستهدف خلايا “داعش” المدنيين وعناصر القوات النظامية والميليشات التابعة لها، عبر الهجمات الخاطفة والكمائن، وتتخذ كهوف بادية “معدان” مقراً لها، لصعوبة الوصول إليها والسيطرة عليها.

يقول “شريف الإبراهيم”، من سكان ناحية “السبخة”،  لموقع «الحل نت» إن «خلايا التنظيم المنتشرة في بادية “معدان”، ضاعفت هجماتها ضد القوات النظامية و”جيش العشائر”، وأصبحت أكثر نشاطاً في الآونة الأخيرة. فقد تبنى التنظيم، في الشهر الجاري، عملية أدت لمقتل سبعة عناصر على حاجز طيار قرب ناحية “السبخة”،  كما تبنى عملية اغتيال ضابط وعنصرين من القوات النظامية، عبر تفجير سيارتهم بعبوة ناسفة، خلال مرورها على طريق “السبخة” الدولي، أواخر الشهر الماضي».

كما تقوم تلك الخلايا بـ«اعتقال وإعدام كل من يدخل البادية، خوفاً من كشف مقرات التنظيم وأماكن اختباء عناصره. وسُجلت عدة حالات إعدام، ذبحاً بالسكاكين ورمياً بالرصاص، تبناها التنظيم. وأبرزها قتل أكثر من خمسة وعشرين راعٍ للغنم، وعشرة أشخاص كانوا يبحثون عن فطر “الكمأة”»، يضيف “الإبراهيم”.

 

الفاعل مجهول الهوية

سبق أن سُجلت عدة حالات اغتيال مشابهة في المنطقة، إذ قُتل الضابط “أحمد المحمد”، رئيس مفرزة للمخابرات الجوية في بلدة “دبسي عفنان”، بعبوة ناسفة، انفجرت خلال مرور سيارته عبر الطريق المؤدي إلى #السلمية، قبل أيام، وفق مصادر محلية لموقع «الحل نت»، بداخل البلدة ذاتها.

كما قُتل ثلاثة عناصر من ميليشيا “جيش العشائر”، وأصيب آخرون، جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء مرور سيارتهم قرب بلدة “معدان”، الأسبوع الماضي، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تلك العمليات إلى ساعة إعداد التقرير، وفقاً لذات المصادر.

وتخضع عدة قرى في ريف محافظة الرقة لسيطرة القوات النظامية والميليشيات التابعه لها، في حين تسيطر #قوات_سوريا_الديمقراطية على الجزء الأكبر من المحافظة، كما سيطرت فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من #تركيا على مدينة #تل_أبيض، وعدة قرى مجاورة لها مؤخراً.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.