أكّد “جيمس جيفري” الممثل الأميركي الخاص لشؤون سوريا والمبعوث الخاص للتحالف الدولي، على «أهمية توفير الاستقرار والدعم المالي والإنساني بشكل أساسي، ليس فقط من قبل الولايات المتحدة، وإنما من دول أخرى لدعم الجهود في العراق وسوريا».

جاء ذلك، خلال اجتماعٍ عقده أمس الجمعة، بحضور نحو ثلاثين وزير خارجية أو ممثليهم ورئيس الوزراء العراقي عبر رسالةٍ مسجّلة.

حيث أوضح أن «جهود التحالف واسعة المدى ولا تقتصر فقط على الجهود العسكرية، فالتحالف يسعى لتحقيق الاستقرار والعمل إلى جانب السلطات لتطبيق القانون والعمل مع الانتربول، إضافة إلى تجفيف القنوات المالية التي أنشأها التنظيم وإيجاد سبل لوقف تدفق المقاتلين الأجانب وإعادة المعتقلين منهم إلى بلدانهم».

كما سلّط “جيفري” الضوء على تعليقات الأمين العام لحلف الناتو “ستولتنبرغ”، حيث أكد الأخير أن «الناتو يعمل على تلبية طلب الرئيس ترامب في أن يلعب دوراً أكبر في مكافحة الإرهاب بشكل عام وفي الحرب ضد تنظيم داعش لاسيما العراق، وأن الناتو يعمل على قدم وساق لإيجاد سبل لتعزيز مهمته في العراق».

مُشيراً إلى أن «هجمات تنظيم داعش قد انخفضت من حيث العدد بشكل كبير» مؤكداً استمرار «قوات سوريا الديمقراطية في عملياتها ضد التنظيم في جميع أنحاء شمال شرقي سوريا حيث يتواجدون في كل مكان في المنطقة باستثناء منطقة عملية “نبع السلام” التركية».

مُعرباً عن قلقه من «عناصر التنظيم في المنطقة الواقعة جنوب الفرات، حيث تخضع لسيطرة النظام وداعميه الإيرانيين والروس».

وأوضح “جيفري” أنه «لم يطرأ أي تغيير على موقف الولايات المتحدة من وجود قواتها في العراق طالما أن الحكومة العراقية ترغب في وجودهم مع قوات التحالف على أراضيها إلى أن تتم هزيمة تنظيم داعش بشكل تام، وهو الأمر الذي لم ينجز بعد».

وأكد أن «الدول الأوروبية وحتى دول المنطقة كانوا أكثر عرضة لتهديد التنظيم، ولا يزالون. لذا وبسبب قلقهم الشديد من عودة التنظيم مجدداً، فإنهم ليسوا مستعدين فقط للحفاظ على وجودهم في المنطقة، إنما كذلك على وجود الولايات المتحدة».

ولفت “جيفري” أنه وبالرغم من تقلص عدد الهجمات التي ينفذها تنظيم داعش، إلا أن «لا يزال يمثل تهديداً للبلدان التي نشط فيها مثل سوريا والعراق، وكذلك بالنسبة لأميركا بكل تأكيد».

كما أعرب عن «قلقه من وجود التنظيم على الجانب الآخر من نهر الفرات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية».

مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن خلايا التنظيم «لا تقيم في نقطة محددة وإنما تتحرك في أرجاء سوريا والعراق، حيث شهدت الأخيرة أعمالاً عدوانية عدة، ولذلك شهد العراق عدداً من الضربات التي استهدفت قادة التنظيم والتي حققت نجاحاً كبيراً خلال الشهر الماضي، وبالرغم من تحسن الوضع، إلا أنه يظل بطيئاً ولن يستمر ما لم تتم المحافظة على الضغط العسكري والسياسي والمالي».

وأشار “جيفري” إلى أن تنظيم داعش «لم يعد يسيطر على أية أراضي، وبالتركيز على العراق، لم يعد يسيطر على أية مناطق أو سكان، لكنه ينشط في مناطق محددة، بدون أية عمليات توسعية، كتلك التي تشكل خطوط التماس بين قوات البيشمركة في شمال العراق، وبالتحديد حول كركوك من جهة الشرق والغرب إلى حيث يوجد الجيش العراقي».

مؤكّداً أن الأمر يحدث «ليس الأمر بسبب عدم تأدية البيشمركة لوظيفتها، وإنما بسبب مشاكل في التنسيق بين أماكن وجودهم ووجود الجيش العراقي إلى الجنوب مباشرة ووجود بعض الميليشيات».

موضّحاً أن خلايا التنظيم «تنشط في أجزاء من محافظة الأنبار باتجاه الموصل. وفي شمال سوريا، ينشط حول محافظة الحسكة وصولاً إلى دير الزور والرقة، حيث تكون معظم تحركات خلاياه في صحراء البادية الواقعة جنوب الفرات، وهي منطقة لا تتضمنها عمليات التحالف».

وأكد “جيفري” ثقتهم بأن «قوات سوريا الديمقراطية قادرة على حماية المخيمات والسيطرة عليها بالرغم من المحاولات العديدة لخلق خروقات».

مُشيراً إلى ضرورة «دعم قوات سوريا الديمقراطية مالياً لتتمكن من تأدية مهامها بالشكل الكامل. وأنهم يعملون ما بوسعهم لإعادة عناصر داعش الأجانب إلى بلادهم».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.