مُعدّل قياسي لوفيّات “كورونا” في العراق: هكذا يُدفنون في مقبرة وحيدَة وصغيرَة

مُعدّل قياسي لوفيّات “كورونا” في العراق: هكذا يُدفنون في مقبرة وحيدَة وصغيرَة

«اكتسب المسعف “سرمد إبراهيم” خبرة أثناء علاج المقاتلين العراقيين خلال المعارك مع #داعش، لكنه الآن يدفن ضحايا #كورونا، وهي مهمة مرهقة تتطلب منه التعامل مع طقوس دفن إسلامية ومسيحية».

هكذا بدأت “رويترز” تقريرها عن طقوس دفن ضحايا “كورونا” في #العراق، وضحايا الوباء في البلاد باتت تتضاعف بشكل واضح وملفت يومياً منذ قرابة الأسبوع، حسب بيانات #الحكومة_العراقية الخاصة بالفيروس يومياً.

«بينما كان متطوعون يستعدون للتعامل مع نعش وصل للتو من #بغداد، قال “إبراهيم”: «حتى الآن، نتعامل مع الوضع.. لكن إذا بدأنا في استقبال المزيد من الجثث فقد لا نتمكن من الدفن وفقاً للقواعد الدينية».

«يعمل إبراهيم مع أعضاء فريقه في مقبرة جديدة بمدينة #النجف، وهي المقبرة الوحيدة في البلاد المخصصة على وجه التحديد لوفيات “كورونا،” وهي صغيرة جداً بالنسبة لمقبرة “وادي السلام” القريبة التي توصف بأنها الأكبر في العالم».

توفي نحو /256/ شخص منذ بدء تفشي الوباء في العراق أواخر فبراير/ شباط الماضي، ويقول المتطوعون لـ “رويترز” إنهم «يستقبلون ما بين جثتين وأربع جثث يومياً».

«قاتل “إبراهيم” ورفاقه مع #القوات_العراقية و #الحشد_الشعبي ضد تنظيم “داعش” قبل سنوات عدة، ورغم أن هذا العدو مختلف تماماً فإن هذا العمل يستنزفهم جسدياً ونفسياً»، حسب الوكالة البريطانية.

«عادة ما تصل الجثث أثناء الليل، ويقوم المتطوعون الذين يرتدون سترات واقية كاملة بأعمال الغسل والتكفين في أغطية سوداء قبل إعادة الجثث إلى التوابيت، ويحملونها إلى القبور مستعينين بأضواء المصابيح الأمامية لسياراتهم».

«يسعى الفريق المؤلف من نحو /12/ عضواً جاهداً إلى زيادة عدد أعضائه، وهؤلاء المتطوعين لخوفهم من التعرض للفيروس ابتعدوا عن عائلاتهم وجيرانهم، حتى مع عدم وجود أدلة على إمكانية انتشار الفيروس عبر الجثث».

يقول أحد المتطوعين، يدعى “أبو سجاد” (46 عاماً) في حديثه لـ “رويترز”، إن «الفريق عندما يواجه نقصاً في عدد المشاركين في دفن الضحايا فإنه يضطر لطلب المساعدة من الأصدقاء أو من مقاتلين آخرين».

ويُضيف أيضاً إبّان كلامه أنه «يخشى أن يصاب أحدهم بالفيروس فيتلقى اللوم من أقاربه، ولم يخبر عائلته بأنه يعمل في المقبرة»، قائلاً: إن «أصدقاءه الذين يعلمون بالأمر مترددون في لقائه».

وفقاً لتقرير الوكالة البريطانية: «رفضت بعض العشائر وكبار رجال الدين المحليين دفن الضحايا في المقابر المحلية، وهو من أسباب حفر المقبرة الجديدة في النجف»، بحسبها.

قائد فريق الدفن “عبد الحسن كاظم” قال: «لقد أرجعوهم إلى الثلاجات وبقوا فيها /15/ يوماً تقريباً، وصار دفن عشوائي في بعض المناطق، يدفنونهم بدون غسل وبدون تجهيزات شرعية».

«في هذه المقبرة، على الفريق احترام هذه التجهيزات، وسمح للأقارب بالمشاهدة من على بعد، في حين كان طالب من معهد محلي يؤم الصلوات عند كل قبر لمسلم، ودُفن مسيحيان مؤخراً في المقبرة».

يقول “أبو سجاد” وهو «جاث أمام أحد قبور المسيحيين إن فريقه يعلم أن الضحايا كانوا سيفضلون أن يدفنوا في مقابر عائلاتهم، لكنهم يرقدون الآن في المقبرة بسبب الوباء»، مؤكداً أن «عملية الدفن تمت حسب المواصفات التي يريدها ذوو المتوفين».

في آخر إحصائية لـ #وزارة_الصحة العراقية اليوم الأربعاء، تم تسجيل /21/ حالة وفاة إبّان الساعات الـ /24/ الماضية، وهو أعلى معدّل يومي لوفيات “كورونا” منذ تفشيه في العراق.

وبلغَت الإصابات الكليّة لوباء “كورونا” في عموم البلاد، بما فيها #إقليم_كردستان، /8168/ إصابة، أكثر من نصفها في العاصمة العراقية بغداد لوحدها، التي تكاد تكون بؤرة الفيروس في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.