بين الفينة والأخرى، عادة ما تنفتح مواضيع وقضايا تكون مطمورة أو يُبتعَد عن الخوض فيها. تعاد لتنفتح، ثُمّ تُغلق مرّة ثانية، لتعود وتطفو إلى السطح ثانيَةً وثالثةً، وهكذا.

في آخر الجديد، أُعيد فتح موضوع الآثار التاريخية العتيقة في #العراق وفي #سوريا على حد سواء، وهذه المرّة يتم تناولها من خانة حقبة السنوات الأخيرة وقتَ وجود #داعش.

فُتحَت الآن، لإظهار كيف كان “داعش” يدمّر الآثار القديمة جداً، في محاولة منه لمحو تاريخ البلدَين، وهُما من أقدم البلدان الموجودة في هذه المعمورة، التي اسمها “الأرض”.

إعادة هذا الموضوع للواجهة مُجدّداً، أعاد بذاكرة العراقيين وحتى كُل محب للتراث والتاريخ في العالم ما بثّه “داعش” من مقطع مرئي يُوثّق تدميره لآثار مدينة #الموصل شتاء 2015.

الحق يقال، أن هذا المقطع، ترك غصّة في القلب، ووخزة في الروح العراقية خاصة ومعها السورية، وحتى البشرية لربما عامّةً، فلا وجعَ أوجَعُ من تدمير آثار المتحف الموصلي الشهير.

“داعش” يدمّر آثار “الموصل” – إنترنت

الجديد، أن «الصيد الثمين» #عبدالناصر_قرداش كما وصفه #جهاز_المخابرات العراقي إبّان إعلان اعتقاله الأسبوع المنصرم من قبلها، كشف الكثير والكثير من الأسرار عن تدمير الآثار.

“قرداش”، الذي تعود له فكرة «توحيد فرعي العراق وسوريا تحت راية “داعش”»، وأبرز المقربين من زعيم التنظيم السابق #أبو_بكر_البغدادي هو بمثابة «كنز معلومات لا ينضب».

قال في حوار مع “المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات”، قبل أيام، إن «التنظيم حاول نقل الآثار التي نهبها من مناطق سيطرته إلى #أوروبا لبيعها».

آثار سورية منهوبة – إنترنت

«إلا أنه فشل بعد 4 محاولات كبيرة، خاصة آثار سوريا، فهي مسجّلة ضمن التراث العالمي ومعروفة، فلم يجد حلاً إلا الذهاب إلى خيار تدميرها ومعاقبة من يتاجر بها».

هكذا فتح “قرداش” بحديثه عمّا يُعَد ثقل “داعش” الاقتصادي «جروحاً تعود لـ 2015 (…)، حين حطّم التنظيم مجموعة من التماثيل والمنحوتات النفيسة، التي تعود للحقبة الآشورية».

من آثار مدينة الموصل العراقية – إنترنت

الفيديو الذي بثه آنذاك “المكتب الإعلامي لولاية نينوى”، يُظهر «تدمير “داعش” لقطع أثرية يعود بعضها إلى الحضارة الآشورية، التي سادت في العراق في القرن السابع قبل الميلاد».

«هز الفيديو حينها العالم لشناعته»، حسب وصف “العربية نت”، وذاك لا شك فيه، بخاصة بعدما قال خبراء حينها، إن «الآثار المدمرة تشمل قطعاً أصلية هائلة».

«وأخرى أعيد بناؤها من قطع مبعثرة، إضافة إلى نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى، تشمل آثاراً من الحقبتين الآشورية والبارثية، ويعود بعضها إلى ما قبل ميلاد المسيح».

https://youtu.be/lSC3FpwkOyY

ليس هذا، بل «آثار تنديداً عالمياً، (…)، فقد أدانته وقتها #الأمم_المتحدة ومنظماتها الثقافية والإنسانية، والمراكز والمتاحف والأكاديميات، وعَدّتهُ من جرائم الحرب».

أيضاً، تحدّث منسق شؤون مكافحة الإرهاب في #الاتحاد_الأوروبي، “جيل دو كيرشوف”، في #باريس قبل أيام، عن الآثار المسروقة إبّان وجود “داعش” في العراق وسوريا.

مدينة “تدمر” السورية – فرانس برس

«لدي قناعة بأن الكثير مما سُرق ما يزال مُخزّناً في محيط سوريا والعراق بانتظار تراجع الاهتمام لطرح هذه القطع في الأسواق لدى (دور مزادات) كريستيز أو سوذبيز في غضون (6 – 7) سنوات».

“كيرشوف”، الذي «يؤكد أنه درس هذه المسألة بصورة معمقة»، أوضح أن «التصدي لتهريب الآثار مهمة صعبة، لأن كثيرين ممن يشترون هذه القطع لا يدركون أنهم يموّلون الإرهاب».

وأردف إبّان مؤتمر صحافي له، أن «الشخص الذي يشتري قطعاً أثرية يتكوّن لديه انطباع بأنه يسدي خدمة للبشرية من خلال حماية قطعة رائعة من الدمار على يد الهمجيين».

“تدمر” عام 2016 – إنترنت

في الأخير، يبدو أن موضوعة الآثار هذه في جل البلدان التاريخية عامة، وسوريا والعراق خاصّة قد حيكَ أمرها بشكل مُنظّم، لتفقير هذين البلدين تاريخياً.

لكن من أحاكوها، لم يدر في خلدهم أنه مهما حصل ويحصل لن يمحو تاريخهما، فـ “تدمر” هي بمثابة “متحف من الخزف النادر”، و “الموصل”، “أرض منحوتة” تأبى أن تندثر.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.