علّق الفريق الحكومي، المعني بإجراءات التصدي لفيروس #كورونا، استقدام السوريين العالقين في الدول الأخرى حتى إشعار آخر. وقرر إعادة مناقشة الموضوع بعد معالجة جميع الحالات، وانتهاء مدة الحجر المفروض عليها، لا سيما بعد ارتفاع الأصوات التي اشتكت من سوء الخدمات المقدمة في مراكز الحجر الصحي.

 

الحشرات ترافق المحجورين في المراكز

بعد اتخاذ #الحكومة_السورية قراراً بإعادة مواطنيها المحجوزين في الدول الأخرى، وصلت طائرتان، في التاسع من  مايو/أيار الجاري، تقلان 393 راكباً، من السوريين العالقين في الخارج، قادمتين من السودان وسلطنة عمان، ليتبعهما وصول طائرتين إلى #دمشق واللاذقية، قادمتين من دولة الامارات، وسبقهما وصول طائرة قادمة من مطار “فنوكوفو” الدولي، في العاصمة الروسية #موسكو، وطائرتان من دولتي الكويت والعراق.

ويشتكي معظم القادمين من خارج سوريا، والذين يخضعون لفترة حجر صحي، في أماكن خصصتها الحكومة السورية لهذا الغرض، من سوء المعاملة وقلّة الخدمات في تلك المراكز. وتجاوز عدد الأشخاص، الذين خضعوا للحجر الصحي، ثمانية آلاف شخص، وسط شكاوى من تفاوت الإجراءات الوقائية بين القادمين من دول مختلفة.

يقول “تميم حسن”، المنحدر من مدينة #السويداء، والواصل عبر طائرة قادمة من سلطنة عمان، لموقع «الحل نت» إن «الحكومة السورية تجري عزلاً لمدة أربعة عشر يوماً للقادمين من كافة الدول، ويتم نقلهم لمراكز الحجر بشكل عشوائي، دون النظر إلى المحافظة التي ينتمي إليها كل شخص، فالعائدون من أهالي السويداء مثلاً حُجروا في مركز المدينة الجامعية بحمص، رغم وجود مركز حجر في السويداء».

وعبّر “تميم” عن استيائه من الحجر في مدينة #حمص، لافتا أن «مراكز الحجر الصحي في السويداء لا تبعد أكثر من 100 كم عن #مطار_دمشق_الدولي. رغم ذلك نًقل المحجورون إلى مدينة حمص، في رحلة استمرت قرابة ست عشرة ساعة، حتى وصلوا لمركز الحجر، ليتبين أنه قيد الترميم، إضافة لسوء خدمات الغذاء والدواء فيه».

لافتاً أن «المكان غير مناسب للحجر الصحي، ولا يوجد أي فصل أو تباعد بين الأشخاص، وهناك شخصان أو أكثر في كل غرفة، كما يوجد أشخاص من عدة دول. المفروض أننا بحجر صحي، ولكن هذا بالاسم فقط، فالمرافق العامة فيه غير مناسبة للأشخاص الموجودين، وخاصة كبار السن».

وتقول إحدى القادمات من دولة الإمارات لموقع «الحل نت»: «بعد استقبالنا في المطار، تم احتجازنا في الحافلات لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، قبل نقلنا للمدينة الجامعية في حي المزة بدمشق. ورغم  وجود وثيقة تثبت خلونا من فيروس “كورونا”، تم منعنا من مغادرة مركز». لافتةً أن المكان «يعجّ بالحشرات والصراصير، وتمّ تخصيص دورة مياه واحدة لخمسة عشر شخصاً».

 

استغلال الأزمة لممارسة الفساد

وذكرت وزارة الصحة السورية أن 8417 شخصاً خضعوا للحجر الصحي، للاشتباه بإصابتهم بفيروس “كورونا”، حتى يوم الجمعة، التاسع والعشرين من أيار/مايو 2020، خرج منهم 7674 شخصاً، وما يزال 743 شخصاً قيد المتابعة، في اثنين وثلاثين مركزاً صحياً، موزعة على عدد من المحافظات.

وبحسب “ليمار” (اسم مستعار للضرورة الأمنية)، فإنها «دفعت، مع عدد من المحجورين، لموظف وزارة الصحة، المرافق للحافلات، مبالغ مالية، مقابل إلغاء الحجر الصحي، فيما خرجت زوجة رجل أعمال من الحجر فوراً، دون انتظار نتيجة التحليل، بعد أن دفع زوجها مبلغاً مالياً قدره مئة وخمسين دولار«.

ويشير “أحمد الطويل”، الطالب في المرحلة الثانوية، المنحدر من مدينة #إدلب، لموقع «الحل نت» أنه «بعد تخصيص مديرية التربية في محافظة #حماة، تسع عشرة مدرسة للحجر الصحي، لطلاب الشهادات الإعدادية والثانوية الوافدين من محافظتي إدلب والرقة، قام عدد من الطلب برشوة الحراس، للفرار من مراكز الحجر، بسبب الازدحام الشديد في المدرسة الواحدة».

 

الاعتقال لمن يعبّر عن استيائه

وأوقفت وزارة الداخلية السورية، الأسبوع المنصرم، عدداً من الأشخاص الخاضعين للحجر الصحي في السكن الجامعي بمدينة دمشق، بعد رميهم كميات من الطعام، احتجاجاً على سوء الأوضاع، وعدم الاهتمام بنظافة الطعام خلال نقله.

وأكدت “ليمار” أن «قسم شرطة المزة الشرقي، أوقف سبعة أشخاص، كانوا محجورين صحياً في المدينة الجامعية بالمزة، بعد قيامهم برمي الطعام المخصص لهم من شرفة البناء، احتجاجاً على سوء المعاملة والخدمة المقدمة في مراكز الحجر».

وكانت النيابة العامة التابعة للحكومة السورية في دمشق، قررت توقيف الأشخاص السبعة، وتقديمهم للقضاء، بعد انتهاء فترة الحجر الصحي.

في المقابل، وعبر وسائل إعلام تابعة للحكومة السورية، قال “محمد فاتح عنتباوي”، رئيس مكتب “الجاهزية” في مديرية صحة بدمشق، إن «الصور التي بُثت عن مراكز الحجر غير صحيحة. والموجودون في الحجر هم من قاموا بتوسيخ المكان». مبرراً وجود الحشرات في مباني الحجر بأنها «منتشرة في دمشق كلها».

تصريحات “عنتباوي” أثارت حفيظة الممثل السوري “خالد القيش”، الذي خضع للحجر الصحي في دمشق بعد عودته من دولة الإمارات، فانتقد مركز الحجر قائلاً: «الوضع أسوأ من الصور ومن الوصف»، وطالب “عنتباوي” بزيارة المكان، والتعرّف على الحمامات المشتركة بين 370 شخصًا. كما نفى “القيش” توزيع أي معقمات في المركز.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة