منذ سيطرة مليشيات #إيران على أهم مدن محافظة #دير_الزور، زادت جرائم السرقات والقتل والسطو وعمليات تجنيد الأطفال، نتيجة حالة الفوضى الأمنية غير المسبوقة في تلك المناطق، التي تشرف عليها أيضاً قيادات أمنية وعسكرية موالية للميليشيات من جنسيات مختلفة.

مواطنون في مدينة #البوكمال، ومناطق أخرى في المحافظة، اشتكوا لموقع «الحل نت» من تدهور الوضع الأمني، وانتشار الجريمة بمختلف أنواعها في مناطقهم، دون أي تدخّل من الأجهزة الأمنية، التي تشرف عليها #الحكومة_السورية.

 

سرقة في وضح النهار

“أم نزار” من مدينة البوكمال (فضّلت عدم كشف اسمها)، قالت لموقع «الحل نت» إن «عصابات السرقة والنهب، وأعمال القتل، انتشرت كثيراً في المدينة، حيث تستغل تلك العصابات عدم خروج الأهالي من منازلهم في أوقات الحظر لتنفيذ سرقاتها، وبعض العمليات تتم في وضح النهار، وقد نَجَم عن بعضها جرائم قتل، كما حصل مع بائع خضار قُتل خلال محاولته منع اللصوص من سرقة محله، منتصف شهر نيسان/إبريل الماضي، على الرغم من انتشار الأجهزة الأمنية الواسع في المنطقة». وأشارت إلى أن «منفذي الجريمة يدّعون  حماية المنطقة»، وفق تعبيرها، في إشارة منها إلى #الحرس_الثوري الإيراني ومواليه.

كما أكد عدد من سكان بلدات “الصالحية” و”السيال” و”السكرية” و”الحمدان” بريف “البوكمال”، ممن تعرضت منازلهم ومحلاتهم وسياراتهم للسرقة والنهب، «مسؤولية عناصر تتبع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، والمليشيات الأخرى الموالية له، عن هذه الجرائم، وتقديم “الثوري” الدعم والحماية لمرتكبي الجرائم في تلك المناطق، لتنفيذ عملياتهم بشكل مستمر»، وفق قولهم.

مصادر محلية في مدينة #الميادين أكدت  لـ«الحل نت» أن «أحياءً سكنية بشارع “الأربعين” و”الجراديق” و”ساحة الحزب” وبالقرب من حديقة “المدينة” والسوق المقبي القديم شهدت، منذ بدء تطبيق الحظر الصحي، انتشاراً كبيراً للعصابات الليلية، التي نفذت عديداً من الجرائم بحق السكان». ولفتت إلى «تنوّع وتعدد الجرائم التي تقوم بها تلك العصابات، والتي نُفّذ بعضها في وضح النهار، وأمام الأهالي أيضاً».

 

نهب المحلات التجارية

ومن أبرز الجرائم التي نفّذتها تلك العصابات، وفقاً لذات المصادر، «سرقة محلات تجارية ومركبات، وحرقها بعد ذلك لإخفاء معالم الجريمة، كما حدث مطلع الشهر الماضي، حين تعرضت ثلاث محلات لبيع ألبسة النساء والأطفال لعمليات سرقة وحرق في شارع “الجيش”، واتهم الأهالي مليشيات #حزب_الله اللبناني بالمسؤولية عنها، لأن الشارع المذكور يخضع لسيطرتها المطلقة».

وأشارت المصادر المحلية، التي فضّلت عدم الافصاح عن هويتها، لـ«الحل نت»، إلى أن «كثيراً من المواطنين، الذين تعرّضوا لتلك السرقات، تقدموا عدة مرات بشكاوى إلى قيادة المليشيات المسيطرة، وجهاز الشرطة التابع للحكومة السورية في المدينة، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء حيال ذلك» على حد قولهم.

“محمد”، اسم مستعار لناشط إعلامي في مدينة “الميادين”، تحدث لـ«الحل نت» قائلاً: «استولت مليشيات “حزب الله” اللبناني، قبل أيام قليلة، على أكثر من عشرين واجهة محل تجاري (خراطات الحديد) داخل السوق المقبي المدمر بوسط المدينة، دون علم أصحابها، ونقلتها  بسيارات تابعة لها إلى داخل الأحياء المأهولة بمدينة دير الزور، لبيعها لتجّار الخردة هناك».

وسبق ذلك بيوم واحد فقط قيام المليشيا ذاتها بسرقة بقايا نوافذ وأبواب ألمنيوم مدمرة، وبيعها لتجار خردة.

وفي ذات السياق، قال “عبد الغني الصادق”، من مدينة “الميادين”، ومقيم حالياً في #تركيا، وهو ممن تعرضت أملاكهم لسرقات المليشيات: «امتلك ستة محلات تجارية في السوق المقبي، وعلمت من أقرباء لي في المدينة بأن المليشيات قامت بخلع أبوابها ونوافذها، وسحب أسلاك الكهرباء منها، وبيعها لتجار خردة. كما قامت بالاستيلاء على منزلي وتحويله لمقرّ لها، علماً بأنه ليس لدي أي نشاط سياسي أو عسكري سابق ضد السلطة»، وفق قوله.

 

أزمة أمنية واقتصادية

ليس حال الأحياء المأهولة بداخل مدينة دير الزور أفضل حالاً، فقد شهدت خلال الأيام الماضية عدة حالات سرقة، في ظل حظر التجوال المفروض في المدينة، لمكافحة انتشار فيروس #كورونا.

ونقلت شبكة “ديرالزور24” المحلية، عن مصادر وصفتها بالموثوقة، «تسجيل أكثر من ثلاث حالات سرقة، حصلت خلال الأيام العشرة الماضية، وأغلب تلك السرقات كانت لمحلات تجارية، آخرها محل مواد غذائية، تعود ملكيته لسيدة مسنّة من سكان حي “طب الجورة”، تمّ نهبه خلال ساعات الحظر المفروضة».

مصادر من داخل الأحياء المأهولة في دير الزور ذكرت لـ«الحل نت» نوعاً آخر من الجرائم، انتشر في الآونة الأخيرة داخل الأحياء التي تسيطر عليها مليشيات #لواء_القدس، وهو نشل الحقائب النسائية.

من جهته، أفاد (ب.س)، وهو عنصر من جهاز الشرطة في مدينة دير الزور، لموقع «الحل نت» أن «مناطق سيطرة مليشيات إيران الحالية في المحافظة تعيش انتكاسة حقيقية وشاملة في شتى مجالات الحياة، وعلى رأسها المجال الأمني، خصوصاً في ظل استمرار إجراءات الحظر، إذ تستغلّ جميع المليشيات فترة الحظر لتنفيذ جرائمها في عموم المناطق».

وأكد العنصر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «المنطقة تمرّ بمرحلة أمنية   واقتصادية حرجة، في ظل حكم الميليشيات، وسط تجاهل الحكومة السورية لما يحدث، وعدم قيامها بمسؤولياتها في الحفاظ على أمن المواطنين».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة